عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Sep-2019

المخرج المسرحي حسام عابد يعرض في الشارع «سياسة هدم البيوت»

 

الدستور- جمانة أبو حليمة - في أحد شوارع مخيم البقعة في الاردن، في الهواء الطلق، وعلى أنقاض لبيت مهدم واسطبل للخيول،  قدم فنان الدّمى حسام عابد ، وطاقم عمله عرضاً مثيراً للدهشة، يدمج الرقص الحديث بالأشياء والمواد. خليط من صور، أفعال تلتقط اللحظات وتسرد بصمت ذكريات واحداث وتراث متوارث لأجيال، في هذا العرض الأدائي حول هدم البيوت يُعرض الهدم بفعل تعسفي أو بأمر عسكري مع الصدمة الأولى، بمرافقة موسيقى تكمل صورة الهدم وأجواءه كأنه يحدث الآن أمام أعيننا موسيقى تجمع الناي الحزين فقط و(البندير) لتمس المشاعر من الداخل.
لقد تضمّن العرض أجواءً وطقوساً احتفاليةً (اي العرس الشعبي)، حيث من تحت الركام يتم إخراج طرحة العروس وبدلة العريس، وهو فعل يحتفل بالحياة؛ مما يثير تناقضا كبيرا لفعل الهدم (المتعلق بموت الذكريات). اللعبة المسرحية تجمع ما بين الحياة والموت، الذاكرة والمستقبل. وتثير تساؤلات لدى الجمهور: هل من يقومون بالفعل الاحتفالي يتجاهلون فعل الهدم؟! هل هم أحياء؟! أم هل أموات جاؤوا من تحت الأنقاض والركام ليحتفلوا فوق الركام!؟.
هذه الثيمة تطرح الأسئلة التالية: هل هذه الأفعال هي تشتيت لعقولنا حتى يمكننا استيعاب حجم المأساة أو الكارثة !؟ هل يمكننا أن نحتال على ذاكرتنا ونجد ذاكرة أخرى؟!؟ هل يمكننا إعادة كتابة حدث معين: هدم بيوت بفعل تعسفي بأمرٍ عسكري وايجاد سرد آخر مختلف لما حدث؟! ماذا يمكننا أن نرى حول الحطام؟.. هذا هو العرض الأدائي الأخير في  مخيم البقعة من انتاج مسرح دفا للدمى (الأردن والتشيك) والذي أعدّ فكرته وأخرجه الفنان الاردني من أصل فلسطيني حسام عابد والمقيم في التشيك، وصمم حركته روجي ياماجوشي وبتنسيق واستشارة فنية من ريكا داياك وتصوير ليندا خوري و حسام مناصرة وأحمد الغوري، بالاضافة الى طاقم العمل  والذي يضم: علاء الدين باشا، عبد الهادي الراكب، رغد رصرص، وسيم البدو، صبا ناصر، عمران العمارين، عكا حمدان، سكاي الجول، راشمي يوليكار، محمد شريف «صولو»، عشتار حمدان، ابراهيم مبارك، قيس أبو ربيع، بتول عثمان، وموسيقى: عمر حمدان (ناي) ، حسام عابد (بندير)، ومساعد انتاج عامر أبو كاشف.
لقد تميز مسرح «دفا» والذي تأسس كمبادرة شبابية في الأردن في العام 2009 من قبل الموسيقي والفنان المسرحي حسام عابد بتركيز عمله المسرحي في المخيمات والقرى، وبشكلٍ خاص مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين والسوريين. ومنذ العام 2015 ويتخذ المسرح من العاصمة التشيكية براغ مقراً له، ويجمع  في عمله ما بين العمل الفني والمجتمعي، مُطوِّعاً التجريب كمساحة خلاّقة ابداعية، ومستخدماً أدوات المسرح الحديث والمسرح التطبيقي للوصول للمجتمعات المختلفة. وقدّم المسرح العديد من الورشات التدريبية في الأردن، الإمارات، البحرين، لبنان، رومانيا، هنغاريا، بولندا، سلوفاكيا، سلوفينيا، التشيك، ألمانيا، النمسا، النرويج، لثوانيا، جزيرة هونغ كونغ، جزيرة ماكاو. وشارك المسرح في مهرجانات دولية في رومانيا، هنغاريا، التشيك، سلوفاكيا، بولندا، سلوفينيا، ألمانيا، النمسا، النرويج، لثوانيا، مصر، الأردن، البحرين، فرنسا، البرتغال.
ولكن الجزء الأكبر من عروض الفنان عابد يحظى بها المخيم الفلسطيني والقضية الفلسطينية والهجرة والتراث وقصص الجدّات والموروث التراثي بكل أشكاله، صبغة قضيته تلون غالبية أعماله بهدف ابقائها حيّة للأجيال القادمة.