عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Oct-2022

إغلاق BBC عربي أنموذج استدارة لإدارة الأزمة*مأمون المساد

 الدستور

انقل الخبر من موقع BBC التي أعلنت فيها إغلاقها إذاعة بي بي سي العربية بعد 84 عاما من انطلاقها، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية والصينية والبنغالية وتقول في تسويق الخبر « أعلنت خدمة بي بي سي العالمية عن خطط لتسريع وتيرة تحولها صوب المحتوى الرقمي وزيادة التأثير الجماهيري حول العالم «.
وتأتي هذه الخطوة تعزيزا لاستراتيجية أعلنت عنها بي بي سي في وقت سابق من العام الجاري، بأن تكون منظمة عصرية ذات قيادة رقمية سهلة الاستخدام، تستثمر في رسوم البث كأفضل ما يمكن وتطوّر ما تقدمه من محتوى لمتابعيها.
وتتماشى هذه الخطوة مع تغيّرات طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم - مع تحوّل المزيد من الناس صوب المنصات الإخبارية الرقمية - جنبا إلى جنب مع ما تفرضه التحديات المالية الراهنة حول العالم «. إنتهى الاقتباس .
ولقد كتبت غير مرة إلى حاجتنا إلى إعادة بناء الاعلام الأردني، انطلاقا من واقع واحتياجات لا يمكن أن ينهض بدونها الاعلام الأردني، وهو القرار الذي يحتاج شفافية الإجراءات وشجاعة في القرار،خصوصا وان السنوات الماضية شهدت ميلاد إذاعات تتبع الجامعات الأردنية. وأمانة عمان الكبرى والبلديات، مجمع اللغة العربية، يتم تمويلها بالمجمل من موازنة هذه المؤسسات وتتقاطع في محتواها مع بعضها البعض، وتنافس بعضها البعض في سوق محدود جدا للاعلان مع وجود القطاع الخاص الذي يستحوذ على نصيب الأسد من هذا السوق، ومع وجود ام الاذاعات الأردنية (إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ) التي توفر الخدمة الإخبارية والبرامجية، واذاعة للقرآن الكريم واذاعة للبرامج الأجنبية، وأخرى للترفيه .
القصة لا تكمن في الكم بقدر ما نحتاج له في وطن مساحته 89 الف كيلو متر مربع، وعدد سكانه يقارب 11.5 مليون نسمه، تمتلك مؤسساته الرسمية 24 إذاعة، ويمكن أن نختصرها في 7 إذاعات متخصصة وبمحتوى يحمل كل حاجات المستمع الأردني، ويفتح مجال منافسة حقيقية واستثمارية لهذا القطاع من خلال الموجات التي تشغر ويتم منح رخص الاستثمار بها في أثير ينحصر في تردد موجات F.M، فلتكن هناك إذاعة عامة، واذاعة أمنية خدمية، واذاعة جامعية، واذاعة بلدية،إذاعة دينية، ويقسم على سبيل المثال عمل أثير الاذاعة الجامعية بين جميع الجامعات،كما هي البلديات،... تحمل خطابا وخدمة للمجتمع والمستمع و للوطن والمواطن، وتوفر كلفا تشغيلية تصل إلى ملايين الدنانير .
ولعل من الواقع والحاجة أن نعترف معشر الإعلاميين اليوم، بضرورة الالتفات إلى التطور المتسارع في عالم الاتصال وهجرة وسائل الإعلام التقليدية إلى الاعلام الرقمي والمنصات التي يحملها طالب الخدمة في جهازه الخلوي الذي يحمله الكبير والصغير بغض النظر عن ثقافته ومكانته الاجتماعية والاقتصادية، اعتقد ان الواقعية والعقلانية والتفكير بعيد المدى يدفعنا إلى سلوك ترشيق الاذاعات الرسمية، وتركيز محتواها، قبل أن تغرق بازمات وقعت بها وسائل الإعلام المطبوعة وهجرتها إلى المواقع والمنصات الالكترونية .