– أميركان كونسيرفيتيف
كتب جيريمي شابيرو مراجعة مثيرة للاهتمام لـ «دروع الجمهورية»، وهو عنوان كتاب جديد من تأليف ميرا راب هوبر حول التحالفات الأمريكية. رد دان دريزنر على شابيرو بتغيير الموضوع للحديث عن الاشتباك الأخير بين القوات الهندية والصينية في لاداخ قائلا:
هذا ليس صراعًا يشمل حلفاء الولايات المتحدة، لكنني أتذكر وقتًا امتلكت فيه الولايات المتحدة ما يكفي من رأس المال الدبلوماسي ومركزية الشبكة للعمل كوسيط بين البلدين المسلحين نوويًا. وبينما كانت هذه المناوشات الحدودية تتصاعد، عرض دونالد ترمب العمل كوسيط فقط ليتم رفضه من قبل الهند بشكل فوري تقريبًا.
متى كانت هذه المرة بالضبط التي كان يمكن للولايات المتحدة أن تكون فيها وسيطًا في مثل هذه الحالة؟ الحالة الوحيدة التي يمكن المقارنة بها والتي يمكنني التفكير فيها كانت خلال حرب كارغيل بين الهند والباكستان منذ أكثر من عشرين عامًا، وحتى في هذه الحالة لم تتوسط الولايات المتحدة بين الاثنتين. كانت الولايات المتحدة قد شجعت باكستان على عدم التصعيد، ولكن حتى في ذروة ما يسمى بـ «اللحظة أحادية القطب»، لم يكن للولايات المتحدة أي علاقة تقريبًا بإنهاء هذا النزاع. وبالمثل تم حل الأزمة بين الهند وباكستان في أواخر عام 2001 وأوائل عام 2002 بعد الهجوم على البرلمان الهندي مع الحد الأدنى من التدخل الأمريكي. مما لا شك في أن ترمب كسول للغاية للقيام بهذا النوع من العمل الدبلوماسي الذي سيكون مطلوبًا للحفاظ على جهود وساطة فعالة، لكن الهند رفضت الوساطة الأمريكية لأن لدى الهند تاريخا طويلا في عدم رغبتها في مشاركة الآخرين في نزاعاتها ثنائية الأطراف مع جيرانها. وكان مودي في السابق قد قام بإلغاء عروض ترمب للتوسط في نزاع كشمير لنفس السبب، تمامًا مثلما رفضت حكومة هندية سابقة اقتراح أوباما للوساطة. لا ترغب الهند في أن تدخل الولايات المتحدة نفسها في المواجهة مع الصين، والولايات المتحدة ليست في وضع يمكنها فيه مناشدة بكين بشأن أي شيء في الوقت الحالي. قد يكون لدى الولايات المتحدة حضور دبلوماسي «قوي» في كلا البلدين، إلا أنها ما زالت غير قادرة على جعل مشاركتنا مرحبا بها أو بناءة بشكل أكبر.
هناك مقطع من الدبلوماسية الأمريكية لجورج كينان يبدو مناسبًا للاقتباس منه هنا:
لكن عندما يتعلق الأمر بقبول مسؤوليات جديدة، دعونا، كمحاولة أخيرة، أن نضع في اعتبارنا حدود قدراتنا الوطنية والسعر الذي يتعين علينا دفعه مقابل حرياتنا. دعونا نعترف أن هناك مشاكل في هذا العالم لن نتمكن من حلها، وأن هناك حفرا لن تكون مفيدة أو ذات جدوى بالنسبة لنا إذا وقعنا بها، ومعضلات في مناطق أخرى من العالم والتي يجب أن نجد حلا لها من دون المشاركة فيها.
يمكننا أن نتفق جميعًا على أن كينان كان مؤيدًا قويًا للمشاركة الدبلوماسية الأمريكية، لذلك عندما كان يخبرنا قبل أربعين عامًا تقريبًا أنه كانت هناك بعض الأشياء التي لم نتمكن من إصلاحها ويجب ألا نحاول إصلاحها، كان علينا الاستماع إليه.
لا تزال لدى الهند والصين حوافز قوية لعدم التصعيد على الرغم من اندلاع العنف المفاجئ والخسائر في الأرواح. من ناحية، حدث الاشتباك في منطقة نائية على ارتفاعات عالية بحيث يصعب عمليا تصعيد النزاع. يجب على الولايات المتحدة بالطبع التشجيع على إيجاد حل سلمي للمواجهة، ولكن يجب أن نأخذ نصيحة كينان ونتعلم بعضا من التواضع حيال حدود ما يمكن أن تفعله سياستنا الخارجية. يعد النزاع الحدودي بين الهند والصين مثالًا جيدًا على إحدى تلك المعضلات التي لا تستطيع الولايات المتحدة حلها.