عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2019

عقدة لیبرمان - بقلم: أرئیل كھانا
إسرائیل ھیوم
 
من یعرف افیغدور لیبرمان – ولیس ھناك شخص یعرفھ أكثر من بنیامین نتنیاھو – ما كان لھ أن یتفاجأ من استعداده للسیر حتى النھایة. فلیبرمان یتصرف بشكل غیر متوقع منذ أن بدأ حیاتھ العامة.
فقد ترك منصب مدیر عام دیوان رئیس الوزراء بعد سنة ونصف فقط من تعیین نتنیاھو لھ في 1996 .دخل وخرج من حكومة ایھود اولمرت في توقیت احد لا یفھمھ، على حد قولھ في ذاك الوقت ”لاعتبارات المسؤولیة الوطنیة“.
بخلاف كل التوقعات والتنبؤات من المحللین، لم یدخل الى ائتلاف بنیامین نتنیاھو في 2015 .وكذا
ترك الحكومة ومنصب وزیر الدفاع في 2018 ظاھرا لیس وفقا لمصلحتھ السیاسیة. ھكذا بان من
اعتقد ان انضمامھ الى حكومة نتنیاھو الخامسة في 2019 سیكون تلقائیا ومضمونا – لم یقرأ
الخریطة على نحو صحیح.
فما الذي یریده لیبرمان إذن؟ في اساس الامر، فان الخلاف الدوري العسیر بین لیبرمان ونتنیاھو
یمیز ثلاثة عقود من علاقات الحب – الكراھیة بینھما. نتنیاھو ھو النجم، مغناطیس المقاعد، رئیس
الوزراء الذي یفترض أن یقود، والذي یوجد لھ وللیبرمان فكر مشابھ بما یكفي في المواضیع المختلفة على جدول الأعمال.
كلاھما آمنا ذات مرة بالنظام الرئاسي، بالحاجة الى اسقاط حماس، أو حتى باخلاء الخان الأحمر.
المشكلة ھي ان عملیا یجسد نتنیاھو دوما سیاستھ وفقا لاحتیاجات الساعة بینما لیبرمان، على الأقل في نظر نفسھ، یحاول ان یكون من لا یأبھ بالحساب.
وھكذا، رغم أن الكابینت قرر اخلاء الخان الأحمر، ورئیس الوزراء تعھد بذلك بصوتھ، فانھ عملیا یطلق تعلیمات مكتوبة لوزیر الدفاع لیبرمان الا یفعل ذلك. او، وزیر الدفاع لیبرمان یرید أن یتخذ عملا عسكریا حادا في غزة، ولكن رئیس الوزراء نتنیاھو لا یسمح لھ بذلك. أو، لیبرمان كمدیر عام دیوان رئیس الوزراء في 1996 یرید أن یغلق سلطة البث ولكن نتنیاھو نفسھ، الذي یكره سلطة البث، مع ذلك یمنعھ من اغلاقھا. ھكذا في ألف وواحدة من المسائل التي صعدت وھبطت على مدى السنین.
تدور ھذه الآلیة بین الرجلین منذ بدآ التعاون في 1988 ،وتتسبب للیبرمان بطلاق نتنیاھو في كل
مرة من جدید، ولكن العودة مرة اخرى للارتباط بھ. من ناحیتھ لا یمكن بدون بیبي، ولكن ایضا لا
یمكن بدونھ.
لیس للیبرمان خیار غیر الارتباط سیاسیا بنتنیاھو، الذي یجترف الكثیر من المقاعد. ولكن منذ أن
كان مدیر عام دیوان نتنیاھو، عبر ولایتھ كوزیر للخارجیة ووزیر الدفاع لدیھ، في كل مرة من جدید، سرعان ما یفقد الاھتمام، یتفجر ویحطم الاواني، كي یجبر نتنیاھو على عمل ما یؤمن بھ ھو نفسھ. بعد ذلك، بغیاب بدیل سیاسي، یعود الى اذرع بیبي وھلمجرا.