عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jun-2020

نتـنيـاهو خادمـم لنزوات تـرامــب - ناحوم برنياع
 
في بداية أزمة «الكورونا» لم يعرف العالم الكثير عن سلوك الوباء، ولكنه عرف شيئا أو أثنين عن السبيل الذي واجهته به الحكومات والزعماء السياسيون. كان واضحاً مثلاً ان الولايات المتحدة تسير نحو الكارثة. فعندما يعلن رئيس الولايات المتحدة بان الوباء سيزول من تلقاء نفسه في غضون شهر، عندما يوصي باحتساء الكلور او ابتلاع دواء لم تثبت فائدته إلا في هراء الشبكة الاجتماعية، عندما يصر على عدم وضع الكمامة، يبحث عن مذنبين في منظمات ودول بعيدة ويزيح عن نفسه كل مسؤولية عن صحة ناخبيه – فان الثمن يضاعف نفسه ضعفين وثلاثة أضعاف.
 
لعل الناس نسوا، ولكن في تلك الأيام، في احدى لحظات العلم الاولى لظهوره في ضوء الازمة، لم ينتقل نتنياهو الى الانجليزية الا ليتباهى بحقيقة أن ترامب، الأعظم من الجميع، تحدث معه هاتفياً وأغدق المدائح على القرارات التي اتخذها. كان نتنياهو يعرف بالطبع بأن كل ما يتعلق بالكورونا فانه من غير المقبول الاستشهاد بترامب، ولكن بعض التزلف لن يضر.
 
خطأ: التزلف يمكن أن يضر. خط التوريد – نتنياهو خبير في خطوط التوريد، كمورد وكزبون – إلا أن ترامب له ثمنه. فبسبب الخوف من إهانة ترامب لم تتوقف الرحلات الجوية من الولايات المتحدة في ذروة الكورونا، وحاملو الفيروس ادخلوا الى البلاد دون أن يخضعوا للفحص، بل ودون أن يلزموا بالحجر. هذا لم يكن خطأ وبائياً، هذا كان قراراً سياسياً.
 
ترامب ليس اوباما. لديه روح عاصفة، حساسة، محظور المس بها.
 
لقد كانت الإدارات الأميركية مشاركة دوما في السياسة الإسرائيلية الداخلية. وكانت الحكومات الإسرائيلية مشاركة دوما في السياسة الأميركية الداخلية. يهود أميركون أدوا أدوار الوساطة. 
 
أما عهد ترامب فقد سرق الاوراق. ويبدأ الاختلاف في الأزمة التي تمزق المجتمع الاميركي. لم يكن انتخاب ترامب سبب الازمة بل نتيجتها. اميركا منقسمة مثلما لم يسبق لها أن كانت منذ نهاية الستينيات. ويخشى الكثيرون من أن تكون الدولة على شفا حرب أهلية؛ الطبقة الوسطى، التي كانت العمود الفقري للنجاح الاميركي، تنهار؛ الفوارق في المداخيل مخيفة؛ الاستقطاب الداخلي مصاب باللون، بالمكانة الاقتصادية، بالاصل الاثني، بالموقف من الدين، من المذهب. 
 
شخصياً، يمكنني أن أفرح لمساعدة الأميركيين لغانتس واشكنازي في تقليص حجوم الضم. ولكن في الاتفاق الائتلافي أودع أزرق أبيض قرار الضم في يدي نتنياهو. اذا كانت لديه أغلبية في الكنيست، فالقرار في يديه. السياسة الإسرائيلية ليست شغلته. ودور كوشنير هو أن يقرر ما هو خير لاميركا، وليس ما هو خير لحكومة إسرائيل. وكان ينبغي لنتنياهو أن يقول له إن إسرائيل هي دولة سيادية. وسيادتها لا تبدأ في غور الأردن – بل تبدأ في دار الحكومة في القدس.
 
 «يديعوت احرونوت»