عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2019

الأردن يُلبي النداء - كمال زكارنة

 

الدستور- كعادته وكما هو دائما ،ولان الجرح واحد والالم واحد ،استجاب الاردن على الفور لطلب والديّ الشهيد سامي ابودياك ،بالتدخل لدى سلطات الاحتلال والعمل على نقل جثمان الشهيد الذي ما يزال محتجزا في ثلاجات الاحتلال المخصصة للموتى الى المملكة الاردنية الهاشمية ودفنه فيها،وقامت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين والسفارة الاردنية في تل ابيب بالاتصال مع الجهات الاسرائيلية والطلب منها رسميا بنقل الجثمان الى الاردن كون الشهيد مواطنا اردنيا ويحمل الرقم الوطني الاردني،ولو كان الشهيد لا يحمل الرقم الوطني ويتمتع بالمواطنة الاردنية ،فان الاردن لا يمكن ان يتردد او يتوانى او يتأخر في الاستجابة لمثل هذا الطلب،لان هذا البلد الهاشمي العروبي الذي يضع كل امكاناته وطاقاته في خدمة القضية والحقوق الفلسطينية ،بتوجيهات سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،يعتبر الرئة النظيفة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني ،والبوابة الآمنة التي يعبر منها الى العالم الخارجي .
لا يقبل الاحتلال الاسرائيلي المجرم ،الا بمضاعفة عذاب الشعب الفلسطيني والضغط عليه نفسيا الى ابعد مدى ،فهو رفض الافراج عن الاسير الشهيد والسماح له بالموت بين اهله وذويه ،وها هو يكمل دورة العذاب والحزن ويحتجز جثمانه الطاهر ،ويراوغ ويسوّف ويناور ،لتلويع اهل الشهيد سامي واللعب باعصابهم .
يتعلق ذوو الشهيد بالجهود الاردنية التي قد تفضي الى تسليم الجثمان وانتزاعه من المحتلين ،ليدفن في مكان معلوم قبل القاء النظرة الاخيرة عليه ،ويتمكنوا من زياره ضريحه في قادم الايام .
 هذا الاحتلال الذي يعتبر منبع الارهاب في المنطقة والعالم ،يحتفظ بمئات جثامين الشهداء التي يدفنها في مقابر تسمى مقابر الارقام ،وهي سرية لا احد يعلم مواقعها، ولا يعلم ذوو الشهداء لمن تعود ارقام الاضرحة،ومن هم اصحابها ،لم يذكر التاريخ مثلا ولا شبيها له في وحشيته واجرامه وارهابه ،ومن غير ها الاحتلال البغيض يعاقب ويعتقل جثث الشهداء انتقاما من نضالاتهم ووطنيتهم ودفاعهم عن وطنهم وشعبهم ومطالبتهم بالحرية والاستقلال .
مهمة تخليص جثمان الشهيد ابودياك من قيود الاحتلال لن تكون سهلة ،لسبب واحد لا ثاني له ،وهو وحشية الاحتلال الصهيوني وصعوبة التعامل معه وقسوته وتجرده من الانسانية والقيم الاخلاقية ،وربما يحاول اثارة قضايا اخرى خاصة به، او استفزاز وابتزاز الجانب الاردني بمطالب مرفوضة اصلا ،مستغلا الوضع الانساني في قضية الشهيد .
لن يدخر الاردن جهدا في سبيل الافراج عن جثمان الشهيد ،وعلى العالم ان يتابع ويراقب ويشاهد المعركة التفاوضية التي يخوضها الاردن للافراج عن جثمان!! من المعتقلات الصهيونية النازية،وان يقدّر هذا العالم المخدوع بالديمقراطية  والحريات الصهيونية،او المنافق للاحتلال الصهيوني والخائف من الادارة الامريكية ، حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب انتهاكات هذا الاحتلال للاحياء والاموات والاضرحة وكل شيء.