عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2019

العمل ومیرتس یدفعان ثمن هروبها من النضال ضد الاحتلال - جدعون لیفي
ھآرتس
 
الغد- نحیب الیسار الصھیوني: ممثلاه ربما لا یتجاوزان نسبة الحسم. حزب العمل الذي أسس الدولة
ومیرتس الذي حاول أن یعطیھا التبریر الاخلاقي، یمكن أن یمحیا. ھناك استطلاع تنبأ بذلك. ھذه
ساعة الطوارئ: رفیت ھیخت تدعو الیساریین للتصویت لھما (”ھآرتس“، 4/2 ،(نیتسان ھوروفیتس وإیریس لیعال یدعونھما إلى الاتحاد (”ھآرتس“، 2/4 ،(ولا یوجد أحد یسأل ماذا حدث؟ ولماذا؟
لا تقلقوا: یبدو انھما لن یختفیا، لكن واصلوا القلق: إنھما یحتضران. قلیل من الحالات في السیاسة الإسرائیلیة التي تم فیھا ممارسة العدالة مثلما حدث لھذین الحزبین اللذین خانا دورھما.
كما فعلا في العشرین سنة الاخیرة، فھما یستحقان الاختفاء. ھذه ھي الجریمة وھذا ھو العقاب.
فقط ھما یتحملان ذنب احتضارھما.
المصوتون لھما یمكن أن یتدفقوا الآن بجموعھم للتصویت لبني غانتس، والحصول على موشیھ یعلون یوعز ھندل وتسفي ھاوزر، وعدم الشعور بأي شيء. منذ زمن وھم یصوتون للیمین أو یصوتون بشكل غامض. الآن سیأتي العقاب للجمھور.
العمل ومیرتس ستتم معاقبتھما لأنھما فقدا الطریق. كراھیة نتنیاھو تحولت إلى الأجندة الوحیدة
لھما، بالاساس بخصوص حزب العمل. اذا كان الامر ھكذا فالمصوتون لھ سیقولون اذا كان الھدف الاسمى ھو ازاحة نتنیاھو فمن الافضل التصویت لغانتس، ھو الوحید الذي یمكنھ ازاحتھ.
اذا لماذا المتاجرة. عندما تكون ازاحة نتنیاھو ھي الموضوع الوحید فإن ”المنعة لإسرائیل“ ھي الرد الوحید.
ولكن احتضارھما لم یبدأ بكراھیة نتنیاھو، بل بدأ عندما قررا أن تكون مواقفھما ضبابیة (العمل)، أو مخففة (میرتس) وخیانة دورھما. كلاھما كان یجب علیھ طرح بدیل ومعارضة، في المقام الأول للاحتلال. العمل لم یفعل ذلك أبدا، ومیرتس لم یفعل ذلك بما یكفي. كلاھما ھرب من المواضیع المصیریة إلى المنطقة المریحة لھما.
قیادتھما اعتقدت أنھا تستطیع زیادة التأیید لھا. الآن سیدركون أن العكس ھو الصحیح: عندما یجعلون المواقف ضبابیة ویخففونھا أو یھربون من مواقف حاسمة وشجاعة، یفقدون كل العوالم.
والنھایة تأتي، یا أیھا الاعزاء، حزب العمل ومیرتس. مشكوك فیھ أنھ یجب علینا البكاء على صمتھما المتوقع.
لیس صدفة أن نقطة البدایة لبدایة نھایتھما كانت في انتخابات 2003 .العمل تدھور في حینھ للمرة الاولى في تاریخھ إلى أقل من 20 مقعدا، ومیرتس فقدت نصف قوتھا وھبطت إلى 5 مقاعد. ضعف الاول كان یجب أن یقوي زمیلھ، لكنھما تحطما. ما الذي حدث؟ لقد تنازلا عن النضال المصیري، واستبدلا قیادة شجاعة بقیادة أقل شجاعة، لقد جعلا المواقف ضبابیة وبدءا بالنزف.
فوق كل شيء، حلقت غیمة ھروبھما الجبان من الموضوع الھام الاساسي، الاساس ھو، نعود ونكرر، النضال ضد الاحتلال. كلاھما ھربا منھ مثلما یھربان من النار. ھذا أمر لا یفید في الانتخابات، قال الخبراء والاستطلاعات، لذلك، لنضعھ جانبا. في العام 2003 ،بعد فشل كامب دیفید واندلاع الانتفاضة الثانیة طویت الاعلام. العمل الذي لم یعمل في أي یوم على انھاء الاحتلال، ومیرتس الذي ناضل ضده إلى أن أنھكت قواه، رفعا الرایة البیضاء.
حزب العمل زحف وتلعثم وصمت. ما ھو موقفھ من حصار غزة، الحروب في غزة، المفاوضات مع حماس، المستوطنات؟ لا توجد لھ مواقف. میرتس فضل اعلام اخرى أسمى، حقوق المثلیین، جودة البیئة والرفق بالحیوان، ھذه المواضیع من المھم جدا النضال من اجلھا، ولكنھا لیست البدیل عن النضال الاھم منھا جمیعا.
في النضال تسلسل ھرمي، ومیرتس نسي ذلك. باستثناء عضوة الكنیست زھافا غلئون المستقیلة،
وعضو الكنیست موسي راز ومرشحان آخران غافي لسكي ویاریف أوفنھایمر، لیس في قیادتھ اولئك الذین محاربة الاحتلال ھي اھتمامھم الاول. اذا لم یكف ذلك، فإن للحزبین لیس ھناك أي برنامج حقیقي. عندما تحول حل الدولتین إلى أمر غیر ذي صلة، فیھما لم یقم أي شخص لطرح بدیل لھذا الحل. لذلك، لیس لھما الآن حق في الوجود. على انقاضھما ربما یقوم بدیل أفضل منھما.
تقریبا عشرین سنة بقیت إسرائیل بدون أي نضال جدي ضد الاحتلال، الآن یتبین أن ھذا لیس ُ فقط غیر اخلاقي، بل لم یدفع ثمنھ.