عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Oct-2019

«أوسلو» بدأ بـ «أريحا أولاً» فهل ينتهي بــ «الغور أولاً»؟! - جدعون ليفي
 
لقد كان وعدا انتخابيا لبنيامين نتنياهو نأمل تطبيقه: ضم الغور إلى إسرائيل. ليس هناك الآن وعد يبعث على الأمل أكثر من ذلك. وليس هناك حزب صهيوني يقترح فكرة من شأنها إيقاظ الوضع القائم مثل اقتراح الضم هذا. الوضع القائم ينادي بهزة كهذه. لا أصوت لنتنياهو بالطبع، لكني آمل في هذه المرة أن يفي بوعده، أن يضم الغور وبعد ذلك جميع الضفة. وأن يحول الواقع على الأرض إلى واقع سياسي دون المزيد من التخفي.
حان الوقت للحقيقة، حان الوقت لوضع حد لحفلة التنكر الأكبر لإسرائيل والعالم، التي تستمر منذ 52 سنة.
الواقع على الأرض والثابت، ويبدو أنه سيبقى الى الأبد، يجب ترجمته الى لغة القانون.
غور الأردن تم ضمه منذ زمن، والضفة أيضا. الخط الأخضر محي ولم يبق منه أي شيء.
الآن يجب فقط التذكير بذلك. والاعتراف امام الإسرائيليين وامام العالم: كفى للاحتلال، يجب الضم. لم تعد هناك مستوطنات، توجد بلدات. حل الدولتين تم إعدامه، وهذا حدث منذ زمن.
بقيت لدينا دولة واحدة، الصراع الوحيد الذي سيجري فيها سيكون على طبيعة النظام.
لم يبق أي نقاش حقيقي في إسرائيل. فورا بعد وعد نتنياهو بالضم ظهر بني غانتس، أمل المتنورين، وقال إنه أيضا هو مع بقاء غور الأردن إلى الأبد. اذا كان الأمر كذلك لماذا ننتقد نتنياهو؟ هل لأنه لا يفي بوعده؟ على يسار نتنياهو ينتقدونه لأنه لا يضم، وماذا نريد أكثر من ذلك.
بين اليمين الذين يريد الضم والإعلان عن ذلك وبين الوسط الذي يريد الضم والتضليل، الاختيار سهل.
النقاش الوحيد الذي بقي هو على مستقبل بؤرة عيدي عاد الاستيطانية. وقد اصبح هذا غير مهم. ايضا اخلاء البؤرة الاستيطانية هبلدين لن يغير أي شيء.
إن انتخاب نتنياهو ليس صدفة، يوجد فيه شيء رمزي: عملية «أوسلو» بدأت بـ «أريحا أولا» وموتها سيتم الإعلان عنه مع «الغور وشمال البحر الميت أولاً»، لكن هناك أيضا الكثير من وراء الرمزية. الغور لم يعتبر في أي يوم ارضا محتلة في نظر الإسرائيليين، منذ بداية العملية الكولونيالية هنا اعتبر المستوطنون فيه ساكنين، بل رواد. واعتبرت مستوطناته كيبوتسات وموشافات – نموذجا صهيونيا آخر.
 
هنا لا توجد سوالف متدلية، هنا يوجد سادة يهود وعمال من تايلاند، مثلما في كل كيبوتس وموشاف، وايضا هناك أقنان فلسطينيين بأجر معيب، استغلالي ومخالف للقانون. حزب العمل، حزب الاحتلال الأول، اعتبر الغور جزءاً لا يتجزأ من أي اتفاق منذ خطة الون، سيئة الذكر، لأنه لم تكن هناك خطة خلدت الاحتلال اكثر منها.
الإجماع حول البقاء في «المناطق» بدأ بالضبط هنا، بين مستوطنة حمدات ومستوطنة الموغ. هذا كان «كتلة المستوطنات الاولى» التي دخلت الى الاجماع.
وحتى لم تسمَّ مستوطنات. حسب معظم الإسرائيليين لا يوجد فرق بين مشخيوت وبيت الفا، بين روعي وحفتسيبا، جميعها في الغور الإسرائيلي. إلا أن هذه هي احدى مناطق الابرتهايد والترانسفير الأكثر تهديدا التي نمّاها الاحتلال. خلف الأسماء الحديثة - هنا لا يوجد نار مقدسة ولا عودة شعب – يختفي مزارعون جشعون واحيانا عنيفون، هنا ينفذ الترانسفير الهادئ لتجمعات الرعاة مثلما في جنوب جبل الخليل.
الذين ما زالوا يشككون بوجود الابرتهايد يجب عليهم السفر الى الغور. المياه والأراضي والحرية التي توجد هناك بفصل قومي فاضح، بدون خجل، تحكي قصة الابرتهايد كلها. لا يوجد صدق أكثر من القول إنه من هنا تخرج توراة الضم.
في أرض إسرائيل قام الشعب اليهودي وفي غور الاردن قامت دولة الابرتهايد. اذا طبق نتنياهو وعده – نأمل ذلك – فسيعرف الإسرائيليون والعالم أن دولة الابرتهايد الثانية في التاريخ تمت اقامتها هنا. عندها سنرى كيف سيعيش الإسرائيليون مع هذا الواقع، وبالاساس كيف سيرد العالم على ذلك. باسم الأمل «الضئيل» بأن يحرك الضم أحداً ما أو شيئاً ما، يجب علينا الأمل بأن نتنياهو في هذه المرة ليس فقط يعد. من فضلك، يا رئيس الحكومة، قُم بالضم.
«هآرتس»