جـــــــرش ... سيدة أربعينية تعيش الوحدة بتسوية أرضية بانتظار الفرج
جرش –الدستور - حسني العتوم - نقف مع اول ايام رمضان...امام حالة انسانية مختلفة، اقرب ما يكون لوصفها انها باب نتعلم منه الصبر على كوابيس الحياة، ففي تفاصيلها تصلح لان تكون نموذجا لكتابة رواية انسانية، فصولها نسجتها الايام قواف تنزف، وابوابها زمن يعبر فينا الى المجهول، وعنوانها ايقاع يدق في ارواحنا لحنا معلنا ان ايوب عليه السلام هو هنا يتجلى بكل صبره في زمن يعيش فيه بين ظهرانينا.
فرغم محاولاتنا العديدة التي نتحدث فيها اليوم عن حالة انسانية، الا ان الكبرياء والصبر على الابتلاء وعفة النفس كانت تكسر كل تلك المحاولات لتتصاغر امام هذا النموذج من اهلنا الذين يعيشون بيننا، فيغلقون ابوابهم ومعهم الصبر والكثير من الدموع التي تطير في جوف الليل متجهة الى الخالق بدعاء احسبه ان الجبال تهتز له وتئن له وحوش البرية.
الحالة التي توصلنا اليها في احدى قرى جرش الغربية، سيدة اربعينية بدات قصتها بالزواج على عمر متاخر قبل نحو سنوات من رجل مسن بلغ الثمانين من عمره، فتذهب الى عمان حيث عش الحياة الجديد، لكن السنون كانت اسرع فانقضى اجل الزوج لتعود ادراجها خلو اليدين الى قريتها لتبدأ من هناك رحلة حياة قوامها لا عمل ولا راتب ولا ارث، وكل لاءات الدنيا، كانها احتفلت بهذه السيدة الا من غرفة تأوي اليها في تسوية درج.
وفي المكان تقرا صفحات اخرى من قصص الحياة فجدران غرفتها تطل عليها من زواياها الاربع وبقايا من مستلزمات الحياة، وبرميل مياه تحفظ فيه الماء، وماؤى تقضي فيه معاناتها من حالة تحسس ارهقتها، وتمضي بها الايام والسنون الى المجهول مع المرض واليأس.
وفي عهدة هذه المراة مراجعات للمعنيين في التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية، وبعد مراجعات عديدة خلصت الى طلب يفيد بان تحضر ورقة من المحكمة الشرعية، ولكن ما طبيعة هذه الورقة وما موضوعها وما الهدف منها ؟ تقول : لقد ذهبت فعلا الى المحكمة وحين طلبت منهم ورقة سالوني بذات الاسئلة، ولم استطع اجابتهم عليها، ولكثرة تكرار المراجعات وحاجتي الى المواصلات تركت هذا الامر الى غير رجعة بحسب قولها.
وهنا نسأل، اليس من واجب المسؤولين في الدوائر المعنية ان يبحثوا عن هذه الحالات، اليس من الواجب الانساني ان تجرى هناك مسوحات بحثية بين الفترة والاخرى في المناطق تعتمد فيها اسسا لتقديم المساعدات للمحتاجين ؟ ام اننا ننتظر القادمين الينا المعلنين عن حاجاتهم ؟ هذه الاسئلة من الضروري ان تجد اجابات، والسبب الذي يدفعنا لذلك هو ما نشاهده من حالات اسر عفيفة لا تستجدي احدا ولا تطلب من احد ولا تتسابق للحصول على المساعدات بانواعها وانما تلوذ بصمتها خلف ابواب مساكنها تحتمل الالم وتصبر املا بالفرج بعد الابتلاء.
بقي ان نشير هنا إلى اننا نؤشر على هذه الحالة املا بان يقوم المسؤولون عن هذا الشأن بزيارتها والاطلاع على واقعها سيما وانها راجعتهم من قبل وطلبوا منها اوراقا غير مفهومة او معلومة، وتقديم المساعدة التي تستحقها.