عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Aug-2019

«متحف الأردن»..استكشاف تفاعلي ودورات تثقيفية متخصصة

 

عمان - الدستور - خالد سامح - انسجاما مع دوره المعلن وأهدافه التنموية والمعرفية والتثقيفية ، ينظم «متحف الأردن» بصورة دورية ورشات عمل ودورات متخصصة في التراث وصون الكنوز الحضارية المادية منها وغير المادية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات عالمية متخصصة...ذلك أن المتحف تجاوز الأطر التقليدية المتعارف عليها في عمل المتحف، حيث إن مهمته لا تقتصر على عرض الآثار والتحف التاريخية العائدة لحقب قديمة مختلفة، بل تنظميم المحاضرات والمعارض والأنشطة التعليمية المتخصصة.
ويعد «متحف الأردن» مركزاً وطنياً شاملاً للعلم والمعرفة يعكس تاريخ وحضارة الأردن بأسلوب تعليمي مبتكر، ليروي قصة الأردن في الماضي والحاضر وليتطلع إلى المستقبل.
اشراك الشباب في التعلم 
ومؤخرا نظمت في المتحف دورة  بعنوان: «التعلم والتعليم: أفضل المعايير والممارسات المتحفية محلياً وعالمياً» والتي جاءت ضمن مشروع «إشراك الشباب في التعلم عن تراثهم».
وبحسب ما أعلن متحف الأردن فقد هدفت الدورة التي استمرت أربعة أيام وجاءت بتمويل من مجلس البحوث للفنون والعلوم الإنسانية البريطاني – برنامج نيوتن خالدي، إلى رفع سوية العمل المتحفي في الاردن ولتفعيل دور المتاحف التعليمية، وخلق فرص أكبر لجيل الشباب للتعرف على ماضيهم وتراثهم الغني بثقافاته المتعددة.
وقدم مدير عام متحف الاردن المهندس إيهاب عمارين الشهادات للمشاركين الذين أنهوا متطلبات هذه الدورة التدريبية، والتي تمحورت حول مواضيع متعددة مثل خدمات الجمهور، عرض القطع المتحفية والعناية بها، كتابة وتصميم بطاقات العرض، التفسير والسرد المتحفي، دور كوادر التعليم المتحفي، التعامل مع الزوار من الاطفال، التواصل مع المجتمع المحلي، وبناء شراكات مستدامة مع المدارس والجامعات.
وتم تنفيذ هذه الدورة من خلال مجموعة خبراء مكونة من 10 مختصين في شتى مجالات العمل المتحفي من بريطانيا والأردن، حيث تضمنت الدورة جلسات عصف ذهني، نقاشا وتحليلا، وورشات عمل جماعي وميداني عقدت في كل من متحف الدبابات الملكي، متحف السيارات الملكي، متحف السلط التاريخي ومتحف الأردن.
يشار الى أن هذا المشروع يدار من قبل فريق مكون من باحثين ومختصين من الأردن وبريطانيا ضمن مؤسسات عريقة في هذا المجال وهي: دائرة الآثار العامة، جامعة درهام البريطانية، متحف الأردن، الجامعة الهاشمية، الجامعة الأردنية، سيلا للتدريب وحفظ التراث.
تجارب تفاعلية
يشتمل متحف الأردن الذي افتتح قبل سنوات على مستودعات حديثة ومركز للصيانة والترميم، ويدعم البحث والنشر العلمي، ويقدم المعارض الدائمة والمؤقتة، ولديه برامج للتواصل مع المؤسسات وكافة فئات المجتمع، كما يقدم الخدمات لضيوفه. هو مركز للمعرفة والتعلم في آن واحد، ويهدف إلى ربط الأردن بالثقافات المختلفة، وربط فئات المجتمع الأردني بحوار ذهني كي يساعدنا في مواجهة صعوبات المستقبل.
يهدف متحف الأردن ليكون نقطة انطلاق تشجع ضيوفه على استكشاف مواقع الأردن الحضارية في المدن والريف والبادية، ويطمح لأن يقدم لضيوفه تجربة تفاعلية متكاملة نابعة من حضارة الأردن وتاريخه.
الأردن عبر العصور 
تشغل قاعات العرض جزءًا كبيراً من مساحة مبنى المتحف البالغة 10000 متر مربع، وهي تعرض حوالي مليون ونصف المليون سنة من تواجد الإنسان على أرض الأردن، بداية من العصر الحجري القديم حتى الزمن الحاضر ضمن ثلاثة أجنحة رئيسة هي: الآثار والتاريخ، والحياة الشعبية، والأردن الحديث. ويسرد متحف الأردن قصة أرض وإنسان الأردن بالتسلسل التاريخي والمواضيع المنتقاة باستخدام اللوحات المصورة، وأكثر من ألفي قطعة أثرية معارة من دائرة الآثار العامة، والمواد المصممة خصيصاً لإثراء العرض. وتروي معروضات التسلسل التاريخي قصصاً مختلفة حول تسع مواضيع حيوية هي: البيئة، الغذاء، الفنون، التفاعل الحضاري، السياسة، الصناعة، التواصل، الديانات، الحياة اليومية في الأردن عبر العصور.
وتتوزع «المواقع التفاعلية» ما بين قاعات التسلسل التاريخي، حيث تعرض المواضيع المكملة لقصص التسلسل التاريخي، وتعتمد هذه المواقع على أسلوب التفاعل مع الضيوف بشكل أكبر من عروض قاعات التسلسل التاريخي، وتتواصل معهم في مواضيع علم الآثار والتعدين، والإنسان المبدع، والبداوة والترحال، والكتابة، والإنارة، وأطفال الأردن.
إضافة إلى أجنحة العرض داخل المتحف، تمتد معروضات متحف الأردن إلى الساحات الخارجية وقاعة المعارض المؤقتة، حيث سيقدم المتحف الفرصة لضيوفه لاستكشاف مواضيع متعددة ضمن المعارض المحلية والعالمية.
ويخصص المتحف مساحة مخصصة للتعليم والتعلم، تتميز ببساطة التصميم وتوفر الوسائل والأدوات الأساسية للقيام بالنشاطات الفنية والحرفية، وتهدف إلى تمكين الأطفال من التعبير عن إبداعاتهم المستوحاة من زيارتهم للمتحف، ويضم مركز الصيانة والترميم لضمان استدامة وسلامة القطع الممثلة للإرث الحضاري، يجمع المركز الخبرات العملية والعلمية إضافة للأجهزة الحديثة، ليصبح مركزا للصيانة والترميم ليس في الأردن فقط بل وفي المنطقة، وتحتوي مكتبة المتحف على عدة آلاف من المطبوعات والمنشورات في حقول الآثار والتاريخ والتعليم وعلم المتاحف، والعديد منها تم إهداؤه للمتحف. هذه المكتبة لاستخدام موظفي المتحف والباحثين المختصين.