عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Nov-2024

لا بلح غزة ولا عنب بيروت ولا ياسمين دمشق*د. جميل السبوبه

 الراي 

بالأمس ودرجة الحرارة كانت تلامس الصفر كان الخبر العاجل بأن البحر المالح ابتلع عشرة آلاف خيمة لأهل غزة.. وبدأ البث المباشر من شبان بوسائل بدائية بنقل الحدث.. نظرت لسقف بيتي والمدفأة بجانبي فحمدت الله.. وسألت الله ان يربط على قلوب من هاجمهم البحر بشراسة وانتزع منهم لحظات دفء مؤقتة على هدير طيران قذر..
 
وعلى المحطة ذاتها كانت ليله بيروتية قاسية على أهل بيروت بالتحديد فقد تجاوزت الهجمات المئة والثمانين هجمة صاروخية.. وتتالت انباء قصف حمص ومشارف دمشق..
 
بدأت اتأمل.. ما الذي حققته هذه الجماعات المتمترسة تحت فضاءات دول لها عواصم وحكومات ونشيد وطني وجيش وعلم.. دولة فلسطين ودولة سوريا ودولة لبنان.. باسم المقاومة وتحرير القدس واسترداد كل شبر من الأراضي العربية المحتلة.. على مدار ثلاثه عشر شهرا من كسر العظم في غزة.. بعدما غرر بقادة الفصائل التي تحكمها من قبل مقاول طريق القدس قدس الله سره.. فوقعت الواقعة وكانت بصمة عار على جبين العالم المتمدن بأن تركوا انسانيتهم تحت بسطار الجندي الاسرائيلي فنكلوا بكل قذارة بأهل غزة فقتلوا البشر وهدموا الحجر وقلعوا الشجر.. وأصبحت?غزة وفق تقارير أممية مكاناً غير صالح للحياة.. بعدما سويت بالأرض ولم يبقَ الا طوابير من الأطفال والنساء تصطف على لقمة غير مستساغة.. (طنجرة عدس) والساسة والعسكريون الثوار على تنوع مسمياتهم يقبعون تحت الأرض.. فكيف تدار معركة من تحت الارض ووقودها شعب اعزل فوق الأرض.. بيدت غزة وكان من ثمار هذه المقاومة بأن انتزعت أرواح خمسين ألفاً من الأطفال والنساء والشيوخ وأصحاب الاحتياجات الخاصة وأكثر من ثلاثة مائة ألف جريح ومعطوب ومعاق نفسيا.. وكل ذلك ومقاول طريق القدس ينادي بذات العقد وتنفيذه..
 
نفدت أدوات المقاومة ولم يعد إلا بقايا اسلحة هشة تناور من هنا وهناك ببروبجندا اعلامية قذرة لبعض ابواق الثورة العظمى من تحليل كاذب وغادر بانتصارات وهمية وان الثورة على مشارف القدس.. مجموعة من الأسرى أعطت العذر والحجة لإسرائيل ان تمارس ابشع صور القتل وتدمير كل شيء يخدم الإنسان.. حتى قادة هذه المنظمات تم تصفيتها بدم بارد.. ونجحت إسرائيل بابتزاز عواطف العالم.. وما زالت رغم كل ذلك طريق القدس لم تنجز الا بخطب الجمعة وصلاة الغائب وفتاوى الولي الفقيه..
 
آه يا غزة كم خضعت لحمتك لعمليات تجريف واستنزاف رحمك من أبناء السوء.. وما زال قادة او ما بقي من قادة هذه الفصائل في بيئتهم الحاضنة تحت الأرض. مع قطيع من خنازير العدو (الاسرى) وطريق القدس تاهت مساربه.. وهنا من حقنا ان نسأل ما الذي تحقق.. ما هو الانتصار الذي انجزته المقاولة والمقاول؟!.. أسئلة توجع القلب بعد مشاهدة ما بقي من غزة..
 
وفي لبنان نفس السيناريو عمدت إسرائيل إلى تطبيقه دمرت الجنوب اللبناني وقضت على مقدرات حزب الله واغتالت على رأي (النتن ياهو) محور المحور حسن نصرالله وقادة الصف الأول وارتفع عدد الشهداء إلى ما يقارب الخمسة آلاف وعشرات الآلاف من الجرحي وتدمير كل مقومات حزب الله.. وقطعت أوصال لبنان عن محيطه البري بأعنف هجوم على الطرقات والمعابر المؤدية لدمشق.. وتركت على عاتق الدولة اللبنانية التي تئن تحت وطأه الأزمات المالية والاقتصادية مسؤولية مليون مهجر من الجنوب نحو العاصمة بيروت وتركت دمارا يقدر وفق تقرير اولي لنقابة مهندسي?بيروت بعشرين مليار دولار وعلى مدار خمس سنوات لإنجاز بناء ما تم تدميره..
 
هذه ثمار اذرع إيران في المنطقة؛ الدمار والخراب وعقيدة هوجاء لا تؤمن الا بالتخريب لتحقيق مصالحها الذاتيه والقُطرية.. واخيرا ليتلطف سيد البيت الأبيض بالضغط على نتن ياهو بوقف اطلاق النار لمده 60 يوما باتفاق هش ينتهك سيادة لبنان ويترك حرية العدو بالتحرك جوا وبرا وبحرا عند الشعور بأي تحرك لحزب الله.. والقادم أسوأ على باريس وسويسرا الشرق بدق طبول الحرب الاهلية عند تطبيق القرار 1701 داخليا بين الطوائف اللبنانية بنزع سلاح حزب الله وعودته للحياة السياسية الطبيعية من دون سلاح بعد سنوات عجاف من القهر والاذلال للشعب ا?لبناني منذ عام 2006 بحجة المقاومة وسيطرته على مفاصل الدولة بالبسطار الإيراني والرشوة واعاثة الفساد بشعارات الولي الفقيه..
 
هذه هي مخرجات الحرب العبثية التي استجر إليها لبنان.. بحرب ليست حربه وليست له وهو غير راغب فيها.. وما هي النتائج.. انتصار الدمار والخراب والبؤس على قيم المحبة والتسامح والعطاء والفرح الذي يميز شعب لبنان الشقيق.. وكان الله بعونهم على قادم الأيام لتنظيف ما علق ببلدهم من أوساخ وثنية لعقيدة لا تشبههم ولا تمثلهم..
 
أما دمشق سوريا بلد المقاومة والممانعة.. فقد استبيحت بكل تفاصيل جسدها.. دمشق بردى هوت وتشتت وتنكر لها تاريخها جلق الشام ما عادت جلقا.. غزتها عصابات الزينبيين والكاظميين حتى بت وكأنك بأسواق النخاسة.. فضاعت رائحة الياسمين وهبت نسمات العطور المقدسة وبخور قم والباكستان والهند.. عادوا بها إلى ما وراء التاريخ حيث كانت أولى مدائنه.. وكل ذلك مقابل ان تبقى طائفة تدين بالولاء لإيران... سرد ما حدث بسوريا وما تعيشه سوريا من ويلات وفقر وجوع.. يحتاج لمجلدات.. ضحيتها شعب طيب وكريم في ظل طائفية لئيمة.. الآن والآن فقط أيقنت?وعن قناعة بأن هذه المليارات تكلفة دمار غزة ولبنان ودمشق واليمن والعراق.. لو أنفقت على أهلها لازدانت هذه الدول بألق فوق ألقها.. لكن من كانوا محل انتقاد من الدول التي ساندت غزة ولبنان ودمشق بحبة دواء وبخيمة وبلقمة طعام.. هم اشرف وانبل وأصدق من كل شعارات الثوار.. فهذه الدول وقفت انسانيا لا بالشعارات..
 
يا حسرتي على غزة.. يا حزني على لبنان.. يا وجعي على دمشق الياسمين والريحان.. دول حكمتها عصابات لا طالت بلح غزة ولا عنب لبنان ولم تحظَ بشمة من ياسمين الشام.. سلام على قادم الأيام.