عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Feb-2019

سنوسع القلب - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - حين أسافر أصطحب معي وطني، في الطائرة...وأضحك من الذين يقولون لقد ضاق بنا، هم يقولون ذلك لأنهم لايعرفون كيف يتسع القلب حين تضيق البلد...وأنا قلبي كل يوم يتسع للأردن.

وطني أحبه حد الموت..فما زال السلطي فيه يلقاك، على مشارف المدينة حين تزورها يصرخ حبا عليك: جيرة االله على العشا....ما زال أهلنا في القطرانه وحين تعبر من مدينتهم باتجاه العقبة وتمر على مسجد (عايض) لأداء صلاة العصر يقدمونك على أنفسهم، ويخلطون التقوى مع الحب وكأنك تصلي على ضفاف قلوبهم.
مازالت (بني عطية)..تمزج الجود مع الوفاء، والأنفس شم أبية...وعقالهم كأنه نصب على سطح القمر قبل الرأس...
مما تخافون؟ من الليبرالية؟ فهي لن تقتل في قلب العجرمي الوفاء لصايل الشهوان،
هي لن تمسح من التاريخ سيفه وبطولته.....صايل سيظل في القلب وأسطر الكتب.
والليبرالية لن تجرؤ على أن تغير في وجه معان..فما زالت مثل صبية كلما مر عليها العمر عادت للوراء، ندية..جميلة، عفيفة..تنث عاثوا تجريبا في مؤسسات الدولة، لكن كل أشكال التكنوقراط في العالم، لن تغير من إغفاءة الطفيلة على بطن الجنوب قيد أنملة...(صنفحة) لم يتغير اسمها، والعين البيضا ستبقى بيضاء، والفتى الطفيلي الذي صعد من محافظته ذات صباح إلى عمان، حمل معه في قلبه...كل القيم التي تشربها هناك وحمل الرضى والبأس.. وأعلن أن الطفيلة، مثل الغيم تظلل كل عاشق وكل أرض.. ودمعها أساس الحياة.
أنا لا أخاف من شح الخبز، كنت أخاف من شيء واحد..وهو أن يغيروا في الأسماء وتفاصيل المدن، وأن يصلوا للعشيرة...لكنهم نسوا أن الأردني مثل صخر البترا، خذ معولك وانحت فيه قدر ما شئت فلن تحيل الصخر لتراب..سيبقى صخرا، كنت أخاف أن يستبدل فتيتنا..صور وصفي التل، أو ينسوه لكنه عاد من قبره مجددا واستقر في القلب، كشعلة وملهم..وجذوة للفداء...كنت أخاف يوما، أن يقرروا إصدار مخالفة على كل من يرتدي الشماغ بحكم أنه يعيق النظر، ولكن الهدب المنسوج على أطرافه..هزم ليبراليتهم..وثرثرتهم، ومشاريعهم..وكل خطط السفارات.
هذا ليس زمن الشكوى والنكوص، ليس زمن نلتحف فيه..اليأس ولا التردد ولا الرجوع للخلف...هذا زمن علينا أن نفهم معادلة واحدة فيه وهي: كلما ضيقوا علينا سنوسع القلب أكثر....سيسقطون جميعهم بالليبرالية الكاذبة التي يدعونها، بالثقافة الغربية المزيفة التي حملوها..بخططهم واستراتيجياتهم وكل ما جاءت به السفارات...حتما سيسقطون، وستنتصر الصلاة وحدها في مسجد عايض..في القطرانة، حين تركع هناك..على أطراف القلوب..ويمزج البدوي، تقواه مع الحب...ويقول لك: (تقبل االله).
Abdelhadi18@yahoo.com