عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2020

ثرثرة في زمن الكورونا - محمد سلامة

 

الدستور- قبل الحديث عن حشودات أمريكية ضخمة قرب الخليج العربي، وقبل الحديث عن ضربات إسرائيلية لمواقع قرب مدينة حمص السورية فإن لغة الثرثرة في زمن الكورونا للرئيس دونالد ترمب عادت إلى الواجهة الإعلامية والحديث عن تصعيد ضد إيران أو وكلائها في العراق. 
 
لماذا نصف تصريحات الرئيس ترمب بأنها ثرثرة (أي كثرة كلام)؟!.
 
نعم..انها ثرثرة لا تقدم ولا تؤخر، فقد ثرثر عن صفقة القرن وحصد أشهى الانتقادات من حزبه الجمهوري ومن النخب السياسية الأمريكية،وثرثرة عن ضرب إيران، قبل نحو خمسة شهور، وتحديدا عندما أسقطت طهران إحدى أهم طائرات التجسس بلاك هوك (الشبح)  له، وقبل أن تدخل الأراضي الإيرانية،وثرثرة ضد الصين وثرثرة ضد روسيا، وضد كوريا الشمالية وثرثر مع الرئيس الأوكراني وأفلت من العقاب في الكونغرس و...الخ،وبالتالي فإن كل تغريداته وتهديداته ومؤتمراته الصحفية وما يصدر عنه في كل اجتماعاته هو ثرثرة سياسية لا أكثر ولا أقل. 
 
ثرثرة الرئيس ترمب قبل فيروس كورونا، كانت مهينة لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الآن يحاول تصحيح ثرثراته الطبية بأخرى سياسية لعله يخيف إيران أو وكلائها كما قال، لكن ما يجري في المنطقة لن يدفعه إلى مواجهتها، وبالتالي فهو يثرثر للإعلام وللراى العام، كما شاهده العالم في احتفال باهت مع بنيامين نتنياهو بإعلان صفقة القرن دون حضور صاحب الشان، ويهدف إلى رفع منسوب شعبيته قبيل الانتخابات المقررة في تشرين الثاني المقبل. 
 
ثرثرة الرئيس ترمب جلبت له مليارات بل تريلونات الدولارات،ففي عهده زاد حجم التداول في البورصة بأكثر من( 13) ترليون دولار، وخسرها في أول مواجهة مع فيروس كورونا، فالثرثرة تجلب له ما يريد، فأسعار النفط ترتفع، وعودة التوازن لأسعار الطاقة قد يتحقق، ويثرثر لابتزاز اوروبا من عدوان روسي بعد المناورات الضخمة والتي جربت فيها موسكو صواريخ (اس  500) المتطورة، وهناك حديث عن اختبارات لمنظومة(اس700) وهي الأكثر حداثة على مستوى العالم بحيث يمكنها تصوير طائر على ارتفاع عشرة أمتار، كما أنه (أي ترمب) يؤشر على مناورات عسكرية في بحر عمان بعيدا عن سواحل إيران، وهكذا ثرثرات سياسية تحقق له بعض المكاسب السياسية داخل حزبه وفي أوساط الشعب الأمريكي ليغطي على فشله في أزمة كورونا والتي قد تطيح به.  
 
تصريحات الرئيس ترمب لا أحد يأخذها على محمل الجد، أنها ثرثرة في زمن الكورونا، وحرب أسعار النفط، والركود الاقتصادي، وتبخر كل منجزاته التي تباهى بها منذ وصوله إلى البيت الأبيض قبل نحو  اربع سنوات، والعالم بات يعرف أنه ظاهرة صوتية في أكبر دولة ما زالت تتحكم بربع اقتصاد العالم، وما بعد كورونا..هل يفشل في الانتخابات وتغيب ثرثراته عن منصات التواصل بما فيها صفقة القرن ام أن ثرثراته تنطلي على الشعب الأمريكي ويعود مرة أخرى أكثر ثرثرة؟!.