هآرتس
الاعلان عن التنافس في قائمة مشتركة تضم حزب العمل – غيشر وحزب ميرتس اثارت الغضب في اوساط اعضاء عرب في الحزبين، الذين اعتبروا ذلك “صفعة”. عضو الكنيست السابق عيساوي فريج (ميرتس) الذي سيكون في المكان 11 في القائمة الموحدة أظهر أول من أمس خيبة الأمل. “في شهر نيسان (أبريل) أنقذ المجتمع العربي ميرتس”، قال، “ضمن امور اخرى بسبب تمثيله المناسب في مقعدين في المرشحين الخمسة الاوائل، لكن الآن مع هذه الخطوة أنا أعتبر نفسي ناشطا ميدانيا أخذوا منه جرافة وأبقوه مع مجرفة”. في المقابل، لم يقوموا بإخفاء الرضى من هذه الخطوة، سواء في السياق السياسي أو من ناحية اصوات الناخبين العرب، التي يعتقدون في القائمة بأنها ستزداد الآن.
فريج هو عضو الكنيست العربي الذي سيوضع في أعلى الاماكن في القائمة. وحسب قوله فإن وضعه خارج العشرة الاوائل في القائمة هو “القول بصراحة لمصوتي ميرتس في المجتمع العربي نحن لا نريد هذه الشراكة”، وقال “هنا لا يوجد أمر شخصي، بل مقولة صريحة لكل موضوع الشراكة. لا يمكن التحدث عن شراكة وعن علاقة متساوية للوسط العربي دون الاهتمام بتمثيل مناسب وحقيقي في القائمة”.
واشار فريج الى أنه يتفق مع قرار ميرتس الديمقراطي بالارتباط بحزب العمل – غيشر، ولكنه يحتج على أن هوروفيتس قرر تحصين عضو الكنيست يئير غولان الذي وضع في المكان السابع في القائمة ودفع فريج الى خارج العشرة الاوائل فيها. “اذا كانت توجد اماكن مضمونة فما هي المشكلة في وضع مرشح عربي في مكان مضمون في العشرة الاوائل؟”، تساءل فريج وقال بأنه سيقترح على الحزب أن يضعه في المكان الثامن في القائمة وغولان في المكان 11، لكنه اعترف بأنه يعتقد أن احتمال تطبيق هذه الخطوة ضئيل.
عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة)، انتقدت وحدة اليسار وقالت: “أنا أهنئ ميرتس والعمل على الاتحاد الصهيوني. لأعضاء اليسار الذين يؤمنون بشراكة عربية – يهودية وبالسلام والعدل الاجتماعي – أهلا وسهلا بكم في القائمة المشتركة”.
السعادة في القائمة المشتركة والحداد السائد في اوساط نشطاء عرب في ميرتس، يحظيان بتأييد واقعي. عندما وضع مرشحين عربيين في الخمسة الاوائل في ميرتس في حملة الانتخابات في شهر نيسان (فريج وعلي صلالحة) حظي الحزب بدعم كبير في المجتمع العربي – 42 ألف صوت، بما في ذلك القرى الدرزية. هذا في الوقت الذي كانت فيه نسبة التصويت لحزب العمل أقل بكثير. يمكن عزو نسبة التصويت الكبيرة لميرتس في شهر نيسان (أبريل) للانقسام في القائمة المشتركة التي تنافست في الجولة الاولى في انتخابات 2019 بقائمتين منفصلتين هما راعم – بلد وحداش – تاعل. في المقابل، في انتخابات ايلول (سبتمبر) وبعد تشكيل المعسكر الديمقراطي وتوحيد الاحزاب العربية، تغير الاتجاه: نسبة التصويت للقائمة المشتركة زادت بشكل كبير، في حين أن نسبة التصويت للمعسكر الديمقراطي انخفضت.
حسب المعطيات الرسمية للجنة الانتخابات، في كفر قاسم، المدينة التي يسكن فيها فريج، حصل ميرتس في شهر نيسان على 38 % من الاصوات، في الوقت الذي حصلت فيه القائمتان العربيتان معا على 57 %. وفي الحملة الانتخابية في ايلول (سبتمبر) حصل المعسكر الديمقراطي على 26 % من الاصوات، والقائمة المشتركة حصلت على 67 %. في الطيبة حصلت راعم – بلد وحداش – تاعل معا على 90 % من الاصوات في شهر نيسان (ابريل)، وميرتس حصل على 7.5 %. في انتخابات ايلول ارتفعت نسبة التصويت للقائمة المشتركة الى 94 % والمعسكر الديمقراطي حصل على نسبة 2.4 % من الاصوات. في أم الفحم سجل معطى مشابه: في نيسان (ابريل) حصل الحزبان العربيان على 91 % من الاصوات وميرتس حثل على 5 %. وفي ايلول (سبتمبر) حصلت القائمة المشتركة على 96 % والمعسكر الديمقراطي انخفض الى 1.5 %. في القرى الثلاثة حصل حزب العمل على أقل من 1 % من اصوات الناخبين.
في شفا عمرو كانت نسبة التصويت للحزبين العربيين في نيسان 62 %، و9 % لميرتس. في شهر ايلول كانت نسبة التصويت للقائمة المشتركة 79 % من اصوات الناخبين، والمعسكر الديمقراطي 4 % فقط. وفي طمرة كانت نسبة التصويت للاحزاب العربية 78 % من الاصوات، وكانت نسبة التصويت لميرتس 6.2 %. وفي ايلول ارتفعت نسبة التصويت للقائمة المشتركة الى 95 %، في حين أن نسبة التصويت للمعسكر الديمقراطي انخفضت الى 1 % تقريبا.
ناشط مخضرم في ميرتس تحدث مع “هآرتس”، قال إن ابعاد المرشحين العرب عن القائمة يبعد المصوتين العرب، حيث يكون الملاذ بالنسبة لهم هو حزبين، القائمة المشتركة وازرق ابيض. “نحن نقدر بأن الكثيرين من مصوتي العمل وميرتس في اوساط العرب الذين لا يؤيدون القائمة المشتركة سيفضلون ازرق ابيض كحزب يريد تولي الحكم، وليس كحزب ضعيف يتبجح بأن يكون حزب يسار”، قال.
عضو الكنيست السابق طلب الصانع الذي اجرى محادثات مع فريج من اجل انضمام حزبه “مداع” لميرتس قال إن المحادثات مع شخصيات في المجتمع العربي جرت بصورة ساخرة. “اعتقد أن ذلك افلاس اخلاقي وايديولوجي للحزبين، لا سيما لميرتس”، قال، “كل مبدأ الشراكة بين اليهود والعرب تبخر أمام المصالح الضيقة لحماية اعضاء الكنيست في الحزبين”.