عمان - الدستور - حسام عطية - نفى مسؤول الاعلام في الهيئة العربية للمسرح غنام غنام ردا على أسباب غياب مسارح عريقة عن المشاركة في مهرجان المسرح العربي، وعلى رأسها المسرح الفلسطيني، إضافة إلى المسرح الجزائري، والسوري، واللبناني، والسوداني، وغيرها، وبأنه ليس صحيحًا بالمطلق أن ثمة حالة إقصاء لدول عربية بعينها في النسخة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، والتي نظمته، في القاهرة، الهيئة بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية، واختتم فعالياته بإعلان فوز عرض «الطوق والإسورة» من مصر بجائزة الشيخ سلطان القاسمي، من بين ثمانية عروض تنافست عليها، اثنان من المغرب (شابكة، عبث)، واثنان من الأردن (النافذة، نساء بلا ملامح)، وعرض واحد من كل من الإمارات العربية (المجنون)، والكويت (الرحمة)، وتونس (ذاكرة قصيرة)، إضافة إلى العرض الفائز، وهي «العروض التي رشّحتها لجنة اختيار من ذوي الخبرة والاختصاص قررنا عدم الكشف عن أسمائهم، خشية التعرض لضغوطات قبل المهرجان، وانتقادات قد تصل حد التجريح من البعض خلاله وبعد انقضائه، من أصحاب عروضٍ تقدمت ويجدون في عروضهم ما هو أفضل من اختيارات اللجنة التي لا تتدخل فيها إدارة الهيئة، لا من قريب ولا من بعيد».
ونوه غنام الى ان الغلبة في العروض المشاركة بمختلف المسارات كانت للأردن والمغرب ومصر، وبانه بحسب بيان للهيئة العربية للمسرح في الشارقة، مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فقد تقدمت فلسطين بخمس مسرحيات، وسورية بإحدى عشرة مسرحية، والجزائر بعشر مسرحيات، ولبنان بتسع مسرحيات، والسودان بثلاث مسرحيات، في حين تقدمت للمشاركة في المهرجان كل من البحرين بست مسرحيات، وسلطنة عُمان بثلاث مسرحيات ومثلها السعودية، إضافةً إلى اثنتين من ليبيا، وواحدة من موريتانيا، فيما لم تتقدم الدول العربية الأُخرى غير المشاركة في مسارات المهرجان بأية أعمال مسرحية بالأساس.
وكشف غنام أن أكثر من ثلاثمائة عرض مسرحي تقدمت بطلبات إلى الهيئة العربية للمسرح للمشاركة في المهرجان، وأن أكثر من مائة وخمسين منها عُرضت على لجنة الاختيار التي طبّقت معايير وشروط المشاركة كما هي محددة ومعروفة لكافة الفرق، قبل الخروج بقائمة العروض المرشحة للمشاركة في المسار الأول، والعروض المرشحة المشاركة في المسار الثاني (العروض المتنافسة على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للعام 2018)، مؤكدًا أن منهجية عمل الهيئة منذ تأسيسها والأهداف التي قامت عليها، تؤكد أنه لا يمكن بأي حال استبعاد أي عرض لأسباب سياسية أو غيرها، ما دامت تنطبق عليه شروط المشاركة. أما اختيار العروض من بين من تنطبق عليها الشروط، فيعود إلى ذائقة لجنة المشاهدة وتقديراتها.
ونوه غنام إلى أن طرح غياب دول عربية بعينها عن المهرجان غير دقيق، فهناك وفود من كافة الدول العربية تشارك في فعاليات المهرجان المختلفة، ما بين ندوات فكرية، ومؤتمرات صحافية، ومشاركات، وغيرها من الفعاليات التي لا تقل أهمية عن العروض. فالمهرجان كرنفال ثقافي بامتياز، وليس مجرد عروض مسرحية تتنافس على جائزة، رغم أهمية ذلك، وإن غابت عروض مسرحية من بعض الدول العربية، فهذا لا يعني غياب هذه الدول عن المهرجان القائم على فكرة توحيد العرب عبر بوابة المسرح (أبو الفنون)، ولا يمكن، بأي شكل من الأشكال، أن يشكل مساحة، ولو ضئيلة، للفرقة والخلاف.
وكانت الهيئة العربية للمسرح أشارت، في بيان لها، مطلع كانون الأول (ديسمبر) 2018، إلى أن عملية اختيار العروض انطلقت من مبدأ الجودة، مع إعطاء الأفضلية للعروض الجيدة التي لامست ثيمة عمل الهيئة العربية للمسرح عام 2018، وهي: الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج معرفة إبداعية جديدة ومتجددة، مثلما راعت الاختيارات شروط السلامة العامة التي باتت مهمة ومقدرة في أنظمة المسارح العالمية، وصارت محط انتباه واهتمام الجهات المعنية بالمسرح في الدولة المضيفة، مصر، وفي البيان ذاته، كان الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الكاتب إسماعيل عبد الله، أشاد بما وصفته لجنة الاختيار بجرأة العروض فنيًا وفكريًا لناحية الاشتباك مع الواقع وتجلياته، والانفتاح على مختلف الأساليب الراسخة والحديثة في آن معًا؛ ما أعطى تنوعًا وثراءً للاختيارات التي تمت، كما حيا لجنة الاختيار، مؤكدًا أن اللجنة عملت من دون إملاءات وبحرية تامة، وأن الأمانة العامة للهيئة كعادتها تتبنى قرارات اللجنة، احترامًا وتقديرًا منها لجهدها ورؤيتها.