عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Nov-2019

التواصل الاجتماعي والفضائيات.. متهمان بالتسبب في تمثيل المجرمين بجثث الضحايا

 

طلال غنيمات
 
عمان –الغد-  قبل أعوام أقدم شاب على قطع رأس والدته في منزلهما في منطقة طبربور ومن ثم مثل بجسدها بعد أن اقتلع عينيها. وآخر قتل زوجته وأبناءه، وأخيرا كانت جريمة جرش حيث أقدم رجل على اقتلاع عيني زوجته أمام أطفاله.
وتركت هذه الجرائم وقعا كبيرا في أذهان الأردنيين وكل من سمع عنها، فيما يردها خبراء إلى رغبة الجاني بالانتقام من الضحية، أو تأثره بمشاهد جرمية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الفضائيات، أو لأن معظم مرتكبي الجرائم “البشعة” غالبا ما يكونون تحت تأثير الكحول أو المخدرات.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي يقول إن من الأسباب التي تدفع الجاني إلى التمثيل في الجريمة التي يرتكبها “حب الانتقام الشديد من المجني عليه بسبب مواقف وأحداث من وجهة نظر الجاني”.
وأضاف أن من الأسباب أيضا أن “الجاني قد يكون تحت تأثير المخدرات أو الكحول وغير مدرك لطبيعة أفعاله، بمعنى أنه يكون في حالة انفصال بين الوعي والإدراك”، لافتا إلى احتمال أن “يكون الجاني تحت تأثير صدمة نفسية شديدة تدفعه إلى ارتكاب أفعال لا يدرك ماهيتها خصوصا عندما تكون الجريمة صادرة من شخص يفترض أن يكون مصدر أمان لأفراد الأسرة كالأب أو الأم أو الابن أو الأخ”.
وأشار الخزاعي إلى أن “السلوك الإنساني غير الواعي يمر بأربع مراحل الأولى وجود حالة غير طبيعية والثانية التمييز بين المنبهات، والثالثة الإدراك، ثم المرحلة الرابعة وهي اللاوعي”، داعيا إلى “دراسة سلوك الإنسان من خلال التوجيه والإرشاد وتعظيم العلاقات الإنسانية وإعادة المكانة للأب والأم والأسرة في المجتمع والتي شهدت تهميشا في السنوات الأخيرة”.
مصدر أمني متخصص في الجرائم، يشير إلى أن “سلبيات نشر وبث فيديوهات لمشاهد بشعة على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات في أعمال الدراما، في ظل تراجع المنظومة الاخلاقية والوازع الديني، هو ما يدفع مرتكب الجريمة لأن يوغل في جريمته خاصة في حال كان تحت تأثير المخدرات أو الكحول”.
وبحسب المصدر فإن جرائم القتل التي تتعرض جثث الضحايا فيها للتمثيل، كإحراقها أو تقطيعها بعد الإجهاز عليها من قبل الجاني، “تندرج معظمها تحت جرائم القتل العمد حيث تسيطر على الجاني نزعة الكراهية والانتقام من الضحية”.
أستاذ العلوم الاجتماعية وعلم الجريمة في جامعة مؤتة الدكتور حسين المحادين، يعتبر أن “هذه الجرائم تتخذ أشكالا ثأرية وقاتلة تصل إلى حالة غير مألوفة ولا يتوقعها العقل في التمثيل في الجثث”.
وأضاف المحادين “نحن ذوي الاختصاص لا نحصل على تغذية راجعة تبين لنا الأسباب والحقائق التي يتم التوصل إليها من التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، حيث أن سرية التحقيقات تحول بيننا وبين تحليل ما بعد الجريمة”، مشيرا إلى أطروحات دكتوراة ناقشت هذه الجرائم وأسبابها ودوافعها منها أطروحة الغموض المعرفي المصاحب لبعض الجرائم الموجهة للمرأة”.
وشدد على خطورة ما يشاهده الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي أو الفضائيات من جرائم أساسها “الرهاب الاجتماعي والشك والتوجس في علاقات الأزواج”، وهو ما يطرح سؤالا أخلاقيا هو “ما المسموح نشره من أخبار أو مشاهد حيث أن كثيرا منها تشكل صاعقة في عقل المتلقي خاصة الأطفال وتتنافى مع أخلاقيات النشر سواء على الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي”.