عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2020

تجميد البناء في القدس - نداف شرغاي

 

إسرائيل هيوم
 
هذا التجميد هادئ جدا. على تجميد البناء في القدس، في جفعات همتوس وفي هار حوما، وفي E1، كان ينبغي لليمين الحقيقي في الليكود، من الكين وحتى يريف لفين، ناهيك عن سموتريتش، وبينيت وشكيد أن يرفع الصرخة ويهدد ويضغط، إذ مثلما هو “فداء النفس يرد السبت”، هكذا القدس ترد نتنياهو، والانتخابات والحسابات السياسية. كما انه من موشيه ليئون، رئيس البلدية، مسموح لنا ان نتوقع منه ان “يقلب بضع طاولات”، مثلما فعل بعض من اسلافه في وضعيات مشابهة.
هذا التجميد في القدس هو القسم الاقل لطافة في علاقاتنا مع احد الرؤساء الاكثر ودا لاسرائيل وحان الوقت لان نتحدث عنه ايضا. يخيل أنه في حالة القدس يدور الحديث عن “عناق دب”. فلا توجد هدايا مجانية. مقابل كل الخير الذي يغدقه علينا ترامب، نحن ندفع الثمن. مقابل نقل السفارة والاعتراف بسيادة اسرائيل في الجولان والاعلان عن ان المستوطنات ليست غير قانونية – وكله في مجال الرموز، الطقوس، الهوية والمكانة القانونية – نحن ندفع الثمن بعملة صعبة، هي على المدى البعيد اغلى باضعاف: التوقف الاستيطاني.
الاستيطان هو الذي سيقرر حدود القدس في المستقبل وليس السفارة الاميركية التي نقلت الى هنا. لقد انتقلت السفارة الى القدس، فقط لأن الاميركيين اعترفوا بالحقائق التي ثبتتها اسرائيل في المدينة الموحدة. والحقائق لم تنشأ بناء على نقل السفارة، بل العكس. ولكن اسرائيل كفت عن تثبيت الحقائق الصهيونية والاستيطانية في القدس.
هنا، في عاصمة اسرائيل، استسلم نتنياهو المرة تلو الاخرى للضغط الدولي ويترك ثقوبا سوداء في نقاط استراتيجية في الصراع على وحدة القدس. في جفعات همتوس التي بين جيلو وهار حوما يخطط الفلسطينيون لخلق تواصل استيطانية خاص بهم، من بيت لحم، عبر شرفات وبيت صفافا. هذه احدى فرصهم الاخيرة لتقسيم القدس ودق اسفين بين الاحياء اليهودية جيلو من الغرب ورمات رحيل وهار حوما من الشرق. كما أن الرواق الذي يربط بين القدس وبين معاليه ادوميم – ارض خطة E1 توشك إسرائيل على فقدانه، كون الفلسطينيين يبنون هناك منذ بضع سنين بشكل غير قانوني، ولكن اسرائيل لا تبني وتجمد هناك أيضا، والآن – 2000 وحدة سكن في هار حوما مجمدة هي الاخرى.
الاستيطان هو الذي رسم في الماضي وسيرسم في المستقبل أيضا حدود القدس، لا السفارات الأجنبية التي تنتقل الى هنا ولا الاعتراف بالمواثيق الدولية. فالاعتراف الدولي ستجلبه في نهاية المطاف الحقائق وخريطة البناء في القدس وليس العكس. بدلا من ذلك تخطئ إسرائيل وتكتظ وتبني القدس غربا – بدلا من شرقا – وتستسلم للضغط الدولي الذي يجمد البناء في عاصمة إسرائيل. وحتى “نظام بايدن” الذي ألزم محافل التخطيط في القدس في عهد أوباما لأن تنسق مع مكتب رئيس الوزراء كل بناء في أراضي القدس خلف الخط الأخضر – ما يزال ساري المفعول.
إذن ما هو بالضبط “اليمين” هنا. ولماذا يقوم محبو القدس الكثيرون الذين يحيطون بنتنياهو بتقديم التنازلات له بهذا الشأن؟ ما معنى الفجوة الواسعة بين الحديث العالي جدا عن القدس الموحدة وبين الهدوء المعيب حول تجميد البناء في المدينة؟