عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Dec-2019

الإخلاص مقابل الانتقام - بقلم: آفي شيلون

 

هآرتس
 
النقاش حول لمن يجب أن يكون الاخلاص يذكر بشكل كبير بما يحدث أحيانا في مباريات كرة القدم عندما تتضارب مصلحة اللاعب الكبير مع مصلحة الفريق
من المغري الاستخفاف بالمظاهرة التي نظمها نتنياهو ضد سلطة القانون. ولكن حقيقة أنه لم يشارك فيها الكثيرون تجعل النقاش حولها نقاشا زائدا. من الواضح أن اغلبية الاسرائيليين، من اليمين واليسار، يعرفون جيدا أنه في الموضوع القانوني نتنياهو يقود حملة كاذبة وخطيرة، وتثير الشفقة في الحقيقة. الامر اكثر اهمية هو معرفة لماذا الاغلبية العقلانية من الليكوديين ومؤيدي اليمين، الذين لم يشاركوا في المظاهرة ويعرفون أنه من الافضل للدولة أن يتحمل المسؤولية ويقدم استقالته، تجد صعوبة في الوقوف ضده. في هذا الموضوع توجد كلمة تتكرر بصيغ مختلفة: الاخلاص. هناك من يعبرون عنها بأسلوب تساحي هنغبي الذي شرح بأنه من غير المناسب ضرب الجثة. وهناك من وجدوا تعبيرات معتدلة اكثر، ولكن مبدأ الاخلاص هو الذريعة الرئيسة لجميعهم.
ظاهريا، هذا الاخلاص هو أمر سخيف، لا يوجد فيه أي منطق وهو يتسبب بالضرر لليلكود، وبالتأكيد للدولة. ولكن من الخطأ الاستخفاف به. بالعكس، كل شخص عاقل يستطيع الانفصال عن هويته السياسية وأن يحيد من النقاش المسألة القانونية سيجد صعوبة في عدم التأثر من الاخلاص كقيمة اخلاقية. خاصة لأن الاخلاص لنتنياهو ينبع بصورة واضحة من ضعفه ومن المس بوضعه الحالي، وليس لأنه يوجد ما سيحققونه من هذا الاخلاص.
الاخلاص هو قيمة مهمة في أي مجتمع، بدء من العائلة ومرورا بالطائفية وانتهاء بالقومية. الاخلاص يعكس في حالات كثيرة النبل. وبمعان كثيرة، الفكرة الصهيونية تعكس الاخلاص للهوية اليهودية، التي تآكلت وتغيرت في العصر الحديث. من المعروف أن الاخلاص ايضا يمكنه أن يعكس الغباء وعدم العقلانية. ولكن هذا بالاساس هو سر سحره. مع اليد على القلب ومناقشة موضوع الاخلاص لا يمكن أن يكون منفصل عن القلب بالمعنى الجيد لهذا المفهوم، الاخلاص ربما يكون الافضلية القيمية – الاخلاقية الاساسية التي توجد الآن لليمين على اليسار، في سياق العلاقة مع نتنياهو.
رجال اليمين الذين يتجرؤون على الوقوف ضد نتنياهو يدعون وبحق بأن الاخلاص يجب أن يكون قبل كل شيء لمصالح الحزب ومصالح الدولة. وأن استمرار ولاية نتنياهو يمس باستقرارهما. ولكن هذا النقاش، لمن نكون مخلصين، يذكر بدرجة ما بما يحدث في عالم كرة القدم، حيث تكون مصلحة اللاعب الاكبر متناقضة مع مصلحة الفريق. هذا حدث مثلا قبل بضع سنوات في مكابي تل ابيب، عندما آفي نمني الذي كان رمز الفريق، طرد من قبل المدرب والفريق فاز من غيره.
ايضا في حينه المشجعون المتحمسون جدا لمكابي تل ابيب فضلوا الاخلاص للنجم على دعم الفريق المحبوب الذي قام بطرده. بالمعنى العميق، المشجعون زعموا، حتى لو بشكل تلقائي وليس مبررا، بأن تشجيع الفريق هو موضوع مجرد، في حين تأييد النجم نفسه هو تجسيد اعمق للاخلاص للفريق.
لا يوجد لدي وصفة لكيفية توجيه اخلاص اليمين لنتنياهو الى اخلاص لسلطة القانون وللمجتمع. ولكن اذا واصلنا هذا التحليل النفسي فان الشعور هو أنه ازاء قيمة الاخلاص في اليمين، الكثيرون في اليسار يقترحون “بعدم وعي” قيمة الانتقام. هذا نوع من عملية اغلاق الدائرة على خلفية المواجهات بين عائلة رابين ونتنياهو، الذي هو في الواقع “أنتم قتلتم والدنا، ونحن الآن سنصفي الحساب مع والدكم”. وهذا بالتأكيد لا يفيد.