عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Mar-2020

بيبي حقق «الانتصار العظيم» - ألوف بن
 
الدستور- بعد أزمة سياسية استمرت سنة ونصف السنة، أدت الى ثلاث جولات انتخابية، فإن النتيجة واضحة وساطعة وحاسمة: بنيامين نتنياهو فاز فوزاً كبيراً. «الانتصار العظيم»، كما تبجح بصورة مبكرة جداً بعد انتخابات نيسان، تحقّق، اليوم. يصعب المبالغة في الشعارات: الساحر هزم خصومه بضربة قاضية مدوية. وسيتم انتخابه مرة اخرى لرئاسة الحكومة بأغلبية أعضاء الكنيست، رغم أنه لم يفز في الانتخابات العامة ورغم وجود ثلاث اتهامات ضده، ربما ستلقى قريبا في القمامة. في وضع طوارئ وطني فيه الآلاف يمكن أن يختنقوا بسبب عدم وجود أجهزة التنفس، ويحظر على المواطنين الخروج من البيوت، لا يتم وضع رئيس الحكومة في المحكمة لسماع شهادات عن تدخله في تحرير «واللاه» قبل بضع سنوات. بالتأكيد ليس عندما يكون خلفه تحالف واسع وثابت لا مثيل له.
 
إلغاء المحاكمة سيكون المهمة الأولى لحكومة الوحدة أو حكومة الطوارئ أو مهما كان اسمها. قبل الخريف سيطرح للنقاش من جديد ضم الضفة الغربية. وإذا واجه دونالد ترامب صعوبات في حملة اعادة انتخابه فسيتم إغراؤه بتشجيع خطوات ضم إسرائيلية من اجل تجنيد مؤيديه الافنغلستيين لمساعدته امام جو بايدن. ايضا وباء كورونا سيستخدم لتبرير الضم بذريعة أن إسرائيل يجب أن تضمن السيطرة على الحدود الخارجية والداخلية من أجل منع الأمراض.
 
بني غانتس، الذي تنافس في الانتخابات الأخيرة تحت شعار «ازرق ابيض» يقدم الآن لناخبيه صفقة عظيمة: أن يسرق مليون صوت لمعارضي نتنياهو ممن اعتبروا غانتس البديل، وأن ينهي حياته كنائب لمن سماه ديكتاتورا وفاسدا وما شابه. في الحملات الانتخابية الثلاث، التي تنافس فيها ضد نتنياهو وتلقى صليات من التشويه، أثبت غانتس بأن له جلدا سميكا، وهو سيحتاجه الآن ايضا من اجل تحمل انتقاد المصوتين له، الذين خاب أملهم، وشركائه السياسيين الحاليين. وبعد ذلك عندما يجتاز عمليات الاهانة والاذلال في حكومة نتنياهو سيسأل صديق الطفولة في «الموشاف»، إسرائيل كاتس، ما هي صلاحيات ونفوذ وزير الخارجية لدى بيبي، «لا شيء».
 
اسهام غانتس الأساسي في السياسة الإسرائيلية هو كسر مقاطعة الاحزاب اليهودية للممثلين المنتخبين للمجتمع العربي. هو كان الاول، والوحيد حاليا، الذي التقط الصور مع رؤساء الأحزاب العربية وحظي بتوصية من كل مركبات «القائمة المشتركة»، وحتى من التجمع الديمقراطي (بلد). كما يبدو هم لم يؤيدوا غانتس من اجل أن يشكل حكومة مع نتنياهو؛ الحياة تفاجئ. ولكن في أعقابها سيسهل ايضا على رؤساء مستقبليين للوسط – اليسار عقد صفقات مع «القائمة المشتركة».
 
الخاسر الاكبر من انشقاق غانتس هو افيغدور ليبرمان، الذي اعتبر في السنة الاخيرة كمن يتوج الملوك في السياسة الإسرائيلية، والذي يشنق نتنياهو بقسوة. الآن سيبقى رئيس قائمة معارضة مهملة ومتفككة، في كرسيه الدائم في «واجه الصحافة» أو في «السبت الثقافي». ليبرمان كانت له فرصة من اجل ازاحة نتنياهو، لو أنه وافق على حكومة أقلية بدعم «القائمة المشتركة» بعد انتخابات ايلول، التي حصل فيها اليمين على 55 مقعدا فقط، لكنه خاف أو أنه وثق بشعاراته ضد العرب، الى أن وافق على هذا المسار بعد الانتخابات الاخيرة، حيث تغيرت علاقات القوى وبقي دون أي شيء.
 
ونتنياهو هو الذي سيضحك في الآخر.
 
«هآرتس»