عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jun-2020

أنا.... وارمسترونغ - بسام ابو النصر
 
الدستور- في صيف عام 2006 وخلال دورة عسكرية في قاعدة مونتغمري بولاية الاباما في الولايات المتحدة الامريكية دار نقاش بين ضباط من مختلف الدول وتطرقنا في النقاش الى دور الولايات المتحدة في التقدم العلمي والتكنولوجي والتمازج مع الحضارات الاخرى وكانت لي مداخلة لأقدم نفسي وكنت الضابط العربي الوحيد في القاعة « على انني انتمي لحضارة عربية اسلامية ودور العرب المسلمين ابان العصور الوسطى في تقدم العالم الغربي، وذكرت فيما ذكرت ان رائد الفضاء الامريكي ارمسترونغ وبعد زيارة للقاهرة مدعوا من عالم الفضاء العربي فاروق الباز قد استمع لصوت الاذان وان هذا الصوت قد سمعه على القمر عام 1969 م اثناء عبوره بالمركبة ابوللو 11 وانه على اثر ذلك اعلن اسلامه، وقد ابدى الحاضرون اعجابهم بالقصة.
 ولكن هناك رائد امريكي يعمل في الكلية التي ندرس فيها لم ترق له القصة ولم يأخذ بها كما رويتها وقد بادرني بسؤال ماكر في تلك اللحظة لاخبرهم عن المصدر الذي استقيت منه تلك الحكاية الغريبة بنظره وتذكرت اني وجيل كامل من الشباب العرب قد استمع للرواية من كلام مجالس ودواوين وانتشر اسلام ارمسترونغ في كل الوطن العربي حتى ان اساتذة جامعات وكتاب قد تداولوها في محاضراتهم وبرامجهم ومقالاتهم ولم استطع ان اقدم توثيقا اكاديميا لصحة الرواية الا اني قد اكدت صحتها معتمدا على حجم انتشارها بين اقراننا في كل الاقطار العربية، وبعد انتهاء المحاضرة واثناء استراحتنا دعاني الرائد الامريكي بالطريقة العسكرية حيث كنت انذاك مقدما في سلاح الجو الملكي، وقال سيدي مستر ارمسترونغ على الهاتف ويريد التحدث اليك، وكان وقتها قد قام بالاتصال مع رائد الفضاء الامريكي الذي يعمل محاضرا في قسم الفلك والفضاء بجامعة سينسيناتي عبر الهاتف الارضي في احد مكاتب المعهد وذهبت وانا منذهل وكان الهاتف مفتوحا ورفعت الهاتف وقدمت التحية وعرفت بنفسي وطلب الي ان اعيد الحكاية التي اخبره بها الرائد فعدت لاروي ذات القصة على مسامعه، وبعد ان فرغت اخبرني ان هذه القصة مختلقة وانه قد سمع بها كثيرا وسالته بعض وسائل الاعلام الامريكية عنها وانه لا يعرف من اين تم اختلاق الحكاية فسالته: وهل فعلا اسلمت مستر ارمسترونغ فاجاب: مع احترامي لهذا الدين وكل مسلم الا انني لم ادخل في هذا الدين فشعرت عندها بالخجل وسالته وكيف يمكنني ان اتاكد ان الشخص الذي يحدثني هو نفس السيد نيل ارمسترونغ وقد شعر زميلي الامريكي عندها باني انال من صدقه فاخبرني ان هذا رقم هاتفي واستطيع التحقق من ادارة الجامعة وقدمت اعتذارا للسيد ارمسترونغ ولزميلي الضابط ولكل زملائي في الدورة.