عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jan-2019

من تحت السطح - جاكي خوجي
معاریف
الغد- في حماس انتظروا ھذه اللحظة بشوق. فالـ 15 ملیون دولار القطري كان یفترض أن ترسل من إسرائیل یوم الاربعاء، ولكن الجھاد الإسلامي قرر تشویش الخطط. فقبل أقل من یوم من التحویلة البنكیة التي اجرتھا إسرائیل، اطلق الجھاد النار على ضابط من الجیش الإسرائیلي.
ولشدة الحظ، أوقفت الخوذة الرصاصة.
وبالفعل، ھذه ھي غزة: لما كان الجھاد لم یوعد حتى ولا بدولار واحد من الملایین، فقد قرروا تفجیر الصفقة. مثلما في الخاوة. لو قتل الضابط الإسرائیلي لكان الجیش الإسرائیلي خرج إلى حملة، وفي الجھاد ما كانوا لیذرفون دمعة بل العكس كانوا سیتباھون بالدرس الذي لقنوه لحماس، بل وبالخسارة التي الحقوھا بالإسرائیلیین. العلاقات بین ھذین الطرفین تشبھ سیاسة لجنة العمارة. في یوم ما تكون أنت في تحالف مع جارك، وفي الغداة تتنازع معھ. ھذا الاسبوع عربدوا في حماس على شقیقھم الصغیر، وفي الغداة خرجوا معھ إلى المعركة.
كل نھایة اسبوع ورزمتھا. ھذا الصباح مشحون على نحو خاص. فقد قال اللواء احتیاط ایتان دانغوت، المنسق السابق لاعمال الحكومة في المناطق، ان یحیى السنوار یمكنھ أن یھز الساحة الإسرائیلیة حتى أكثر من قاسم سلیماني. فضد الضابط الإیراني توجد لإسرائیل حلول عسكریة كثیرة. اما حماس، بالوسائل الأكثر تخلفا، فقد نجحت في اقلاقنا على مدى نصف سنة على التوالي، ولم تھدأ الا بعد أن تلقت المال. بالنسبة لھم، فإن الانتزاع من إسرائیل للتنازلات ھو انجاز بحد ذاتھ. فحتى وقت قصیر مضى كانت إسرائیل ترى تقریبا في كل شیكل یدخل إلى ھناك ”اموال إرھاب“. غیر أن الإنجاز الأكبر لیس المال.
قبل أسبوعین كتبت ھنا عن ”الكابینیت الإسرائیلي“ في حركة حماس. بضع شخصیات أساسیة في القیادة، یتكلمون العبریة ویتابعون بلغتنا. صالح العاروري، الشخصیة رقم اثنین في قیادة الحركة؛ حسام بدران، منسق الشؤون الخارجیة الذي یعمل من قطر؛ رئیس جھازا الامن الوقائي، توفیق ابو نعیم، والسنوار نفسھ.
ھذه العصبة وشركاؤھا حللوا دي ان ایھ نتنیاھو ومساعدیھ. فھم یعرفون این وكیف یضغطون، ومتى یخففون. من یتابع في الاسابیع الاخیرة تصریحات رئیس الوزراء والوزراء المقربین لھ، یوآف غالانت، یاریف لفین، تساحي ھنغبي، سمع بین السطور نبرات مفاجئة. ھذه لیست نھایة العالم، صدحت كلماتھم، اذا ما ادخل المال إلى القطاع. وأنا اضیف: استعدوا لما سیأتي.
مساء غد ستبث قناة المیدان مقابلة مع زعیم حزب الله حسن نصر الله. وستكون ھذه ھي المرة
الأولى التي سیظھر فیھا علنا منذ أن أعلنت إسرائیل عن حملة تدمیر الانفاق. نصر الله یكثر من الظھور، ولھذا فإن صمتھ في الفترة الاخیرة أثار بعض الاستغراب. فقد سارع كارھوه في لبنان وخارجھ إلى استغلال ذلك لأغراضھم، ونسبوا لھ امراضا على انواعھا وغیرھا. وصحیح حتى الان فإن صحتھ مستقرة.
مع صمت الزعیم، لیس لدینا، نحن الصحفیین، الادوات للتعامل. ولكن المنشورات عن وضعھ الصحي ھي في مسؤولیتنا. وفي ھذا الشأن أخطأ الكثیرون في وسائل الاعلام في إسرائیل ممن تبنوا دون نقد وتردد ادعاءات المدون اللبناني جیري ماھر، الذین نسج حبكة كاملة عن وضع نصر الله. حبكة صلتھا بالواقع مشكوك فیھا. لیس صعبا الامتناع عن السقوط في ھذا الفخ.
ینبغي تبني القاعدة الأولى التي تقول انھ عندما یكون المصدر ھو كاره الموضوع، فستكون لدینا معلومة مشبوه فیھا.