الدستور - تتأثر الحركات السياسية بمناخ الحقبة الزمنية التي تعيش فيه؛ فالقومية العربية وإن طرأ عليها بعض التحولات بسبب فعل ما كغيرها من الحركات؛ الا انها لا تزال مثال قوي للوطنية وحفظ الإرث أي قاعدة متينة أهَلتها لأن تكون الأكثر تأثرا وتأثيرا على التحول الديموقراطي في حقبة زمنية ليست بعيدة ولا قريبة من وقتنا الحاضر في التاريخ السياسي العربي، إذ كان التحول الديموقراطي في حينها ناجحا بل تم اعتباره حقبة جديدة في التاريخ العربي والعديد اوعز نجاحه ليس فقط للقوميين العرب بل للاستخدام الأمثل لأدوات أخرى.
وهنا استذكر مقالة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله في عام 2013 بعنوان التعددية والوحدة الوطنية: العمود الفقري لأمن الاردن، إذ يقول فيها «.. يقول البعض بأن العالم العربي لا تناسبه الديموقراطية وهذا يشكل انطباعا خاطئا اذ بنت الشعوب العربية من مختلف الخلفيات حضارة عريقة وفي الاْردن عملت العشائر ومختلف مكونات الشعب ببناء دوله تقوم على الاعتدال.. «
لا ندري ان كان الابتعاد عن الاعتدال في إدارة الشؤون سبب رئيسي آخر لما نشهده من احداث في أجزاء من الوطن العربي، ولكننا بالتأكيد نشهد حضورا خجولا لأهم حركة عرفها التاريخ او أكثر الحركات التي نحن بحاجة لها في وقتنا، وهم القوميون العرب، خاصة في ظل التطورات السياسية او كما اسماه البعض بإعادة التوزيع الديموغرافي في المنطقة في ظل نشوء قوى جديدة أكثر نفوذا ومنافسين جددا للولايات المتحدة وأكثر شعبية في منطقتنا، مما جعل اليقين بدخولنا مرحله او تشكيل حقبة في التاريخ السياسي الاردني بشكل خاص والعربي بشكل عام، لا شك ان القومية العربية تعرضت للعديد من التشوهات وخاصة بظل المال السياسي الا انها حافظت على مكانتها ليس فقط بين السياسيين، فنسبة البحث او اعداد الدراسات الأكاديمية او البحثية فيها اكثر من العديد من التيارات الاخرى وامتازت الكتابات فيها بإحياء للوطن وحفظ الكرامة وتسليط الضوء على الانكسارات كدروس مستفادة وليس فقط بإيقاظ الإحساس بالظلم كباقي التيارات.