عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Aug-2019

الأمم المتحدة تشجع مشاريع الحفاظ على اللغات والثقافات المهددة بالانقراض

 

عمان - الدستور -خالد سامح - يحتفي العالم اليوم ( التاسع من آب) بالشعوب الأصلية التي مازالت تحافظ على ثقافتها وعاداتها وتقاليدها رغم الغزو الخارجي ومحاولات ابادتها عبر التاريخ، وتركز احتفالية هذا العام باللغات كمنجز انساني وحضاري وعنصر أساسي في الهوية الثقافية.
370 مليون نسمة
يُقدر عدد السكان الأصليين في العالم بنحو 370 مليون نسمة يعيشون في 90 بلداً. وهذا العدد أقل من 5 في المائة من سكان العالم ولكنه يُشكل 15 في المائة من أفقر السكان. وهم يتحدثون بأغلب لغات العالم المقدرة بـ 7000 لغة ويمثلون 5000 ثقافة مختلفة.
إن الشعوب الأصلية ورثة وممارسون لثقافات فريدة وطرق تتصل بالناس والبيئة. وقد احتفظوا بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تختلف عن خصائص المجتمعات السائدة التي يعيشون فيها. وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية، فإن الشعوب الأصلية من جميع أنحاء العالم تشترك في مشاكل مشتركة تتعلق بحماية حقوقها كشعوب متميزة.
وقد سعت الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بهوياتها وطريقة حياتها وحقها في الأراضي والأقاليم والموارد الطبيعية التقليدية لسنوات، ولكن عبر التاريخ؛ فإن حقوقهم تنتهك دائماً. ويمكننا القول إن الشعوب الأصلية اليوم من بين أشد الفئات حرماناً وضعفاً في العالم. ويدرك المجتمع الدولي الآن أنه يلزم اتخاذ تدابير خاصة لحماية حقوقهم والحفاظ على ثقافاتهم وطريقة حياتهم المتميزة.
وسعيا لإذكاء الوعي بحاجات تلك الشعوب، يحتفل باليوم الدولي للشعوب الأصلية سنويا في 9 آب/أغسطس، حيث اُختير هذا التاريخ لوسم تاريخ أول اجتماع عقدته فرق العمل الأممية بشأن السكان الأصليين في جنيف في عام 1982.
موضوع 2019هو ’’اللغات الأصلية‘‘
يُحتفل في هذا العام بهذه المناسبة تحت هذا الشعار نظرا للاحتفال بسنة 2019 بوصفها السنة الدولية للغات الأصلية.
فغالبية اللغات المهددة بالإندثار هي اللغات المحكية في أوساط الشعوب الأصلية. ويُقدر أن لغة من تلك اللغات تندثر كل أسبوعين، مما يهدد الثقافات ونظم المعارف الأصلية. ولذا، يُراد من هذا اليوم تركيز الانتباه على الفقدان الحاد للغات الأصلية والتنبيه إلى الحاجة الملحة للحفاظ عليها وتنشيطها والترويج لها على الصعد الوطنية والدولية.
إعمال الحقوق وتحقيق التطلعات
في كلمته بتلك المناسبة قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش:
يصادف هذا العام السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية، التي أعلنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل توجيه الانتباه إلى الحاجة الملحة إلى الحفاظ على لغات الشعوب الأصلية وإحيائها وتعزيزها.
فاللغات هي الطريقة التي نتواصل بها، وهي مرتبطة ارتباطا لا ينفصم بثقافاتنا وتاريخنا وهويتنا. وما يقرب من نصف لغات العالم، التي يقدر عددها بما يصل إلى 6700  لغة، معظمها من لغات الشعوب الأصلية، معرض لخطر الاختفاء. ومع كل لغة تختفي، يفقد العالم يفقد ثروة من المعارف التقليدية.
وتشير التقديرات إلى أن الشعوب الأصلية ينتمي إليها ما يصل إلى 370 مليون شخص في العالم. ولا تزال نسبة كبيرة من هؤلاء الأشخاص تفتقر إلى الحقوق الأساسية، كما يظل التمييز والإقصاء المنهجي يشكلان تهديدا لأساليب الحياة والثقافات والهويات. ويتعارض هذا الأمر مع القصد من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية ومن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما تنطوي عليه من وعد بعدم ترك أي أحد خلف الركب.
وإنني لأعول على الدول الأعضاء في إشراك الشعوب الأصلية ودعمها في تحديد مسار التنمية الخاصة بها من خلال سياسات شاملة للجميع ومنصفة وتسهل الاستفادة منها. والأمم المتحدة على استعداد لدعم جميع المبادرات الرامية إلى إعمال حقوق الشعوب الأصلية وتحقيق تطلعاتها.
اللغة وحقوق الانسان
وقد ربطت الأمم المتحدة بين الحافظ على اللغة وبين حقوق الانسان في شتى المجالات، وجاء في كلمة للمنظمة الدولية على صفحتها الالكترونية الرسمية:
تضطلع اللغات بدور بالغ الأهمية في الحياة اليومية لجميع الشعوب، وهي تضطلع كذلك بدور محوري في مجالات حماية حقوق الإنسان وبناء السلام والتنمية المستدامة من خلال ضمنان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات. ومع ذلك، لم تزل اللغات في جميع أنحاء العالم   على الرغم من قيمتها الثمينة   تندثر بسرعة تنذر بالخطر. وكثير من تلك اللغات هي من لغات الشعوب الأصلية.
ولغات الشعوب الأصلية هي على وجه التخصيص من العوامل المهمة في طائفة واسعة من قضايا الشعوب الأصلية من مثل التعليم والتنمية التكنولوجية والعلمية والمحيط الحيوي وحرية التعبير والعمل والإدماج الاجتماعي.
ولمجابهة تلك التهديدات، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 178/71 بشأن حقوق الشعوب الأصلية، وأعلنت في سنة 2019 بوصلها السنة الدولية للغات الشعوب الأصلية.