عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Sep-2019

هل ممارسة الرياضة تزيد الذكاء حقًا ؟

 

عمان  -الدستور ديمه الدقس - يتمتع الأفراد النشيطون بذاكرة أفضل وتركيز أعلى وذلك لأن التمارين الرياضية تساعد المخ على تحسين السلامة الهيكلية للمادة البيضاء؛ إذ قام علماء ألمان بدراسة اللياقة البدنية لأكثر من 1200 شخص بالغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، وبينت الدراسة أن أولئك الذين استطاعوا بذل مجهود أكبر كان لديهم سلامة هيكلية أفضل في المادة البيضاء؛ ما يشير إلى انتقال عصبي ممتاز، وسجلوا نقاطا أعلى في اختبارات الذاكرة والتركيز، وتشير الدراسة إلى أن التمرينات الرياضية تساعد في إبقاء المخ نشيطا.
وتبين أن التمرينات الرياضية تزيد من تدفق الدم والأكسجين إلى المخ؛ ما يساعد في الحفاظ على نشاط الدماغ، وقال البروفيسور بيتر فالكاي من مركز ميونخ لعلوم الأعصاب في تعليق، «هذه دراسة مهمة تُظهر وجود علاقة قوية بين الصحة البدنية والأداء المعرفي لدى مجموعة كبيرة من الشباب الأصحاء، لحدوث تغيرات في حالة المادة البيضاء في الدماغ تدعم فكرة أن الاتصال الكلي الأفضل يرتبط بتحسين أداء الدماغ»، ويشدد على أهمية النشاط البدني في جميع مراحل الحياة وكما تشير الأدلة الأولية الحديثة، يمكن للمرء أن يبدأ في تحسين الصحة البدنية في أي وقت.
 ومع ذلك، تحتاج هذه النتائج إلى دراسات طولية وترجمتها للاستخدام في الأمراض العقلية، كما أكد الباحثون أن العلاقة بين اللياقة البدنية و «فسيولوجيا الدماغ» قد حظيت بالكثير من الاهتمام في السنوات الأخيرة، وثبت أن البقاء نشيطًا يحمي من الخرف والضغط والاكتئاب، ومع ذلك، فما زال غير واضح سبب حدوث ذلك، وبين الباحثون أن الفهم المعمق يمكن أن يمكّن الأطباء من منع الاضطرابات العصبية والنفسية، وخضع المشاركون، الذين بلغ متوسط أعمارهم 28 عامًا، للتصوير بالرنين المغناطيسي للبحث العلمي.
وعادة عندما يتم التعامل مع التصوير بالرنين المغناطيسي، توجد قاعدة بيانات ضخمة تسمح بالقضاء على أي عوامل مضللة محتملة، وتعزيز التحليل إلى حد كبير، وقد تشمل هذه العوامل المضللة الوزن ومستويات السكر في الدم والعمر والتعليم، والتي يمكن أن تؤثر جميعًا على صحة الدماغ، كما طُلب من المتطوعين المشي قدر المستطاع في دقيقتين، مع تسجيل المسافة وحددت الاختبارات المعرفية ذكريات المشاركين ومهارات التفكير والتركيز، وتشير النتائج إلى أن المتطوعين ذوي أعلى نسبة نشاط بدني لديهم أصح أدمغة وأقوى المهارات المعرفية، وهذا يضع احتمال إمكانية أن تؤدي زيادة مستويات اللياقة البدنية إلى تحسين القدرة الإدراكية، مثل الذاكرة وحل المشكلات، وكذلك التغيرات الهيكلية المحسّنة في الدماغ.
وكان الأداء المعرفي الأسوأ للمتطوعين الأقل لياقة بدنية، على الرغم من أن الشباب ما زالوا يتمتعون بصحة جيدة، وقال الدكتور ريبل: ‹لقد فاجأنا أن نرى أنه حتى في حالة الشباب، يقل الأداء المعرفي مع انخفاض مستويات اللياقة البدنية، لقد عرفنا كيف قد يكون ذلك مهمًا لدى كبار السن الذين لا يتمتعون بالضرورة بصحة جيدة، ولكن رؤية هذا يحدث في سن 30 عامًا هو أمر مفاجئ، وهذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن المستوى الأساسي من اللياقة يبدو أنه عامل خطر يمكن الوقاية منه لصحة الدماغ».
ويأمل الباحثون يوما ما أن يكتشفوا ما إذا كانت بنية دماغ الشخص غير النشط تتغير عندما يصبح نشيطا، وقال الدكتور ريبل «هذا النوع من الدراسة يثير سؤالًا مهمًا، إذ نرى أن الأشخاص الميكانيكيين يتمتعون بصحة أفضل في المخ، لذلك يتعين علينا الآن أن نسأل ما إذا كان من شأن نشاط الناس فعليًا أن يحسن من صحة الدماغ. ترجمات Daily Mail