عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2019

نقص لإسرائیل - مسغاف حاییم
معاریف
 
الغد- اللیكود جمیل، حركة واسعة، شعبیة، دیمقراطیة. تعرف كیف تعطي لسانا لعشرات آلاف الرفاق. مستعدة أیضا لأن تلفظ من داخلھا من لیس مناسبا لتمثیلھا وأن تضم إلى صفوفھا أناسا ذوي قامة. لیس كأولئك الذین جلسوا في المقاھي ونجحوا في أن یؤثروا في رأس أحد ما. نیر ُ بركات في الداخل. وكذا یوآف غالانت. عشریة اولى رائعة. دیمقراطیة بكامل بھائھا سخرت مما یحصل لدى الآخرین. مثلا في الحزب الذي أقامھ بیني غانتس. صدیق یجلب صدیقا.
الوجھ الذي یقف على رأس الحزب یختار لنفسھ اولئك الذین یكونون وراءه في القائمة، فیما یربطھم بحبال من الولاء. للدمى على الخیط یوجد حریة عمل اكثر. سلسلة من الدمى التي تتحرك بالخیوط والتي تصوت وفقا لأمر من علي.
ھكذا یبدو الحال الآن لدى كل اولئك الذین یسعون لان یغیروا الحزب الحاكم. نھض شخص في ِ الصباح، استشار بضعة مقربین واصدقاء صبا، توجھ إلى مستشارین اعلامیین، بحث عن شيء ما یشبھ الأجندة السیاسیة، وھذا ھو. یوجد حزب. لا یوجد فیھ اعضاء مسجلون. لیس لھ مؤسسات مرتبة. لا شيء. وحتى المبادئ لیس لھ. یعبئون بضع استبیانات ویركضون لمسجل الاحزاب.
وبعد ذلك یتطور كل شيء وكأنھ من تلقاء ذاتھ. یطلقون الحزب بحضور المشجعات مدفوعات الاجر ویركضون إلى الامام. الاستراتیجیون یبنون برنامجا. یكتبون الخطاب الاولي ویعرضونھ على الناس متأكدین من أنھ لم تكن اخطاء في الكلیشیھات التي یتلوھا رئیس.
غانتس ھو أمل معسكر فارغ من القیم والمبادئ الاساسیة. ومنذ الان لا یستبعد تنازلات محتملة،
بینما بعض من رفاقھ في القائمة یفكرون خلاف ذلك. ھذه الارتباطات الاضطراریة التي تقع علینا شرا صبح مساء تبدو كالتجارب التي یجریھا خبراء علم النبات على نباتات مختلفة كي یحصلوا على نبتات اكثر انتاجا.
ولكن في الحیاة الحقیقیة ھذا لا یمكن أن ینجح. عملیا، لا توجد مثل ھذه الظاھرة في اي مكان
آخر في العالم. ارتباطات بین احزاب لیس بینھا اي شيء. ینشئون حزبا، دون أي امل حقیقي
في اجتیاز نسبة الحسم، وعندھا یركضون نحو الارتباط. جدول الاعمال السیاسي لیس ھاما. ما یعني المتفاوضون ھو المكان في القائمة العامة. لضمان المقاعد توجد اھمیة تعلو بلا قیاس على
المبادئ التي ینبغي أن تشكل اساسا للمنتج الجدید. واحیانا یكون ھذا ثنائي الرأس واحیانا متعدد الرؤوس.
إذن ما الذي یتعین علینا نحن، مواطني ھذه الدولة، ان نفكر بھ عن عملیة ھذا المنتج حین یقف
على رأسھ رئیس أركان سابق یتشوش في رسائلھ ویضطر بعد ذلك إلى اصدار ایضاحات محرجة بمعونة خبراء في تشویش المواقف؟ برأیي، یبدو ھذا سیئا – وھو حقا سيء. لدى غانتس یوجد الكثیر من الاصدقاء وھم یریدون شیئا واحدا فقط: استبدال بنیامین نتنیاھو. ھذا مشروع ومقبول في كل مجتمع دیمقراطي، ولكن لیس بھذه الطریقة. لیس من خلال اقامة وحش متعدد الرؤوس لیس بین عناصره اي قاسم مشترك. فالدیمقراطیة الكلاسیكیة تؤمن بتبادل الحكم بین عناصر متنافسة، لدى كل واحد منھا فكر واضح.
ھكذا ھو الحال في كل دول العالم الحر. الا عندنا. خلیط من الاحزاب التي تتشكل لتوھا لا تبحث عن قواسم مشتركة مبنیة على بدیل فكري بل عن فارس على حصان أبیض. ولكن التاریخ یشھد بان مثل ھؤلاء الفرسان لا یتواجدون الا في الاساطیر. وعندنا أیضا، من أجل ھزیمة لیكود دیمقراطي، ھناك حاجة لاكثر من ھذا بكثیر