كتابة وتصوير: المهندس عمار خماش

الراي - نادرا ما نمعن النظر، في ظاهرة التوجه لعمل ابراج في عماره واحه معان ،جوار البساتين الشاميه و الحجازيه .

و هي تلك الابراج التي رغم صغر مساحة البساتين ،التي استغلت قرب المياه الجوفية من مصادرها في القرب من سطح الارض ،كما نجد ذلك في الواحات الصحراويه.

..وفي معان وجدوا بالفطرة(...) ان الأبراج هي الحل الأمثل في وضع الفراغات الداخلية ،بشكل عامودي لكي لا يكون لها بصمة او احتلال كبير من المساحة المتبقية في البستان للزراعه.

هذه البساتين كان بعضها صغيراً جداً و بمساحة غرفة بحجم ١٠٠ متر مربع او اقل؛ذلك ان هذه الاحجام الصغيرة و الجدران المرتفعة خلقت بيئه مصغرة رطبة و ظليلة في وسط البادية المحيطة.

..والصور هنا ، من احدى رحلاتي الى بساتين معان ،لاذكر بما خسره المكان - في نهايه القرن الماضي-من مهابة وشواهد الواحة الوحيدة به، التي كانت تمثل الواحة العربية مع البساتين و الجدران و الازقة و زراعة الواحات و نظم ريها و عمارتها .

خسرنا الكثير، لعدم وجود رؤيه او حتى الخطوة الاولى في التعرف على الارث الطبيعي

- الانساني واهميته كاساس لهوية اجتماعية وحضارية لها اي علاقة متجذرة بالأرض التي كانت بيئة وسحر الاْردن الحقيقي.