عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2019

في يوم التطوع العالمي.. مبادرات إنسانية خيرية تدفع الأفراد لخدمة الآخرين

 

منى أبو حمور
 
عمان–الغد-  الدافع الإنساني والرغبة في خدمة الآخرين والمجتمع، يدفعان الكثير من الأفراد للانخراط بالأعمال التطوعية وتسخير جميع الطاقات والإمكانيات لخدمة الآخرين، ليكونوا بذلك جزءا فاعلا في مجتمعاتهم.
معاذ الريالات، أحد هؤلاء الطلبة الذين استثمروا أوقاتهم بتقديم أعمال تطوعية؛ إذ كانت الانطلاقة الأولى له ليصبح بعدها أحد المبادرين الشباب الذين يقومون بأعمال خيرية على مدار العام.
“مساعدة الآخرين تمنحني شعورا بالسعادة والراحة النفسية وأنني شخص فاعل ومنتج”، وفق الريالات الذي يشارك في فعاليات كان تقيمها بعض الجمعيات التطوعية للأيتام في توزيع الكسوة الشتوية وإفطارات برمضان وغيرها من الفعاليات الخيرية الإنسانية.
وهو ما أكدته المبادرة ليندا أبوالراغب التي دفعها حب العمل التطوعي للقيام بعدد من المبادرات لخدمة المجتمع المحلي ومساعدة الفقراء والمحتاجين. وبدأت عملها التطوعي منذ ستة أعوام من خلال مبادرة “متعاونين بالخير” التي تستهدف العائلات المستورة والفقيرة والمناطق الأقل حظا، ومبادرة “تراثي” التي تستهدف المناطق السياحية وتدعم المسار السياحي في مدينة السلط.
وتشير أبوالراغب، بدورها، إلى الأثر الكبير الذي أحدثه العمل التطوعي عليها وعلى عائلتها بشكل إيجابي؛ حيث أصبح جزءا من حياتهم، واصفة شعورها بالفخر والاعتزاز عندما تتواصل معها جهات مختلفة ترغب بتقديم خدمة أو التبرع أو حتى القيام بحفل تطوعي باعتبارها ممن تركوا بصمة في المجتمع. اللافت للنظر، بحسب أبو الراغب، هو الإقبال الكبير للشباب والفتيات من أعمار مختلفة للمشاركة في الأعمال التطوعية، الأمر الذي يدل على جوانب إنسانية وبذرة خيرة تربى عليها المواطن الأردني.
أكثر من ستة آلاف جمعية خيرية في الأردن تقدم خدمات مختلفة ومتنوعة بأعمال الخير، لإغاثة الفقراء والمحتاجين واللاجئين والمسنين، فضلا عن معالجة المرضى، في حين تقوم جمعيات تطوعية أخرى بتقديم الدعم اللازم للطلبة وبمجالات تعليمية في المناطق الأقل حظا.
الخبير الأسري مفيد سرحان يشير إلى الأثر الإيجابي الكبير للعمل التطوعي على المتطوع والأسرة والمجتمع، لافتا إلى دور الأسرة الأساسي في تربية الأبناء على الأعمال الخيرية، وبأن يكون الآباء والأمهات قدوة حسنة في عمل الخير حتى من خلال إشراكهم في بعض أعمال المنزل حسب قدراتهم، وحضورهم مع الكبار في الأنشطة التطوعية.
ويشدد سرحان على أهمية التطوع وعمل الخير وأجره عند الله تعالى، ودوره في مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم بل وإنقاذ حياتهم أحيانا، من خلال تنظيم حملات في منطقتهم لتفقد الفقراء ومساعدتهم وحمع التبرعات والمواد العينية لهم، إلى جانب حملات للنظافة في الأماكن العامة والعناية بالمساجد والمدارس والمرافق العامة.
وتقع مسؤولية المجتمع في إبراز المتطوعين وتكريمهم، ما يعطي حافزا للآخرين، بحسب سرحان.
ومن جهته، يؤكد التربوي عايش نوايسة، أهمية تطلع المجتمع والمدرسة والأسرة لبناء شخصية الطفل من جميع جوانبها، وتعليمه التفكير الايجابي لإحداث تغيير مرغوب فيه وفي سلوكه وطرق تفكيره، ولا يمكن أن يكون هذا التغيير متوازناً ومتكاملاً بدون أن يكون مرتكزاً على قيم خيّرة ينطلق منها، تسهم في تكوين شخصيته.
ويعد العمل التطوعي، وفق نوايسة، منظومة أخلاقية تُشجّع على المبادرة والقيام بأعمال الخير وإيصالها إلى الآخرين، وظاهرة اجتماعية حضارية تنعكس بشكل ايجابي على الأفراد بهدف مساعدة الآخرين على قضاء حوائجهم أو خدمة قضية معينة يؤمنون بها.
ويلقي العمل التطوعي بظلاله على رفعة المجتمع ورقيه، وتزداد أهميته بشكل متصاعد مع الأزمات المنتشرة في البلاد العربية ومع عجز الحكومات عن توفير غطاء الحاجات الضرورية للمحتاجين. ووفق نوايسة، يتيح العمل التطوعي الفرصة أمام المتطوعين لسد ثغرات النقص في مختلف جوانب الحياة وتقديم الخدمات بمختلف أشكالها من بذل المال والجهد والوقت رغبةً في رفعة المجتمع ومرضاةً الله.
كما وينعكس العمل التطوعي إيجابياً على شخصية الطفل، بحسب نوايسة، فهو وسيلة لكسب الكثير من المهارات التي يمكن الاستفادة منها في الحياة، وتشمل هذه المهارات: الثقة بالنفس، وتبادل الآراء، والشعور بالمسؤولية، والعمل الجماعي والابتكار.
يذكر أن يوم التطوع العالمي أو اليوم الدولي للمتطوعين هو احتفالية عالمية سنوية تحدث في 5 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ العام 1985، يحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، والهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم، إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
وينظم هذا الحدث من قبل المنظمات غير الحكومية بينها الصليب الأحمر، الكشافة وغيرهما، كما يحظى بمساندة ودعم من متطوعي الأمم المتحدة، وهو برنامج عالمي للسلام والتنمية ترعاه المنظمة الدولية.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 212/40 المؤرخ في 17 كانون الأول (ديسمبر) 1985، الحكومات، إلى الاحتفال سنويا، في 5 كانون الأول (ديسمبر)، باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحثتها على اتخاذ التدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية، وبذلك تحفز المزيد من الناس من جميع مسالك الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين في بلدانهم وفي الخارج على السواء.
ويتيح اليوم الدولي الفرصة للمنظمات التي تعنى بالعمل التطوعي والمتطوعين الأفراد لتعزيز مساهماتها في التنمية على المستويات المحلية والوطنية والدولية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويعمل برنامج متطوعو الأمم المتحدة عملا وثيقا مع الشركاء والحكومات لإنشاء برامج وطنية للمتطوعين وهياكل تعزز العمل في البلدان وتحافظ عليه، ويمكن من خلال خدمة التطوع على الإنترنت، عمل ما يلزم لتحقيق التنمية البشرية المستدامة ودعم أنشطة المنظمات التنموية عبر الإنترنت، ففي كل يوم، يتطوع آلاف الأفراد للمساهمة في السلام والتنمية والعمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.