عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Apr-2019

الصهيوني الجيد من يُقتل من أجل الاستيطان! - تسفي برئيل
 
الضحيتان الأخيرتان في الحرب الدائرة في الضفة الغربية بين الفلسطينيين واليهود هما الحاخام أحيعاد إيتنغر، أب لـ12 ولداً، والرقيب أول غال كيدان، ابن الـ19 عاماً. هذا التضافر الرمزي للضحيتين في الواقع الإسرائيلي أمر طبيعي جداً: الأول مستوطن، والآخر اضطر للدفاع عنه.
جنود يخدمون في ساحة حرب هم «أمر اعتيادي». يصابون بجروح، يُقتلون، ويَقتلون. وجود مدنيين يهود، بينهم عشرات آلاف الأولاد في ساحة ملتهبة كهذه ليس فقط أمراً غير مفهوم، بل لا يُغتفر.
لم يُسمح لمواطنين إسرائيليين بالدخول إلى ساحات القتال في لبنان خلال الحرب، وأُخرجوا من غزة بعد فترة طويلة من التعرض للهجمات، ومنذ نحو 12 عاماً هم ممنوعون من الدخول إلى القطاع. الخدعة التي تبيعها الحكومة للجمهور هي أنه لا توجد حرب في الضفة، وكل شيء هادئ.
في المواجهات العنيفة الدائرة منذ أكثر من 52 عاماً هناك صعود وهبوط، ويُقاس هذا في الأساس من خلال عدد الهجمات وحجم المصابين،  في سنة 2018 قُتل 18 إسرائيلياً، بينهم 6 جنود و8 مدنيين، في مقابل 290 فلسطينياً (254 في غزة، و34 في الضفة و2 في إسرائيل، بالاستناد إلى تقرير «بتسيلم»). النسبة نحو 20 فلسطينياً في مقابل إسرائيلي واحد. لقد كانت أرقام القتلى خلال سنوات الانتفاضة الثانية الخمس أسوأ بكثير. نحو 3 وحتى 5 فلسطينيين 
يمكن أيضاً الادعاء أنه مقارنة بمناطق محتلة أُخرى، في الجزائر أو دول أفريقيا ، تتمتع إسرائيل باحتلال دولوكس من الدرجة الأولى. وهْم جنّة عدن إلى حد أن إطلاق صاروخين أو مقتل جندي ومدني يتحولان إلى فضيحة وطنية لا تُغتفر، تتطلب فوراً انتهاج الوسائل الأكثر شدة ضد الفلسطينيين. والموضة الأخيرة هي المطالبة باغتيال زعماء «حماس». لقد جرى نسيان الاغتيالات بالجملة، والتي لم تحبط شيئاً.
إنها حكومة تضلل مواطنيها وتجعلهم يفكرون في أنه ليس هناك حرب في «المناطق»، حتى أنه لا يوجد احتلال. هي تحتضن هؤلاء المضللين والمغالطين، كما لو أن قيام إسرائيل لم ينته، والصهيونية لا تزال تناضل لإثبات وجودها.
تقول الحكومة إن الصهيوني الجيد مدين بحياته لمشروع توسيع هذا الوطن. وإذا كان قدره أن يموت فمن الأفضل أن يفعل ذلك في الضفة الغربية، في المكان الذي يستطيع أن يتبرع بجثته لصهيونية مقاولات تقيم على اسمه منزلاً جديداً أو حياً جديداً.
«هآرتس»