عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-May-2019

الیسار نسي من هو لیبرمان - جدعون لیفي
ھآرتس
 
الكراھیة الشدیدة لبنیامین نتنیاھو تعمي ایضا عیون حكماء: فجأة افیغدور لیبرمان تحول الى أمل
المعسكر العلماني – اللیبرالي. نصف اسرائیل یكره نتنیاھو مثلما لم تكره اسرائیل رئیس حكومة.
ولیبرمان ھو المخلص. كراھیة نتنیاھو ھي كراھیة مرضیة في ابعادھا تنبع بالاساس من نمط حیاتھ
ومحاولاتھ السخیفة للھرب من المحاكمة، لیس من سیاستھ أو من مواقفھ. التوق الى تأمل عزلھ
ورجمھ في میدان المدینة وسجنھ، ھي منذ زمن بعید لیست أمر منطقي فقط. ھي لیست منطقیة الى درجة أنھا تخفي حقیقة أنھ یمكن أن یكون الوضع اسوأ حتى مما ھو مع نتنیاھو: مثلا مع لیبرمان.
المدافع المقدس للوسط – یسار یطلق النار على نتنیاھو، والموجودون في نطاقھ ینسون من ھو
لیبرمان. للیبرمان تم نسیان كل شيء وغفرانھ، فقط علیھ أن یسقط لنا نتنیاھو. في المعسكر المتنور
حتى برز لنا اشخاص یدعون الى النزاھة: براغماتي، قوي، حكیم، جدي، كلمتھ كلمة، انتظروا
وسترون. ھذه اقوال مردودة وخطیرة. لیبرمان لم یكن في أي یوم یستحقھا. ولن یكون في أي یوم
یستحقھا. ھو أحد اكثر الاشخاص قبحا وبشاعة في السیاسة، الذي یمكنھ ان یثیر فقط الاشتیاق
لنتنیاھو.
لیبرمان یركب الآن على موجات الكراھیة الاكثر اشتعالا في المعسكر اللیبرالي: كراھیة نتنیاھو
وكراھیة الحریدیین. لقد نكل بنتنیاھو وھو مستمتع والمعسكر صفق لھ. ازمة الایام الاخیرة ھو الذي خلقھا ولیس نتنیاھو. لیبرمان اختار رایة لنفسھ ھي قانون التجنید، أحد المواضیع الھامشیة جدا
الموجودة على جدول الاعمال والتي تقوم كلھا على كراھیة العلمانیین للحریدیین. غیر مھم على
الاطلاق اذا تجند الحریدیون أم لا. الجیش الاسرائیلي لیس بحاجة لھم. التجند للجیش ”لیس قیمة“.
وعلى أي حال لا توجد مساواة في العبء. نصف الاسرائیلیون تقریبا لا یتجندون للجیش وھذه كارثة صغیرة. ولكن من یكرھون الحریدیین یعتبرون لیبرمان بطل الساعة لھم. سینتقم من ھذه الطفیلیات السوداء. ھذا ھو الموضوع المصیري الذي یجب على الدولة أن تواجھھ الآن.
الاتھامات الموجھة ضد نتنیاھو ھي بیضاء مثل الثلج امام الاتھامات التي وجھت في حینھ ضد لیبرمان وانتھت بلا شيء في ظروف مریبة. ”اسرائیل بیتنا بالتأكید متعفن أكثر من اللیكود. واقل دیمقراطیة ایضا، تصریحات لیبرمان تدل على أنھ عنصري وقومي متطرف ظلامي اكثر من نتنیاھو، لكن من یریدون رأس نتنیاھو فان ھذا لیس الوقت المناسب للبحث في المواقف السیاسیة.
خلافا لنتنیاھو، لیبرمان ھو شخص مخالف للقانون تمت ادانتھ بالاعتداء. ازاء تھكمھ، نتنیاھو ھو
شخص رومانسي. ازاء وقاحتھ، نتنیاھو ھو خجول. ازاء زعرنتھ، نتنیاھو ھو الأم تریزا. ازاء مواقفھ، نتنیاھو ھو أحد نشطاء ”نحطم الصمت“. ازاء التحریض المقیت لھ ضد اعضاء الكنیست العرب، نتنیاھو ھو من مؤیدي تاعل. ویجب عدم نسیان أن لیبرمان ھو مستوطن في مستوطنة ”نوكدیم“. نتنیاھو لم یحلم في أي یوم في أن یستوطن. ولكن كل شيء مغفور للیبرمان، فقط علیھ أن یسقط لنا نتنیاھو وأن یجلب لنا الخلاص معھ.
یجب علینا فقط التخیل: لیبرمان یحل محل نتنیاھو. ایضا ھذا التفكیر المخیف ظھر على جدول
الاعمال الیومي في الایام الاخیرة. صحیح، لحسن الحظ، كوزیر للدفاع كان فاشلا، مثلما كان في
كل وظائفھ الوزاریة. ولكن یكفي أن یطبق جزءا من تھدیداتھ وخططھ، سیجعل المعسكر الذي یرید
الآن سقوط الشیطان نتنیاھو، ینادي بعودتھ.
وللتذكیر: لیبرمان أید الترحیل للفلسطینیین، واستبدلھ مع مرور الوقت بتبادل اراض قسري من اجل
ضمان اغلبیة للشعب المختار. ھو الذي فكر في تصریح الولاء كشرط للمواطنة. وھو یعارض الانفصال، وھو الذي قصف سد اسوان وقام بتصفیة اسماعیل ھنیة. ھو یؤید عقوبة الاعدام للمخربین. وھو الذي شبھ ”یوجد حكم“ بكافو في معسكرات التجمیع النازیة. وھو الذي اتھم الیسار بـ ”كل الضحایا والمشاكل لدولة اسرائیل“.
حیاتھ دائما نعیم، وحیاتنا ستكون أقل بكثیر من ذلك اذا لا سمح الله ”خرج أقوى من الازمة التي
خلقھا“. كلھ مبدئي في اعماقھ بالطبع.