عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

دراسة أممية تحذر من ارتفاع معدلات العنف ضد النساء خلال أزمة الكورونا

 

نادين النمري
 
عمان - الغد-  حذرت دراسة أممية من ان الفتيات والنساء سيتحملن الوزر الاكبر لتبعات وباء الكترونى، معتبرة أنّ ظاهرة العنف المنزلي والتحديات الاجتماعية التي تواجهها النساء والفتيات في المنطقة العربية قد ازدادت سوءًا.
وفي دراسة جديدة اعدتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا) ووكالات أممية شريكة
لجائحـة 19-COVID بينت ان للجائحة تأثيـرا كبيـرا علـى مختلـف أشـكال العنف ضد المرأة والعنـف القائـم علـى التمييـز بين الجنسـين.
واعتبرت الدراسة ان العنف الاسـري هو أحد
مظاهر اللامسـاواة في العلاقات بين الجنسـين، وأداة لممارسـة السـلطة والسـيطرة.
ولفتت إلى أن معدلات العنف ترتفـع في حـالات الطوارئ، بما فيها حالات تفشـي الاوبئة.
وعزت الدراسة ارتفاع معدلات العنف الاسري إلى التعايش المشترك القسري
بين المرأة والرجل، وتفاقم الضغوط الاقتصادية، وانعدام الامن الغذائي، والقلق من التعرض لفيروس كورونا.
وقالت الدراسة انه من المؤسف أن عددا قليلا فقط من الدول العربية توثق حالات العنف األسري، مما يعني أن النطاق الحقيقي لهذا العنف وعواقبه خلال هذه الفترة الاستثنائية لا يزال غير واضح.
وأضافت الدراسة قـد يكتسـي العنـف القائـم علـى التمييـز بيـن الجنسـين أشـكالا مختلفـةّ فـي خضـم هـذا الوبـاء العالمـي. فإضافـة إلـى المخاطـر والاضرار
الجسـدية والعاطفيـة الاعتياديـة التـي تتعـرض لهـا المـرأة فـي بعـضِ البلـدان العربيـة، يمكـن أن يقـدم المعتـدون عليهـا إلـى عزلهـا بالكامـل وحرمانهـا مـن أي تفاعـل اجتماعـي مـع العائلـة والاحبـاء، حتـى عبـر الانترنـت، أثنـاء تفشـي الفيـروس.
وبينت الدراسة ان المنطقة العربية ستشهد زيادة في وتيرة العنف عبر الإنترنت والتعقب الالكتروني. ويؤدي ذلك إلى تفاقم القلق المزمن والاكتئاب للضحايا، مما قد يدفعهن إلى حافة الانهيار أو الانتحار.
وبينت الدراسة انه في ظل انتشار الوباء العالمي، يصعب على الناجيات من العنف الاسريُ طلب المساعدة وتلقيها. وقد يعزى ذلك إلى القيود المفروضة على التنقل، أو إلى محدودية توافر الخدمات، أو نقص المعرفة بالخدمات المتاحة.
وبين التقرير فـي حالـة الناجيـات مـن العنـف اللواتـي فقـدن وظائفهـن، أو اللواتي لا يحصلـن علـى دخـل ثابـت، قـد يصبـح من الصعب ترك الشـريك المسـيء خـال انتشـار جائحـة 19-COVID ، ّ نتيجـة الاعتمادهـن عليـه إعالتهن.
 
من جانبها قالت الأمينة التنفيذية للإسكوا، الدكتورة رولا دشتي “لقد ارتفع معدل العنف الأسري في العالم والمنطقة العربية نتيجة حالات الإغلاق الشامل والتعايش القسري، وتصاعد التوترات في الأسرة بسبب تفاقم انعدام الأمن الغذائي والمخاوف من التعرض للفيروس. كما يصعب على الناجيات من العنف الأسري طلب المساعدة وتلقيها خلال هذه المرحلة”.
ولن يزيد ارتفاع انعدام الأمن الغذائي من مخاطر العنف الأسري فحسب، بل قد يتسبب أيضًا بتضاؤل مناعة النساء والفتيات ضد الفيروس. وفي أوقات الأزمات، قد لا يكون توزيع الغذاء داخل الأسرة منصفًا دائمًا، كما أنّ النساء والفتيات أكثر عرضة لتقليل كمية الغذاء وجودته وتبني استراتيجيات سلبية للتكيّف.
 
وبحسب التقرير فانه في المنطقة العربية، تشغل النساء، من ممرضات وقابِلات قانونيات وموظفات دعم، جُلّ الوظائف في مجالَي الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، ما يزيد من خطر إصابتهنّ بالعدوى. أمّا ضمن الأسر، فغالبًا ما تتولى النساء دور تقديم خدمة الرعاية الصحية، ما يثقل عليهنّ جسديًا ومعنويًا، ويزيد من احتمال تعرّضهنّ لهذا الخطر.
 
وأضافت دشتي: “ندعو الحكومات العربية إلى أن تكفل للنساء من مختلف الفئات العمرية المساواة في الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية، وأن تعتمد سياسات تهدف إلى حمايتهنّ من الوقوع في براثن الفقر وحماية العاملات في القطاع غير الرسمي، باعتماد إجراءات مثل التحويلات النقدية الطارئة أو المنح الصغيرة أو القروض”.
وكانت الإسكوا قد أشارت في دراسة سابقة إلى أنّ المنطقة العربية ستفقد 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020 نتيجة جائحة كورونا، وتقدّر حسابات الإسكوا وشركائها أنّ عدد النساء اللواتي سيفقدن هذه الوظائف يقارب 700 ألف. وكون مشاركة النساء في القوى العاملة في المنطقة العربية تبلغ ما يقارب 20٪، فإن نسبة خسائرهنّ للوظائف ستتعدى ضعف نسبة خسائر الرجال. وفي دراسة أخرى تتناول أثر الجائحة على الفقر، أظهرت الإسكوا أن القطاع غير الرسمي قد يكون الأكثر عرضة للخسائر، وحيث أن نسبة 62٪ تقريباً من النساء العاملات في المنطقة العربية يعملن في هذا القطاع، فإن النساء سيتكبدن هذه الخسائر بشكل غير متوازٍ.
في الوقت نفسه، لا تزال اللاجئات والنازحات والعاملات المهاجرات يواجهن ظروفًا شاقة من جراء سوء توفير المياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، ومحدودية آليات الحماية الصحية، ما سيزيد من حدة تبعات الوباء عليهنّ.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أشار أيضًا في بيان إلى تزايد العنف ضدّ النساء والفتيات نتيجة جائحة كوفيد-19، وأعاد إطلاق النداء من أجل إنهاء العنف في كل مكان فورًا.
 
Nadeen.nemri@alghad.jo