عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2019

”سجینة“.. فیلم یسلط الضوء علی العبودیة في العصر الحدیث
إسراء الردایدة
 
عمان-الغد-  یتناول فیلم ”سجینة“ لمخرجتھ برنادین توزا ریتر أحدث صور العبودیة وتجارة الرق في عصرنا الحالي، من خلال امرأة أمضت عشر سنوات من حیاتھا ”عبدة“ لدى عائلة ھنغاریة. الفیلم الذي عرض في إطار أیام مھرجان الإسماعلیة في عمان في دورتھ الخامسة، أول من أمس، یغوص في عمق ما عایشتھ ماریشا وتفاصیل حیاتھا الیومیة، وھي تروي ما مرت بھ أمام كامیرا ریتر، فتبدو بشرتھا شاحبة، والتجاعید تملأ وجھھا، ولدیھا أسنان مفقودة؛ حیث أخذ منھا أصحاب المنزل أوراقھا الثبوتیة ”الھویة“، وقاموا بمنعھا من المغادرة بدون إذن منھم. فھي شخصیة من الصعب أن تصدق بأنھا موجودة في القرن الحادي والعشرین، ولكن الواقع دائما ما یكون أسوأ.
صاحبة المنزل تظھر في الفیلم فخورة بنفسھا، تدعى آیتا، لم یظھر وجھھا، ولكن صوتھا كفیل
بالتعبیر عن تلك الشخصیة الدیكتاتوریة التي تلقي أوامرھا وتھدد وتتوعد، وتمارس كل أشكال الحرب النفسیة وھي تروي كیف تعاملت مع ماریشا، وكسرت ذراعھا كنوع من أنواع العقاب.
یروي الفیلم تفاصیل مؤلمة، وفي الوقت ذاتھ یثیر الدھشة والتساؤل عن الوحشیة التي یمكن أن تسكن نفوس البشر أحیانا من جھة، وما الدافع الذي جعل ماریشا تبقى على صمتھا ولا تغادر، لم لا تخرج من الباب ببساطة ولا تعود؟، ھنا وضعت ریتر كامیراتھا بشكل مباشر لتلتقط إجابات لكل ما یجري.
الشھادات الحیة لشخصیة فیلمھا المحتجزة تغوص في عقد من الزمان للتجربة التي عایشتھا ماریشا وسط كآبة قمعیة، وأسرة شریرة أفقدتھا حیاتھا الخاصة، وتكشف شعوھا بالخیبة والإحراج وحتى الذل لسیدة في الـ53 من عمرھا، كما أنھا تعمل أیضا في دوام جزئي في مصنع، وتتقاضى أجرا زھیدا.
”العبودیة المعاصرة“، التي تنتشر في المجر وعدد من الدول الأوروبیة تمثل الشر الحقیقي في العالم الیوم، كما قدمتھا ریتر، بشكل تقشعر لھ الأبدان، لا تقدم شیئا غیر أخلاقي، خاصة حین تقول صاحبة المنزل آیتا إنھا تقاضت من المخرجة ریتر 370 یورو مقابل أن تصور في منزلھا، وھنا یلعب حضور المخرج في مثل ھذه الحالات دور الرابط بین السیدتین.
الإیقاعات في الفیلم تجعل المتلقي مشدودا وھو یعیش لحظات من الرعب التي مرت بھا ماریش في سردیة لا تخلو من العاطفة التي تتدفق، ولكن بحزن وغضب لما یمكن أن یحملھ البشر في داخلھم من شر.
وبعیدا عن المقاربات الخیالیة في السینما، ھنا نموذج حقیقي للشر، بمعاییر قویة، ذكیة، عبر تجربة ذاتیة تروى عن قرب لامرأة خسرت حیاتھا، وھي تعمل 20 ساعة في خدمة عائلة یومیا طوال 10 أعوام.
الكامیرا المحمولة استخدمتھا ریتر لتلتقط عن قرب تعابیر وجھ ماریشا، وھي تجیب عن الأسئلة قبل أن تقرر الھروب، فبات من الصعب تقبل وجود ھذه القضایا، ولكن ھناك إحصائیات تؤكد أن ھنالك 200000.1 في أوروبا ضحیة لمثل ھذا النوع من العبودیة وأشكال أخرى، ووفقا للإحصاءات المقدمة في ھذا الفیلم الوثائقي، كما أنھ في الوقت الحاضر ھنالك حوالي 000,000,45 شخص مستعبد في جمیع أنحاء العالم.
ما ترویھ ماریشا من رحلة وتفاصیل موجعة یلقي الضوء على أھمیة ھذه المواضیع التي تتعامل معھا السینما كقضایا إنسانیة تتطلب حلا فوریا، وتلعب دورا في السیاسات أیضا، وتلفت النظر لوجود شراكات متواطئة في كل مكان تجعل تجارة الرق أمرا مؤسسیا.
ویبقى الدور الذي یمكن أن تعلبھ مثل ھذه الأعمال ھي تشكیل قوة للتحرك؛ حیث خلق الفیل صدمة في موطنھ، والمھرجانات التي عرض بھا، للتأثیر الذي حققھ بعودة ماریشا لوطنھا الأصلي حرة.. نھایة سعیدة ما یزال الآلاف یحلم بھا.
ھذا وفاز فیلم ”السجینة“ بجائزة لجنة التحكیم في مسابقة الأفلام التسجیلیة الطویلة في مھرجان
الإسماعیلیة الدولي وجائزة أثینا الذھبیة لأفضل فیلم وثائقي في مھرجان أثینا السینمائي الدولي، وجائزة حقوق الإنسان في مھرجان دوك فیست الدولي للأفلام الوثائقیة والأفلام القصیرة، وجائزة أفضل وثائقي في مدینة سبا في مھرجان ھوت سبرینغز للأفلام الوثائقیة. كما ترشح لجائزة لجنة التحكیم الكبرى في مھرجان سندانس السینمائي، وجائزة لجنة التحكیم الكبرى في مھرجان شیفیلد الدولي للأفلام الوثائقیة جائزة ReelWomenDirect للتمیز في الإخراج من قبل امرأة في مھرجان كلیفلاند السینمائي الدولي