عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Mar-2021

من أوراق المئوية: تعريب قيادة الجيش العربي*محمد يونس العبادي

 الراي

ما تزال ذكرى طرد جلوب وتعريب قيادة الجيش العربي، في الأول من آذار من كل عامٍ في وجدان الأردنيين، فهو قرار استكمل آخر مراحل الاستقلال الأردني، ووجه الضربة القوية لنظام المستعمرات الذي كان سائداً في المشرق العربي.
 
واليوم، ونحن نتأمل هذا القرار الذي بقي الأردنيون وما زالون يحتلفون بذكراه تعبيراً عن مرحلة من مراحل الاعتزاز، حيث سعى الأردن باذلاً في سبيل الكرامة أنّ يتحرر من رقبة الاستعمار ويستغني عن معونته المالية متوجهاً إلى فضاءه العربي، وعنفوانه.
 
فالقرار كان سابقاً لتاريخه في تلك المرحلة، وسبق خطابات القومية العربية بقرار حمل صداه إلى جميع البلاد العربية والعالم.
 
إنّ قرار الملك الحسين (طيب الله ثراه) لم يكّن وليد لحظة بل هو نتاج سياقات، وميزته بأنه عبر باكراً عن فكره (طيب الله ثراه) بأنه كان سباقاً لكل مرحلة.
 
ونص القرار الصادر عن مجلس الوزراء على ما يلي:
 
1) إنهاء خدمات الفريق جلوب من منصبه رئيس أركان الجيش العربي
 
2) ترقية العقيد راضي عناب إلى رتبة لواء، وتعيينه بمنصب رئيس أركان الجيش العربي
 
3) إنهاء خدمات العقيد باتريك كوجهل رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية
 
4) إنهاء خدمات العقيد وليم هاتون مدير دائرة الخدمات
 
فطرد جلوب وتعريب الجيش واحد من دروس تعلمنا وتزيد فينا الثقة بالمقدرة، فالأردن قرر عام 1956م أنّ يعرب جيشه وانقطعت عنه المساعدات البريطانية ولم يف الأشقاء بعدها بما وعدوا، واستطاع الأردن أنّ يواصل دوره حتى اليوم.
 
فالذين راهنوا على الأردن دوماً كانوا الرابحين، ذلك أنها بلاد صاغتها قوى صادقة منتمية إلى المنطقة، حيث الثورة العربية الكبرى، وحيث الناس الذين التحقوا بها مؤمنين بمقدرة العربي وبالرسالة الهاشمية، ولإيمان الأردنيين بأدوارهم وبالرسالة عبروا من المراحل أصعبها.
 
جاء هذا القرار معززاً لثقة الأردن بنفسه، والذي كان (وما زال) المؤسسة الوطنية التي تصهر الأردنيين، وهي محل اعتزاز الأردني حيث يتطلع إليها على أنها مستودع فروسيته وقيمه وأنّ رماحها اللامعات هن بعض جباهه.
 
واليوم، وبعد أزيد من ستة عقود على هذا القرار وما حمله من ارثٍ موصولٍ ما زال ماثلاً، نتطلع إلى واقعنا العربي الذي تغير كثيراً، ونرى أنّ الأردن لم يتغير بل يصون لليوم معدن العروبة ويقبض على جمرها لا خطاباً وحسب بل وفعلاً.
 
ويعبر عن هذه الرؤية قرار جلالة الملك عبدالله الثاني بإنهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر، وهذا القرار الهاشمي الشجاع، يضاف إلى سلسلة قرارات لطالما أكّدت على إيمان الأردن الهاشمي برسالته وحضوره ودوره.
 
دام جيشنا عز الوطن والقائد..