عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Jul-2024

الأحزاب والانتخابات.. رؤية جديدة وتأثير الأحزاب واستراتيجياتها*محمد عبد الكريم البطوش

 الراي 

تُعَدّ التجربة الحزبية في الانتخابات النيابية القادمة في الأردن محطّةً هامة في مسار الحياة السياسية الأردنية، حيث تواجه الأحزاب تحديات كبيرة وفرصًا متاحة تسهم في تعزيز دورها وتأثيرها في الساحة السياسية وتأتي هذه الانتخابات في ظل تغيّرات وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية تمر بها البلاد، ما يزيد من أهمية التفاعل الحزبي الفاعل لتحقيق التوازن والاستقرار السياسي.
 
وتُعَدّ الانتخابات فرصة للأحزاب لتقديم برامجها وخططها، والتواصل مع الناخبين لتعزيز الثقة وكسب التأييد الشعبي حيث إن قدرة الأحزاب على تحقيق ذلك تعتمد بشكل كبير على مدى تنظيمها الداخلي، ووضوح رؤاها، وقدرتها على تقديم حلول عملية وواقعية للتحديات التي تواجه البلاد.
 
وفي هذا السياق، تواجه الأحزاب تحديات تتعلق بقدرتها على الوصول إلى جمهور واسع ومتنوّع، وتعزيز مشاركة الشباب والنساء في العملية السياسية. تُعَدّ هذه المشاركة ضرورية لتحقيق التمثيل العادل والشامل لمختلف شرائح المجتمع، وتعزيز الديمقراطية.
 
وعلاوة على ذلك، تلعب الأحزاب دورًا هامًا في تعزيز الثقافة السياسية لدى الناخبين، وزيادة وعيهم بالقضايا الوطنية والعالمية و يمكن للأحزاب من خلال حملاتها الانتخابية وبرامجها التثقيفية أن تسهم في بناء رأي عام مستنير قادر على اتخاذ قرارات مبنية على معلومات ومعرفة دقيقة، ومع اقتراب موعد الانتخابات، يتزايد دور الإعلام في نقل صورة واضحة وشفافة عن الأنشطة الحزبية والبرامج الانتخابية ويجب على الأحزاب استغلال وسائل الإعلام التقليدية والجديدة بشكل فعّال لنقل رسائلها والتفاعل مع الجمهور وهذا يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا ?مهارات تواصل فعّالة لجذب اهتمام الناخبين، ومن جهة أخرى، يشكل التعاون بين الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني عنصرًا حيويًا لتعزيز المشاركة السياسية وبناء مجتمع ديمقراطي. يمكن لهذه المؤسسات أن تكون جسراً للتواصل بين الأحزاب والجمهور، وتسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة.
 
وتظل التجربة الحزبية في الانتخابات النيابية القادمة في الأردن فرصة ذهبية لتأكيد دور الأحزاب كركيزة أساسية في النظام الديمقراطي. إن نجاح هذه التجربة يتطلب تعاونًا وثيقًا بين مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية، وجهودًا مستمرة لتعزيز الوعي السياسي والمشاركة الفعّالة في العملية الانتخابية.