عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Dec-2019

رغبات وتحفظات لحلف دفاعي مع أميركا - عومر دوستري

 

معاريف
 
يثور هذه الايام نقاش عام في مسألة حلف دفاعي محتمل بين اسرائيل والولايات المتحدة. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يحاول أن يدفع بالفكرة الى الامام بل وتحدث عن ذلك مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو.
بينما اعرب رئيس الاركان افيف كوخافي ورئيس هيئة الامن القومي مئير بن شباط عن تأييدهما للخطوة، فإن رئيس الاركان الاسبق ورئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس عارض الفكرة، وسلسلة من المحاكم الامنية المتقاعدين اعربوا عن التحفظ.
لم تعرف بعد تفاصيل الاتفاق ولكن استنادا الى احلاف دفاع قائمة، مثل الناتو او منظمة ميثاق الامن المشترك، يمكن ان نستخلص بشكل عام ماذا يكون جوهره.
ان فضائل حلف الدفاع بين اسرائيل والولايات المتحدة واضحة: فهو سيشكل رسالة ردعية مدوية لخصوم اسرائيل؛ وسيوفر تفوقا استراتيجيا وعملياتيا هاما بسبب النوعية التكنولوجية، الاستخبارية، القوة البشرية والمقدرات لدى أذرع الأمن الاميركية. اضافة الى ذلك، ستتمتع اسرائيل بتفوق في مجال اللوجستي الذي يمنحها طول نفس والحفاظ على مستوى عال من القوة في اثناء الحروب في المستقبل. فتأخير المساعدة والتوريد للوسائل القتالية والذخائر، مثلما حصل في حرب يوم الغفران وفي حملة الجرف الصامد لا يفترض أن يحصل في اطار حلف الدفاع.
يحتمل تحسن ايضا في مستوى الرأي العام الاميركي تجاه اسرائيل. فمنذ اليوم تسمع في الولايات المتحدة الحجة التي تقول ان الاميركيين يعرضون للخطر أمن جنودهم من أجل اسرائيل. اما اذا دخل حلف الدفاع الى حيز التنفيذ، فان الانتقاد كفيل بأن يتقلص لان الولايات المتحدة لن تكون في هذه الحالة هي الوحيدة في المعادلة التي يتعرض فيها الجنود والمقدرات للخطر.
ولكن توجد ايضا نواقص في مثل هذا الاجراء، بينها امكانية تقييد الحرية العسكرية لاسرائيل. وذلك في ظل تحديد اخطار لمحافل بيروقراطية مختلفة في اذرع الامن الاميركية قبل عمليات معينة. ستعقد مثل هذه الخطوة بل وتمس بقدرة اسرائيل ومرونتها العملياتية للعمل ضد اعدائها، ولا سيما في كل ما يتعلق بإحباط الارهاب وبالضربة الوقائية.
اضافة الى ذلك، يحتمل أن تكون السياسة تجاه اسرائيل والمصالح القائمة اليوم في الادارة الاميركية الحالية ستتغير بحدة في ادارة اخرى. صحيح أن الرئيس ترامب يؤيد اسرائيل بشكل واضح ويرى بانسجام التحديات الامنية المهمة التي تقف امامها، ولا سيما في كل ما يتعلق بايران. ولكن يحتمل أن ينتخب في المستقبل رئيس أقل عطفا على اسرائيل ويعتقد ان التهديدات لا تبرر استخدام الحلف فيفسره بشكل مختلف.
ينبغي ان يضاف الى جملة النواقص مشاركة اسرائيل في عبء الحروب الاميركية مثلما في القتال في افغانستان، في العراق وفي جزء من دول افريقيا، او في اطار المشاركة في الائتلافات الدولية بقيادة اميركية للقتال ضد الارهاب العالمي. في وزن الفضائل والنواقص يخيل بان على الدولة أن تدفع الى الامام بحلف دفاع رسمي بينها وبين الولايات المتحدة، ولكن مع التحفظات والاصرار على المبادئ الحيوية من الامن القومي الاسرائيلي. هكذا مثلا يتعين على اسرائيل ان توقع فقط في ظل وجود آلية تسمح لها بحفظ حريتها في العمل في كل الساحات حيث ترى مناسبا العمل فيها. عليها أن تدخل الى الاتفاق معايير للتدخل والمشاركة في القتال الفاعل، يتقرر فيها ان الطرفين سيشاركان في عبء القتال فقط في حالة الحرب الشاملة، وليس في حالة العمليات العسكرية، فقط وحصريا ضد هجمات موجهة لاراضي الدولة. معيار مهم آخر هو استمرار سياسة الغموض الاسرائيلية في مجال النووي. وأخيرا مرغوب فيه ان يتم العمل في اطار الحلف على توفير موافقة اميركية لممارسة القتال الاقتصادي الذي يفرض على دول تعمل ضد دولة اسرائيل في الساحة الدبلوماسية.