عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2019

لا حاجة إلی الوحدة - سیفر بلوتسكر
یدیعوت أحرنوت
 
بعد نشر النتائج النھائیة للانتخابات، بات واضحا الان انھ لا یمكن ان تقوم حكومة وحدة وطنیة. لا توجد مساواة في القوى لـ ”للوحدة“: فاللیكود زائد الكتلة التي تدور في فلكھ، كلنا، لھ 40 ممثلا في الكنیست. ولقائمة أزرق أبیض 35 نائبا، ولیس لھا كتل تدور في فلكھا. وعلى جدول الاعمال لا یوجد بالتالي الا انضمام أزرق أبیض الى حكومة نتنیاھو. في مثل ھذه الحكومة الیمینیة الموسعة سیتولى بني غانتس منصب القائم باعمال رئیس الوزراء، فیما یتولى النائب یئیر لبید منصب وزیر الخارجیة.
لا یوجد معنى أو مصلحة في اقامتھا.
لا یوجد معنى لان دولة اسرائیل لا تقف امام تحدیات وأزمات تبرر دخولا فزعا من المعارضة الى الائتلاف. فنحن لسنا على شفا انھیار اقتصادي ولسنا عالقین في حرب لبنان، مثلما في 1984، عشیة اقامة حكومة شامیر – بیرس. والتعدیلات اللازمة على میزانیة الدولة معتدلة نسبیا. اقتصاد مستقر. الجیش الاسرائیلي لا یدیر معارك بریة نازفة خلف الحدود. الامن مستقر.
ولا توجد حاجة لحكومة وحدة لاجل رأب الصدوع في الشعب واشفاء الشروخ. فحملة انتخابات 2019 وان كانت عاصفة الا انھا دارت على نحو شبھ رائع، بلا عنف، بل مظاھر كراھیة وبلا تحریض طائفي وقومي. ھذا یشھد على شفاء ذاتي للشروخ، دون الاضطرار الى حقنة الوحدة المخدرة.
وثمة بالطبع مسألة المصالح. مصلحة نتنیاھو ھي الحصول على اسناد ائتلافي لمواصلة ولایتھ كرئیس وزراء حتى بعد رفع لائحة اتھام ضده، او بشكل عام منع لائحة الاتھام. وضم أزرق أبیض سیعرقل لھ ذلك فقط. وجود غانتس ولبید حول طاولة الحكومة لن یسند بیبي كمتھم، بل العكس، سیتسبب لھ بوجع رأس كبیر. من الافضل لھ بدونھما.
اما مصلحة غانتس فھي أن یتولى رئاسة الوزراء بدلا من بنیامین نتنیاھو. ودخول أزرق أبیض الى حكومة نتنیاھو سیبعده عن الھدف، سیسحق مصداقیتھ السیاسیة والشخصیة وسیكون كحجر الرحى على رقبتھ.
ھل یحتمل أن تكون حكومة الوحدة الوطنیة لازمة في ضوء المبادرة السیاسیة (”صفقة القرن“) التي تعدھا ادارة ترامب؟ الجواب مفھوم من تلقاء نفسھ. من مبادرة التسویة لترامب لن یخرج شيء. واذا ما وقعت مع ذلك معجزة واعد مستشارو ترامب خطة تسویة مقبولة وواقعیة، فان حكومة الوحدة ستتفكك علیھا.
ان ائتلاف الوحدة لیس مرغوبا فیھ ایضا للمنتصرین الكبیرین في لوحة فسیفساء الانتخابات، موشیھ كحلون وموشیھ بوغي یعلون. فالاول سیعین وزیرا للمالیة رغم أن حزب كلنا، حامل علم سیاستھ الاقتصادیة، قص باكثر من النصف ونال ثقة ثلاثة ونصف في المائة فقط من اصوات مواطني اسرائیل. لدیھ كل المصالح التي في العالم كي یعارض توسیع الائتلاف.
ولا یزال فان الانجاز السیاسي لكحلون یشحب مقارنة بانجاز یعلون. لحزبھ لم تكن ذرة احتمال لاجتیاز نسبة الحسم – ومع ذلك دخل بوغي الى قیادة قائمة أزرق أبیض بل وأدخل الیھا الكثیر من الرفاق الطیبین الى الكنیست. ترتیب لا مثیل لھ