عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2019

حكومة وحدة عنصرية

 

هآرتس
بقلم: أسرة التحرير
 
في كل مرة تقف فيها إسرائيل أمام “تصعيد” ما، تنكشف الطبقة الرقية التي بالكاد تغطي العنصرية المؤطرة فيها. على رأس المحرضين يقف على عادته بنيامين نتنياهو، والذي عمد بسلسلة تغريدات وبوستات نقل في الأيام الأخيرة الرسالة بان حكومة أقلية بتأييد الأحزاب العربية هي “صفعة في وجه جنود الجيش الإسرائيلي وخطر على دولة إسرائيل”. في خطابه في الكنيست هذا الأسبوع ايضا استغل الفرصة كي يعرض النواب العرب كمن يؤيدون العدو.
من ينافس نتنياهو، بل واحيانا يتفوق عليها أنه من أصبح متوج الملوك الدوري افيغدور ليبرمان. فحين تكون الساحة السياسية أمام قدميه، يسير رئيس إسرائيل بيتنا في الأيام الاخيرة كمن يستحق كل تفوه عنصري له جديرا باهتمام خاص. في مقابلة مع اخبار 12 أول من أمس كرر اقواله التحريضية الدائمة حول اعضاء القائمة المشتركة. فقد قال: “من ناحيتي هذا طابور خامس. اناس يريدون تدمير دولة اسرائيل من الداخل ويعملون ضد مصالحها”.
لهذا التحريض منفلت العقال، والذي يزدهر في فترات التوتر، يوجد اثر سياسي هدام. فالادعاء الذي ينطلق من كل أطراف الطيف السياسي تقريبا هو أن الحملة في غزة قضت على امكانية ان يشكل بيني غانتس حكومة اقلية مدعومة من الاحزاب العربية وان السبيل الوحيد لانقاذ اسرائيل من انتخابات ثالثة هو حكومة وحدة وفقا لمخطط الرئيس.
ولكن هذا ليس استنتاجا منطقيا، بل استنتاجا يكشف عن كون العرب مواطنين من الدرجة الثانية، يجتازون سياقات سريعة من نزع الشرعية طالما لا يقفون صامتين ردا على أمر 8 الأمني الذي يصدره رئيس الوزراء.
ليس هذا فقط بل ان المحرضين المركزيين، نتنياهو وليبرمان، يستغلان الوضع الامني المتوتر ام الخطاب العنصري المتطور لديهما لغرض ممارسة ضغط هائل على رئيس أزرق أبيض للدخول الى حكومة وحدة وفقا لمخطط الرئيس. محظور على غانتس، الذي اظهر حتى الآن قدرة صمود مثيرة للانطباع ان يخضع للضغوط عليه. قريبا سيتبدد دخان الصواريخ السميك ومن فوق سماء إسرائيل ستظهر مرة اخرى صورة المتهم بالأفعال الجنائية نتنياهو، الرجل الذي ليس جديرا بان يكون رئيس وزراء.