عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-May-2020

كورونا “يعرقل” أحلام المقبلين على الزواج وسط تحديات وخسارات مالية

 

تغريد السعايدة
 
عمان-الغد-  في الوقت الذي فرض “كورونا” على العديد من المقبلين على الزواج ان يتمموا المراسم باقل التكاليف، نظراً لظروف الحظر والإجراءات الاحترازية، الا ان عددا كبيرا منهم تقطعت بهم سبل في اتمام هذه المراسم، جراء عدة أسباب، إما لفقدانهم عملهم ومصدر رزقهم، او انخفاض بنسبة رواتبهم لذات الظروف، وأمسى آخرون حائرين في امكانية توفير متطلبات الحياة الأسرية الجديدة فيما بعد.
أن يتم اقرار موعد الزواج، بما يتناسب مع ظروف الشاب وقدرته على “فتح بيت”، كما يُقال، ثم يتم التاجيل، بسبب جفاف مصادر الرزق، لفئة كبيرة، ذلك يعني وجود مشكلة ااجتماعية قد لا تلتفت لها الجهات الرسمية او الاهلية المختلفة، فقد كان لتبعات الحظر المنزلي، وتعطل مختلف الموسسات الخدمية وانقطاع العمل “بالمياومة” للشباب، دور في بروز تلك المشكلة واسقاطاتها على العائلات، وطرفي الزواج “الشاب والفتاة”.
“زواج مع وقف التنفيذ” هذا حال الشاب قصي هذه الأوقات، الذي يعمل في أحد المطاعم الشعبية، ويعتمد على راتبه الذي يتقاضاه من عمله؛ حيث كان يتوقع أن يكفيه لسد التزامات ومتطلبات “عش الزوجية” فيما بعد، الا انه الان متخوف من اتمام اجراءات الزواج خشية ان يتاثر عمله على المدى البعيد في المطعم، واحتمالية عدم عودته الى العمل مع تراجع المردود المادي للمطعم عن السابق، بعد ان تم افتتاحه مره اخرى وفق تخفيف اجراءات الحظر.
خطط قصي وعروسه لإتمام زفافهما في نهاية عطلة عيد الفطر، ما بعد رمضان، الا انه لم يتمكن خلال الفترة الماضية من إنهاء تجهيزات بيته “المتواضع”، لاسباب اقتصادية، واخرى بسبب الحظر المنزلي، عدا عن تاجيله لاي احتمالات اخرى يرى فيها قصي انها قد تكون عائقاً في قدرته على تحمل تبعات الزواج.
وبالاضافة الى تلك الاسباب والتبعات، فقد يعاني قصي، وغيره مئات من الشباب من آثار اجتماعية محتملة، قد تصل أحيانا الى “فسخ الخطوبة”، على سبيل المثال، كون الفتاة قد لا تكون على استعداد لخوض المجهول في تامين حاجيات “بيت الزوجية” فيما بعد، في حال لم يتم الاستمرار في العمل الوظيفي او تخفيض نسب الرواتب التي يتقاضاها هولاء العمال، أو عمال فئة “المياومة”، الذين يومنون قوت بيوتهم “يوماً بيوم”.
الثلاثيني محمود نصر، يعمل في قطاع الانشاءات كذلك، لم يعد قادراً على الاستمرار في تامين منزل الزوجية بما يحتاجه من متطلبات، “فالحال واقف”، على حد تعبيره، لا عمل ولا مردود ماديا يتوفر لديه الان، وينتظر “الفرج” عله يستطيع أن يومن ما يحتاجه البيت من اثاث، ومن ثم اتمام زواجه “بشكل مختصر” تماشياً مع اجراءات الوقاية التي تفرضها القوانين، وفرصة لتوفير ما يمكن من متطلبات حفل الزواج، الذي كان مقرراً، والاقتصار على وجود العروسين وذويهما فقط.
الاستشاري الاسري والاجتماعي ورئيس جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، التي تُعنى بمد يد العون للمقبلين على الزواج ومساعدتهم في متطلبات الزواج وتكاليفه، يرى ان وباء كورونا سبب معاناة “صامتة” للمقبلين على الزواج، بسبب خشيتهم من تفاقم المشكلات، وهم فعلياً بحاجة الى دعم المجتمع، بسبب وجود عدد كبير منهم ممن توقف عملهم في الكثير من القطاعات الخاصة، وتوقف دخل عمال المياومة واصحاب الحرف.
ويبين سرحان أن العديد من الموسسات تقدم مساعدات نقدية وعينية للكثير من الاسر الفقيرة للتخفيف من معاناتها، ما يسهم في تامين احتياجاتها بالحد الادنى، نظرا لتدني الدخل مقارنة مع متطلبات المعيشة، فيما هناك اسر وشباب لديهم معاناة بدات تظهر اثارها مع تزايد فترة التوقف الكلي عن العمل، وهم ممن لديهم ابناء اتموا اجراءات الخطبة والزواج، وتم التأجيل، نظرا للظروف الحالية، واصبح من الصعب اتمامها، الى اجل غير معروف.
“الزواج حاجة اساسية للإنسان وهو ضرورة فطرية للشباب والفتيات”، ولا شك ان تاجيل الزواج بحاجة الى تفهم الفتاة واهلها، خصوصا ان البعض اجل زفافه منذ شهرين وليس معروفا حتى الان متى يمكن أن يتم السماح بإقامة حفلات الزفاف والتجمعات، والبعض لديه ظروف خاصة تتطلب اتمام الزواج، بحسب سرحان.
لذا، يعتقد سرحان بضرورة ان يتم الزواج بدون مراسم وحفلات التزاما بالاجراءات الوقائية، وأن يتجاوز الجميع المراسم والعادات المعتادة عندهم، ويكتفي باشهار الزواج وتأدية واجب التهنئة والمباركة من خلال وسائل التواصل، والظروف الحالية فرصة لتقليل تكاليف الزواج والابتعاد عن العادات السلبية التي زادت من التكاليف.
جمعية العفاف الخيرية المتخصصة في شوون الزواج والاسرة تقدم خدماتها المادية التوعوية والتدريبية لاعداد كبيرة كل عام، كما تسهم في اعداد الشباب والفتيات المقبلين على الزواج من خلال تقديم القروض الحسنة من البنك المتعاون، وتقديم مساعدات مادية وعينية تشمل الاثاث والملابس والادوات المنزلية والكهربايية وغيرها من مستلزمات، لذلك فإن توقف عمل الجمعيات وشمولها بالإغلاق يلحق الضرر بعملها، وهي موسسات يقوم عملها على تبرعات المحسنين من افراد وموسسات، كما يرى ذلك سرحان.
وشهر رمضان، فرصة كبيرة لزيادة موارد تلك الجمعيات، حيث الاقبال على اخراج زكاة المال وتقديم الصدقات، وعمل الجمعيات بحاجة الى متابعة وتواصل مع المتبرعين، والاصل ان هذا العمل ان لا يتوقف في كل الظروف، ويمكن المواءمة بين العمل والمتطلبات الوقائية؛ اذ إن اغلب مساعدات الجمعية للمقبلين على الزواج متوفرة في معرض الجمعية، ويمكن ان تسهم في اتمام الزواج بدون تاجيل، ومساعدة الجهات الرسمية على تخطي ظاهرة ومشكلة اجتماعية قد تظهر اثارها على المدى القريب.
ويشدد سرحان على اهمية عدم اغفال فئة الشباب الذين أتموا عقد زواجهم، خصوصا ان علماء المسلمين افتوا بجواز دفع اموال الزكاة لاغراض الزواج، ومساعدة الفقراء على الزواج، داعياً الميسرين الى المساهمة والدعم في اتمام زواج المحتاجين من الشباب حتى لا تحدث مشكلات جراء تاخر زواجهم، مع التاكيد ان يتم الزواج من دون اقامة حفلات.
كما يشير سرحان الى قضية توقف بعض من الشباب المقبلين على الزواج عن العمل وخشيتهم من عدم العودة، بسبب ضعف فرص العمل، ما قد يسبب مشكلات اجتماعية تنتهي بفسخ الخطبة او الطلاق.
ويقول سرحان “ندعو الى تفهم الظرف الذي نعيش والتعاون والتكافل بين الجميع وايجاد موسسات تهتم بمساعدة الشباب على الزواج، وان يخصص جزء من اموال الزكاة والتبرعات لهم في هذا الشهر الفضيل، من خلال انشاء صناديق للزواج في الموسسات المختلفة الرسمية والاهلية، مما يسهم في الحد من مشكلة الزواج والمساهمة في تحقيق الامن الاجتماعي”.
وفي جمعية العفاف، يوجد اعداد كبيرة من الشباب الذين ينتظرون اتمام زواجهم؛ حيث تضع الجمعية ضمن برامجها المعتادة في تنظيم حفلات زفاف جماعية وهي وسيلة عملية لتقليل التكاليف، ويسهم المجتمع بتكاليف هذه الحفلات، التي تاثرت كذلك هذا العام بجائحة كورونا، الا ان الجمعية مستمرة في مساعدة الشباب بحسب الامكانيات المتاحة.