عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2020

التقدير أن اسرائيل اطلعت مسبقا على تصفية سليماني - ايتمار آيخنر

 

يديعوت أحرنوت
 
سليماني كان مسؤولا عن نظرية الاخطبوط التي أساسها احاطة اسرائيل بالاعداء من كل الاتجاهات – وهكذا الاغلاق عليها وتقييد مجال مناورتها.
مؤخرا فقط ادعى سليماني نفسه بان ايران احبطت محاولة اسرائيلية باغتياله. وفي شهر تشرين الاول (أكتوبر) الماضي نقل عن رئيس الموساد يوسي كوهين بمقابلة مع الصحيفة الاصولية “مشبحا” بان “مع كل الاحترام لتبجحاته فانه (سليماني) لم يرتكب بعد بالضرورة الخطأ الذي يدخله الى النادي المفتخر لقائمة المصفين المحتملين لدى الموساد. وهو يعرف جيدا بان تصفيته ليست أمرا متعذرا”.
التصفية، التي تأتي بعد الهجوم الاميركي ضد الميليشيات الشيعية في العراق، تشكل تغييرا في كل ما يتعلق بالسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. في اسرائيل لم يخفوا الانتقاد على غياب الرد الاميركي بعد اسقاط المسيرة الاميركية في الخليج الفارسي، الهجوم على ناقلات النفط والتهديدات الايرانية ضد واشنطن – والتي بقيت بلا رد بل وبتلميحات من جانب ترامب بانه معني بالمفاوضات مع ايران الامر الذي لم يحصل. بعد قتل المقاول الاميركي – بدأ التغيير في النهج الاميركي تجاه ايران. ولكن رغم التصفية – ليس واضحا هل يعد هذا تغييرا موضعيا أم استراتيجيا. في كل الاحوال، في اسرائيل لم يعترفوا بذلك بشكل رسمي، ولكن لاول مرة منذ عدة اشهر، الانطباع هو ان إسرائيل ليست وحدها في مواجهة العدو الايراني.
ينعقد غدا “الكابينت” السياسي الامني للبحث في آثار التصفية. في اسرائيل لم ينتظروا وقتا طويلا واعلنوا عن حالة تأهب عالية في كل الممثليات في العالم وفي المؤسسات اليهودية والاسرائيلية. فهم يخشون من أن تحاول قوة القدس الانتقام على تصفية سليماني بعمليات ضد اهداف اسرائيلية في الخارج، وفي ارجاء العالم اعلنوا حالة التأهب.
اسرائيل اغلب الظن وضعت في صورة تصفية سليماني مسبقا، قبل بضعة ايام من خروجها الى حيز التنفيذ. فقد قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمحافل سياسية ان الولايات المتحدة تخطط لخطوة ذات مغزى ضد ايران، بل والمح بذلك يوم الخميس الماضي قبل يوم من التصفية. وقبل اقلاعه لزيارة اثينا قال نتنياهو، دون ان يُسأل عن ذلك ابدا: “نحن نعرف ان منطقتنا تعوج وتموج، تحصل فيها امور جد جد دراماتيكية. نحن نتابع ذلك بيقظة ونبقي على اتصال متواصل مع صديقتنا الكبرى الولايات المتحدة. نحن نؤيد تأييدا كاملا كل خطوات الولايات المتحدة وحقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها”.
وكان نتنياهو ألمح في حديثه لمكالمة اجراها قبل يوم من ذلك مع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، كان تحدث معه أول من أمس ايضا. وهذه هي المرة الثالثة التي يتحدث فيها الرجلان في الاسبوع الاخير. في المكالمة تحدث بومبيو عن “اهمية صد النفوذ الايراني”. وشكر بومبيو نتنياهو على “تأييده لتصفية الارهاب” واوضح بان العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة لا تنكسر”.
ينبغي الافتراض بان الولايات المتحدة اطلعت اسرائيل على الامر كي لا تتفاجأ وكذا كي تستعد لامكانية انتقام ايراني يحتمل أن يوجه ضد اسرائيل ايضا. مؤشر على الاطلاق المسبق كان عودة مستشار الامن القومي مئير بن شباط الى اسرائيل منذ يوم الخميس ليلا. وقررت اسرائيل البقاء في ظل متشدد جدا في كل ما يتعلق بتصفية سليماني. ووجه نتنياهو الوزراء الا يتطرقوا للعملية الاميركية والا يجروا مقابلات صحفية في الموضوع. ولكن عضو الكابينت بتسلئيل سموترتيش تمكن من استباقه والتغريد: “الله يرحمه”.
وكان الموقف الرسمي من تصفية سليماني هو تعقيب نتنياهو بعد تقصيره زيارته الى اليونان وعودته الى البلاد في موعد قريب من دخول السبت إذ قال: “مثلما لاسرائيل حق الدفاع عن النفس، للولايات المتحدة يوجد ذات الحق بالضبط”، وذلك قبل أن يصعد الى الطائرة. “قاسم سليماني مسؤول عن موت مواطنين أمريكيين وأبرياء كثيرين آخرين، وقد نظم اعمال هجومية اخرى. الرئيس ترامب جدير بكل تقدير، نحن نقف تماما الى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل”.
وانضم رئيس أزرق أبيض، النائب بيني غانتس الى نتنياهو وهنأ الولايات المتحدة قائلا: “ان تصفية سليماني هي رسالة لكل رؤساء الارهاب العالمي – دمكم في رأسكم. أحيي رئيس الولايات المتحدة ترامب على قراره القيادي والشجاع. في أمن الدولة لا يوجد ائتلاف ومعارضة”.
وكانت عودة نتنياهو الى البلاد قد جاءت بهلع وضغط كبير، وكان تخوف شديد من أن تهبط الطائرة في مطار بن غوريون بعد دخول السبت. من تبقى في اليونان وقضى نهاية الاسبوع هناك كانت عقيلة رئيس الوزراء سارة والابن أفنر. قبل اقل من ساعة من دخول السبت هبطت طائرة رئيس الوزراء في اسرائيل، وفور ذلك تلقى نتنياهو آخر الانباء عن الوضع في المطار، قبل سفره الى بيته. قبل ذلك كان وزير الدفاع نفتالي بينيت أجرى تقويما للوضع في الكريا بمشاركة رئيس الاركان، رئيس الموساد، رئيس هيئة الامن القومي، رئيس شعبة الاستخبارات وضباط كبار آخرين.