عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Oct-2022

عشية “عيد الغفران” اليهودي.. الاحتلال يعسكر القدس

 الغد-نادية سعد الدين

عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي اجراءاتها العسكرية المُشددة في مدينة القدس المحتلة، لاسيما البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، عشية إحياء ما يسمى “عيد الغفران”، اليوم، لتأمين أكبر اقتحامات للمستوطنين المتطرفين لباحات المسجد، وسط دعوات فلسطينية بالاحتشاد الواسع لحماية “الأقصى” والدفاع عنه.
ونشر الاحتلال عناصره الكثيفة في أحياء القدس ومحيط “الأقصى” لتوفير الحماية الأمنية المشددة لاقتحام أكثر من 500 مستوطن للمسجد، أمس، من بينهم عضو “كنيست” إسرائيلي سابق، من جهة “باب المغاربة”، استعداداً لإحياء ما يسمى “عيد الغفران”، اليوم، على وقع تحذير فلسطيني من استباحة الأقصى وانتهاك حُرمته.
ونفذ مئات المقتحمين جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية في باحات المسجد الأقصى، واستمعوا إلى شروحات مُزيفة عن “الهيكل”، المزعوم، مثلما قام عشرات منهم بالنفخ “بالبوق” بين قبور المسلمين في مقبرة “باب الرحمة”، الملاصقة للسور الشرقي للمسجد، في انتهاك صريح ومخالف للشرائع الدينية والقوانين الدولية.
وقام المتطرفون بأداء صلوات جماعية، خاصة عند المنطقة الشرقية وعند باب السلسلة، في حين ضيقت شرطة الاحتلال على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، بسحب بطاقاتهم الشخصية وإخراج بعضهم قسراً من المسجد، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة.
وقد حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة دعوات المستوطنين المتطرفين لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه، اليوم، مؤكدة أن “المقدسات الاسلامية والمسيحية خط أحمر، ولن يتم القبول المساس بها اطلاقاً”.
فيما واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني بشن الاعتداءات والاقتحامات والمداهمات الواسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، مما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
وداهمت قوات الاحتلال عدة مناطق في نابلس، بالضفة الغربية، وأغلقت مداخلها ومنعت حركة الفلسطينيين منها وإليها، مثلما فرضت إجراءات عسكرية مشددة لليوم الثالث على التوالي، ووفرت الحماية الأمنية لقيام عشرات المستوطنين بأداء الصلوات الجماعية عند الحواجز العسكرية بالمدينة المُحتلة.
وكررت قوات الاحتلال نفس عدوانها في مدينتي الخليل ورام الله، أسوة بما فعلته في قرى ومخيمات وبلدات وأحياء مختلفة من مدن الضفة الغربية عند اقتحامها ومداهمة منازل الفلسطينيين فيها والاعتداء على سكانيها وتخريب محتوياتها.
وأطلق الاحتلال يد مستوطنيه الذين هاجموا، أمس، أحد مدارس مدينة نابلس بالحجارة، وتعرضوا لطلبتها بالاعتداء والضرب، وسط تصدي الفلسطينيين لعدوانهم، فيما أصيب عدد منهم بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال عند حاجز بيت فوريك، شرق نابلس.
وبحسب صحيفة “معاريف” ألإسرائيلية؛ فإن مدينتي حنين ونابلس، شمال الضفة الغربية، تشكلان موضع قلق كبير لدى المؤسسة ألأمنية والعسكرية الإسرائيلية، تحسباً من وقوع المزيد من العمليات الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية.
وأفادت نفس الصحيفة بأن جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية على يقظة عالية خلال فترة ما يسمى “الأعياد اليهودية”، في ظل تقديرات إسرائيلية بتزايد ما زعمته “بالهجمات” الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، ولكنها تجاهلت جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني والتي تشكل سبب الرد عليها بتصعيد المواجهة الفلسطينية للتصدي للعدوان الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن عدد عمليات إطلاق النار بلغ 24 عملية في شهر آب (أغسطس) الماضي، ارتفعت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 33 عملية، ووقعت معظم العمليات في جنين ونابلس، وغالبيتها ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
ووفقًا للصحيفة، فإن نابلس تشكل إزعاجاً للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية أكثر مما يحدث في جنين بسبب الاحتمال الكبير بإمكانية إلحاق الضرر بالإسرائيليين بفعل عمليات إطلاق النار والاحتكاك المباشر في مناطق المستوطنات والنقاط العسكرية الإسرائيلية.
وقالت “معاريف” إن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تستعد إلى أشهر أخرى من التوتر، وخاصة في فترة “الأعياد اليهودية”، وكذلك في ظل فترة قطف الزيتون التي تزداد فيها المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، مما قد يؤدي إلى تصعيد ميداني إسرائيلي إضافي.
من جانب آخر؛ دانت الرئاسة الفلسطينية اعتداءات المستوطنين المتواصلة على أبناء الشعب الفلسطيني بحماية قوات الاحتلال شمال الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما الاعتداءات على قرى حوارة، وبيتا، وصرة، في محافظة نابلس، والتي أسفرت عن إصابة العشرات، وترويع الأطفال وتخريب الممتلكات، وقطع الطرق.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن جيش الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين يشنون حرباً يومية شاملة على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، محملاً حكومة الاحتلال مسؤولية اعتداءات المستوطنين المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، والمقدسات، والتي تؤدي إلى مزيد من أجواء التوتر والتصعيد، وانفجار الأوضاع في حال استمرارها.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الاحتلال يستغل الصمت الدولي ليصعد من جرائمه وعدوانه ضد الشعب الفلسطيني، في محاولة لاستغلال الدم الفلسطيني في الانتخابات الإسرائيلية.
وقال إنه “إذا أرادت الحكومة الإسرائيلية وقف التصعيد الخطير الجاري حالياً في الاراضي الفلسطينية كافة، فعليها وقف جرائمها ووضع حد لاعتداءات المستوطنين”.