عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2021

عشر سنوات.. على أم الثورات*دعاء العبادي

 الدستور

في الذكرى العاشرة لاندلاع  ما سميت بثورة الياسمين ورحيل الرئيس السابق زين العابدين بن علي يُحييها التونسيون بصمت  حيال  الصراعات المتواصلة على السلطة في الداخل التونسي و تراجع دولة القانون.
كما تشير  الأصابع تجاه ثورتهم بكثيرٍ من الاتهامات والانتقادات  لتسببها  في   الفوضى العارمة  والانهيار الاقتصادي للدول العربية التي حاولت تقليدها والسير على خطاها.
 قد تكون تونس الأفضل بين ما عُرف بدول الربيع العربي  لمحاولتها  مواصلة مسار الانتقال الديموقراطي، بينما دخلت بعض الدول الأخرى  في غياهب الجّب  وتطبيق شريعة الغاب فلا أمن ولا أمان ولا حتى عيشٌ كريم، وبعضها  أعادت الكرّة باختيار أنظمة دكتاتورية تحكم فيها السلطة بحدّ السيف.
استنفدت تونس  التي يعتمد اقتصادها على المانحين الدوليين الى أقصى حد  برنامجا للدعم أعطاها إياه صندوق النقد الدولي دون أن تتمكن من النهوض باقتصادها وإصلاح قطاعاتها الحيوية  هذا من الناحية الاقتصادية وإن ألقينا نظرةً على السياسة الداخلية فنرى  تناحرا وصراعات متواصلة على السلطة واتهاماتٍ متبادلة من الطبقة السياسية للبعض  بخدمة مصالحهم الخاصة وتجاهل شعار « تونس أولاً « لتكون في المرتبة الأخيرة بعد تحقيق مكاسبهم الشخصية الكاتب في جريدة الشروق التونسية.
  مسعود الكوكي  وصف  ذكرى الثورة التونسية بـ»عيد ميلاد أم المصائب» منتقداً «الذين مازالوا يعتقدون أنها ثورة ويتشدقون بنعمة مكاسبها على الدولة والشعب  وبأنهم هم أبطالها وأبناؤها وحرّاسها ويتزامن مع دخول الليالي السود الذي لا يساوي شيئا أمام سواد سنواتنا العشر  قتامة وظلاماً فعلى رأي  الكوكي لم يكن نظام بن علي جنة وكانت فيه الكثير من التجاوزات، في الحريات السياسية وفي قانون الأحزاب والجمعيات كما أخفق في الإصلاح التربوي والاقتصادي والاجتماعي... لكن نظام بن علي لم ينتبه لهذه الرسائل لكن المأساة الكبرى حدثت بعد سقوط النظام إذ تم التفريط في أحلام البسطاء الغاضبين واستولت حركة النهضة وحلفاؤها من الثورجية على الحكم بعد عشر سنوات لم يتحقق أي شيء أراده التونسيون .... وقد يفسّر هذا  حالة البرود العام التي أستقبلوا بها الذكرى العاشرة لما سمي بـ «الثورة» فلم يتحقق شيء واحد يذكر للتونسيين في أي مجال من المجالات، لذلك يمكن اعتبار يوم 14 يناير لقطاع واسع من التونسيين يوم حداد عام، فلا إنجازات تذكر سوى الكثير من الديون وانهيار الدينار والإرهاب وتفكك الدولة.
هنا عندما يتبدّل الربيع الى خريف ..
 عشر سنوات دخلت تونس فيه نفقا لا  يعرف  التونسيون متى سيبلغون منتهاه فلا هم قادرون على التقدّم للأمام ولا يملكون العودة إلى الخلف.