عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Aug-2020

تنكيل الشرطية

 

معاريف
 
بقلم: أسرة التحرير 
 
يروي متظاهرون اصطدموا بأفراد الشرطة في المظاهرة قرب منزل رئيس الوزراء في القدس (المحتلة) في منتهى السبت الماضي لـ”هآرتس” عن ارتفاع في مستوى العنف الشرطي. “أنا أتواجد في هذه المظاهرات منذ ثلاثة اشهر. حتى الآن كان كل شيء على ما يرام. لا أدري ما الذي حصل ليلة أول من أمس “، قال احد المعتقلين. “كان واضحا لي ان الشرطة ارادت وقف المسيرة بكل ثمن”، قالت متظاهرة اخرى. “رأيت انهم جاءوا ببساطة ثائرين”، اضاف متظاهر آخر، “لقد سبق أن اعتقلت في الماضي، ولكن هذه المرة كان مختلفا، وكأنهم جاؤوا يسعون الى الضرب”.
نحوز 10 آلاف شخص جاؤوا ليتظاهروا في منتهى السبت في بلفور. فرقت الشرطة المظاهرة بالقوة واعتقلت 30 متظاهرا؛ اطلق سراح 26 منهم حاليا. وفي شريط مسجل عن المظاهرة بدا ضابط قسم العمليات في منطقة صهيون، المقدم نيسو غواتا، ينقض على متظاهر باللكمات عند الاعتقال. وقد خضع غواتا امس للتحقيق في دائرة التحقيق مع الشرطة وادعى أنه استخدم القوة تجاه اثنين بعد أن اعتديا عليه واعترضا على اعتقالهما. وعلى حد قول متظاهرين كانوا شهودا على الحدث، كان غواتا هو المسؤول عن العنف.
ومع ان قائد منطقة صهيون وقائد المقدم غواتا، العميد عوفر شومير وعدا بفحص الموضوع الا انه اتهم المتظاهرين بالتحريض ضد الشرطة”. يعد هذا نتاجا لتحريض بنيامين نتنياهو. فحتى لو كان متظاهرون تحدوا الشرطة، كان واضحا ان صبر الشرطة كان قليلا وقد استخدموا قوة اكبر من المعتاد.
يحتمل ان تكون الشرطة تلقت ريح اسناد من قرار محكمة العدل العليا قبول مخطط الشرطة للاسكان التدريجي للمظاهرات (من الساعة 21:30 بدون صافرات وطبول ومن الساعة 23:00 بدون مكبرات صوت)؛ يحتمل أن يكون فشل الشرطة في وقف المسيرة من جسر الاوتار الى بلفور في بداية المساء اثر على صبرها؛ ويحتمل أن تكون صور رئيس المخابرات الاسبق كرمي غيلون الاسبوع الماضي الذي قيدته الشرطة، اضافت الى احباطها.
ولكن كل هذا لا يعطي شرعية لمدى العنف الذي بدا في منتهى السبت. كما أن حقيقة أن الشرطة تخضع لرحمة وزير الامن الداخلي امير اوحنا، المعني بعصف الخواطر خدمة لسيادة نتنياهو، وحقيقة أن قائد لواء القدس دورون يديد يرغب في أن يعين مفتشا عاما لا يمكنهما أن يشكلا مبررا لذلك.
محظور على الشرطة ان تشارك في مسرحية تحريض رئيس الوزراء. فنتنياهو يرتزق سياسيا من انقسام المجتمع ومعني الان بتحريض الشرطة على المتظاهرين ضده. اما الشرطة نفسها، بما فيها المفتش العام المنصرف رورني الشيخ فقد كانت ضحية لتحريض متواصل من جانب نتنياهو. والاحتجاج في بلفور هو احتجاج غير عنيف، وهكذا يجب التعاطي معه.