عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jul-2019

مخرجون وأكاديمون وفنانون .. غياب التخطيط الاستراتيجي بالمجال الفني تسبب بعدم النهوض بالقطاع

 

عمان- الدستور - حسام عطية - اتفق مخرجون وأكاديمون وفنانون على ان غياب استراتيجيات التخطيط السليم في المجال الفني عبر السنين الماضية حتى يومنا هذا يعتبر من ابرز الاسباب التي ادت الى عدم النهوض بهذا المجال والعاملين فيه بالاضافة الى عدم قبول الرأي والرأي الأخر ورفضه، وقدم المحاضرون خلال الندوة التي اقامتها نقابة الفنانين الأردنيين وبجهود اللجنة الثقافية والاجتماعية في مسرح اسامة المشيني بجبل اللويبدة ، وادارتها عضو اللجنة الفنانة نادرة عمران والتي قالت نحن في حاجة ماسّة للوقوف على جوانب الخلل والإخفاق، ولا سيما أننا أصبحنا رهن تجارة في الفن، ويعاني الحقيقيون صراعاً للنجاة، وجاءت بعنوان «قيمة الفن ونقد الذات»، تفسيراً هاماً ودقيقاً لمفهوم النقد وطريقة طرحه بصورة بناءة ،مشيرين الى ابرز التحديات التي واجهتها الدراما الاردنية واسباب تراجعها عبر السنوات الماضية.
نعيشها مدا وجزرا
بدوره نوه المخرج صلاح أبو هنود بانه من الصعب التطرق لمثل هذا الموضوع لكوني اول شخص وقف على خشبه المسرح، وحياتنا نعيشها مدا وجزرا في الحركة الفنية ناهيك عن ظهور حركة الاسلام السياسي التي حاربت الفن، والفن حاليا بات لدى البعض غير مجد لكونه لا يؤمن لقمة العيش للعاملين فيه ناهيك عن سلب حرية المخرج وفرض بعض الاعمال عليه وقبولها مرغما حتى يتمكن من العيش، والدولة التي لا تقدر الفن لا تتقدم، فيما فن الدراما خلّاق يحمل سمات جميلة ويدعم قضايا المجتمع ويبحث عن حلها، فيما حقق الفن الاردني مسرحا واذاعة وتلفزيونا - خلال القرن المنصرم - إنجازات كبيرة في مختلف الميادين، فيكفي ان نشاهد مسلسلات أردنية على سبيل المثال على قناة «ام بي سي»، حتى ندرك أن عرض المسلسلات الأردنية على الفضائيات العربية أصبح استثماراً رابحا، فالفضائيات العربية لا تشتري الأعمال الأردنية لتدعم الدراما في بلدنا، بل لتستقطب عدد مشاهدين أكبر في زمن أصبحت المنافسة فيه حادة بين الفضائيات وهي مرشحة لمزيد من التنافس في المستقبل.
جوهر الوعي
بدوره أستاذ الفلسفة والرئيس الاسبق لرابطة الكتاب الاردنيين الدكتور احمد ماضي تحدث بالندوة عن ان النقد هو جوهر الوعي الانساني الذي يصل الى درجة العقل ورغم ذلك نجد ان النقد شبه غائب عن سلوك الفن لكونه يرفض نقد الاخر له، وهنالك انواع مختلفة من النقد منها النقد السياسي وغيره وهنالك دور للبيت والحارة والمدرسة لاكمال دور الوالدين عندما ينتقدون اطفالهم اثناء تربيتهم، فيما ليس صحيحا ان نقول هذا نقد بناء او هذا نقد هدام، علما ان اعلى دراجات النقد هو النقد الذاتي لكون ان الشخص لا ينقد غيره وانما نفسه لكشف عن اخطائه، والانسان شخص يسعى الى الوصول الى الكمال لحظة نقد نفسه.
كما هو حالنا
بدوره تحدث رئيس قسم الفنون المسرحية في الجامعة الأردنية د. عمر نقرش، عن التجربة الفنية بين جلد الذات و نقد الذات والتي  تنطلق هذه القراءة  النقدية التشخيصية استنادا الى بعض مقتضيات صناعة مسرح المستقبل، ومنها، المقتضى الفكري: والذي يتمثل في تحليل علمي للواقع المعاش و إدراكه كما هو فعلا، وليس كما نتوهمه. المقتضى النفسي: و يتمثل في تعزيز الثقة بالنفس والاستفادة منها في ثقافة التغيير؛ من خلال إدراك نقاط الضعف وكيفية تجاوزها. المقتضى العملي: ويتمثل في الإعداد والتدريب الفردي والجماعي، لتوفير مهارات ومعارف نوعية من خلال دورات تكوينية.
ونوه نقرش وعليه فانه ليس هناك من حركة فنية، يهرب صناعها من الاعتراف بأخطائهم كما هو حالنا! وليس هناك من ثقافة ابتكرت لها سبلا لتكريس الأخطاء وتبريرها كما هو حالنا اليوم ! وليس هناك من حركة فنية تحرّم النقد، وتستهجن أصحابه، وتلاحقهم وتحاكمهم وتهمشهم وتكفرهم  وتشوه سمعتهم، كالذي نجده في حركتنا الفنية بطولها وعرضها !.
من يقيم
اما الفنان رشيد ملحس قال بوضوح: «ما عُدت ثائراً، ولا مُشاكساً، ولا سائلاً» وأعتقد أنه ما عاد هناك أمل»!، «وتحدثنا كثيراً، كتبنا كثيراً، وشخّصنا كثيراً، وكان ذلك مستفزاً ومخيفاً، لمن؟.. لا أدري»، وتساءل بالندوة عن ماهي القيم التي توصلنا إليها لترسيخها في الحركة الفنية وهي حتى الان غير واضحة، ونقد الذات مسالة خطيرة وتحتاج الى ثورة اخلاقية حقيقية، فيما ان الفن كان يبدو انه يطعم خبزا في وقت من الاوقات لبعض العاملين فيه، وهنا تساءل آخر من يقيم هذا فن او غير فن هذه لوحة فنية جميلة او هذا عمل فني قوي او غير ذلك.
بدوره أكد نقيب الفنانين الاردنيين حسين الخطيب خلال الندوة ان «قيمة الفن ونقد الذات « ستكون بداية للمواظبة على استمرارية هذه الندوات القيمة التي تعد جزءًا هاماً من دور الفنان، مشيراً الى انه سيكون بالوقت القريب مجموعة من الندوات الثقافية المعنية بالدراما والسينما والموسيقى.