عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Oct-2019

إحصاء أخطاء تصريحات ترمب الخاصة بالانسحاب من شمال سوريا

 ما يراه «الكثير من الرمال» هو في الواقع سلة الخبز للمنطقة

 
واشنطن - لندن: «الشرق الأوسط» - يرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة، التي باتت الآن في موقف صعب في الشرق الأوسط، قد توصلت في غضون ساعات لاتفاق استعصى على العالم التوصل إليه لسنوات، وحققت «يوماً عظيماً للحضارة»، وذلك بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا.
 
وقد كان هذا التصريح في أعقاب لحظة إنجاز المهمة التي وجدها كثير من القادة الجمهوريين والديمقراطيين وكثير من سكان العالم «غير مقنعة». وقضى ترمب معظم وقته خلال الأسبوع الماضي محاولا تبرير قراره سحب القوات الأميركية من سوريا وتخليها عن حلفاء أميركا الأكراد هناك الذين تركهم في موقف ضعيف على عدة جبهات، والآن هم بالفعل يعانون من هجمات القوات التركية.
 
ولكن في هذه العملية، ترمب قد بالغ في حجم الاتفاق الذي يحقق وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار للأعمال العدائية التركية - الكردية، كما أنه قد أساء فهم تاريخ النزاع، وحتى جغرافيا المكان هناك، بحسب «أسوشيتد برس».
 
دعونا نلقي نظرة على تصريحاته حول هذا الموضوع، خلال الأسبوع الماضي.
 
قال ترمب في تجمع حاشد في دالاس، الخميس، إن «هناك الكثير من الأشياء في هذا الاتفاق (وقف إطلاق النار) لم يخطر ببال أحد أنها ستكون ممكنة».
 
ولكن الحقيقة هي أن هذا الاتفاق الذي أشاد به لن يؤدي للسلام كما يقول، فهو ينص على وقف لإطلاق النار لمدة 5 أيام لهجمات الأتراك القاتلة على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، والتي بدأت بعد أن أعلن ترمب أنه سيسحب القوات الأميركية من هناك.
 
وتتطلب الاتفاقية من الأكراد إخلاء جزء من الأراضي في سوريا على طول الحدود التركية وذلك في ترتيب يقنن جميع أهداف أنقرة المعلنة تقريباً في النزاع، ويخفف من العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
 
كما أن هذا الاتفاق لا يفرض عواقب واضحة على المدى الطويل على تحرك تركيا ضد الأكراد، وهم شركاء الولايات المتحدة المهمون في الحرب ضد «تنظيم داعش»، فصحيح أن ترمب يصف هذا النزاع بأنه بمثابة مهمة تم إنجازها بالفعل، ولكن المسؤولين الأميركيين ما زالت لديهم مخاوف من عودة ظهور «داعش» من جديد.
 
وعن المناطق السورية التي تشهد الصراع التركي - الكردي، قال ترمب، الأربعاء: «هناك الكثير من الرمال، لديهم الكثير من الرمال هناك والتي يمكنهم أن يلعبوا بها».
 
ولكن الحقيقة هي أنه من المعروف أن مناطق النزاع ليست بالضرورة تكون رملية، فعلى النقيض من تصور ترمب للمنطقة هناك، حيث يراها بمثابة أراض قاحلة لا قيمة لها والتي يجب على الدول الأخرى، وليس الولايات المتحدة، أن تقاتل عليها، هي في الواقع بمثابة سلة الخبز لسوريا.
 
وفي مؤتمر صحافي، الأربعاء، قال ترمب: «كان من المفترض أن نبقى في سوريا لمدة شهر واحد، وذلك قبل 10 سنوات».
 
إلا أن الحقيقة هي أن الإدارات الأميركية السابقة لم تحدد أبدا جدولاً زمنياً مدته شهر واحد لتدّخل الولايات المتحدة في سوريا. فقد بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن غارات جوية على مقاتلي «داعش» في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2014، وبعد مرور عام تقريباً، قال البنتاغون، إن هناك فرقا من قوات العمليات الخاصة قد بدأت في الذهاب إلى سوريا للقيام بغارات وبدء الجهود لإقامة شراكة مع القوات الكردية. وأوضح وزير الدفاع آنذاك آش كارتر للكونغرس في ذلك الوقت، أن البنتاغون كان مستعداً لتوسيع نطاق العمليات مع الأكراد، وأنه سيواصل القيام بذلك حسب الحاجة للمعركة ضد «داعش»، دون تحديد موعد نهائي محدد.
 
كما أكد ترمب في المؤتمر أيضاً أن «معظم جنودنا قد رحلوا عن المنطقة»، ولكن الحقيقة هي أن معظمهم ما زالوا هناك، فقد خرج ما يقرب من 30 جندياً أميركياً من موقعين بالقرب من المنطقة الحدودية، حيث تمركز الهجوم التركي في البداية، لكن الجزء الأكبر والذي يصل عدده إلى ما يقرب من ألف جندي أميركي، الذين تم نشرهم في سوريا، ما زال في البلاد.
 
ووفقاً للمسؤولين، فإنه قد تم دمج معظم القوات الأميركية في مواقع قليلة في شمال سوريا، بما في ذلك منطقة إنزال كوباني في الجزء الغربي من البلاد، وقد غادر مئات الجنود في الأيام الأخيرة مع معدات عسكرية، ويقول المسؤولون إن الانسحاب سيستغرق عدة أسابيع.
 
وبينما أكد ترمب، في مؤتمر الأربعاء، أنه «قد حان الوقت لإعادة جنودنا إلى الوطن»، فالحقيقة هي أن هذا ليس ما يفعله في الواقع، ففي الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة ما يسميه البنتاغون بـ«الانسحاب المتأني للقوات من سوريا»، قال ترمب نفسه إن أعضاء الخدمة الذين يتراوح عددهم بين 200 و300 فرد والمنتشرين في موقع جنوب سوريا في التنف، سيظلون هناك.
 
ويوم السبت، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الخطة الحالية هي دعوة جميع القوات الأميركية التي تغادر سوريا، والذين يصل عددهم لأكثر من 700 فرد، للذهاب إلى غرب العراق.