عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Mar-2019

الخرس الزوجي.. طاقة سلبیة تهدد الأسرة
الغد– ”الخرس الزوجي“ نھایة غیر رسمیة لعقد الزواج، وحالة قد تطرأ على علاقة الزوجین خلال أشھر زواجھما الأولى أو بعد مرور سنوات، لتطفئ حیاتھما بالتدریج تماما كالمرض  الخبیث الذي ینتشر بصمت في أعضاء الجسد حتى یفقدھا الحیاة.
فما أسباب ھذا النوع من الصمت السائد في كثیر من البیوت؟ وكیف یمكن للزوجین التنبھ لأعراضھ وسرعة معالجتھا قبل فوات الأوان؟، تقیر للجزیرة نت یقدم المعلومات التالیة.
یقول استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد بركات إن ”الخرس الزوجي“ یعد ثاني أخطر أنواع الانفصال بین الزوجین بعد الانفصال العاطفي، لافتا إلى أن الفرق بین النوعین یكمن في استمرار حدوث العلاقة الحمیمة بین الطرفین في ظل وجود الخرس الزوجي، بینما تتلاشى تماما في حال الانفصال العاطفي.
وأشار الدكتور بركات إلى أن الخرس الزوجي أقرب للانفصال النفسي الذي تقتصر فیھ العلاقة بین الزوجین على تلبیة الحاجات المادیة الملموسة مع طرح المشاعر والأحاسیس الإنسانیة جانبا.
وبالتالي یتواصل الطرفان فقط من أجل تناول الطعام أو شراء مستلزمات المنزل أو الحدیث عن الأحداث الجاریة أو أشخاص آخرین، دون الاقتراب من دائرة المشاعر المتبادلة بینھما. وفي ھذه الحالة، تكون العلاقة الحمیمة أشبھ بعملیة بیولوجیة بحتة تعتمد أساسا على إشباع الغریزة، وتبعد كل البعد عن مشاعر الحب والألفة والرحمة بین الطرفین.
أعراضھ
وحول الأعراض الأخرى للخرس الزوجي، أشار استشاري الطب النفسي إلى تحول الأنشطة الیومیة إلى أفعال روتینیة تخلو من الروح والبھجة والتجدید والمفاجآت، مع ملاحظة قلة الكلام بین الطرفین وتركزه على الأساسیات فقط دون التطرق لأیة تفاصیل.
ومن أخطر الأعراض التي تنذر بكارثة منتظرة ھي تصنّع اھتمام الطرفین ببعضھما البعض أمام الآخرین، بخلاف طبیعتھما وھم بمنأى عن الناس.
وحول السبب الرئیسي لمشكلة الصمت بین الزوجین، لفت أستاذ الطب النفسي الدكتور محمود
كامل إلى أن نقص خبرة الطرفین بالطبیعة المختلفة للرجل والمرأة، وبالطرق الصحیحة للتعامل
مع كل منھما، یؤدي إلى عدم القدرة على التواصل ومن ثم تفضیل البعد والانفصال.
ّ وشدد الدكتور كامل على أھمیة أن یبذل الشریكان من الجھد ما یمكنھما من فھم لغة جسد الطرف الآخر وترجمتھا بطریقة صحیحة، مع فھم طباع شریك الحیاة ودائرة اھتماماتھ والعوامل المساعدة على تحسین مزاجھ، بجانب الأمور التي تثیر غضبھ، وغیرھا من الأمور الأخرى.
ووفقا لبعض الدراسات، أكد أستاذ الطب النفسي أن الحالة الاقتصادیة والاجتماعیة لیست القاسم
المشترك في حالات الخرس الزوجي، بل إن الاضطرابات الأخلاقیة والجنسیة والنفسیة لدى أي من الشریكین أو كلیھما تعد الأسباب الرئیسیة، وھي أمور یمكن علاجھا بواسطة المتخصصی كالمشكلات الجنسیة والنفسیة، أو معرفتھا أثناء فترة الخطوبة كالسلوكیات غیر الأخلاقیة. عواقب وخیمة
من جانبھا أوضحت خبیرة العلاقات الزوجیة وفاء حسن أن استمرار تحمل الزوجین للضغوط الناتجة عن حالة الخرس الزوجي لفترات طویلة، یؤدي إلى ظھور أمراض عضویة للطرفین مثل الضغط، والسكر، وتھیج القولون العصبي، وزیادة الوزن، فضلا عن العصبیة، والتوتر، والقلق، والأرق.
من ناحیة أخرى، قد یلجأ أحد الزوجین أو كلاھما إلى الاستعانة بأشخاص جدد لمشاركتھما اھتماماتھما والاستماع لشكواھما، ومن ثم قد یفتح ذلك بابا نحو الخیانة الزوجیة.
وعلى صعید الأبناء، أشارت خبیرة العلاقات الزوجیة إلى أن الانفصال النفسي للزوجین داخل المنزل یفرغ شحنات سلبیة تؤثر على نفسیة الأبناء وتؤدي إلى خلل واضح في شخصیاتھم منذ الصغر، كما ینعكس ذلك على عدم تقدیرھم لوالدیھما فیما بعد.
في السیاق نفسھ، یؤدي غیاب المشاعر وعدم التعبیر عنھا بین الزوجین إلى وجود أجیال غیر أسویاء، وغیر قادرین على التعبیر عن مشاعرھم أو تكوین أسر متوزانة نفسیا في المستقبل.
وحذرت وفاء حسن من التھاون في ھذا الأمر، لأن استمرار الحیاة مع وجود أعباء نفسیة مستمرة وفجوة عاطفیة تتسع یوما بعد یوم، من شأنھ أن یقود أفراد الأسرة جمیعا إلى الجنون.
ونصحت بفتح مجال للحوار الصریح بین الزوجین والتعاون والاتفاق على وضع حلول عملیة للتغلب على تلك الأزمة، مع مراجعة كل طرف لواجباتھ تجاه الطرف الآخر قبل المطالبة بحقوقھ، وفي حال فشل الطرفین في ھذه المھمة، وجھت وفاء باستشارة المتخصصین.
وأخیرا، في حال استنفاد كافة الحلول والتأكد من استحالة استمرار الحیاة بین الطرفین، أكدت خبیرة العلاقات الزوجیة أن الطلاق الرسمي یكون الحل الأمثل والأكثر إیجابیة، بدلا من استمرار علاقات زوجیة مشوھة ومؤذیة للأسرة والمجتمع.