الدستور
نجح الحزب المدني الديمقراطي ورئيسه جمال جمو وأمينه العام عدنان السواعيد في دعوة الأحزاب اليسارية والقومية: «لملتقى الحوار لوحدة التيار الديمقراطي» يوم السبت 9 آب أغسطس 2025، واستجابوا وحضروا مع عدد من الشخصيات المستقلة ذات الحضور السياسي والنقابي، مما يدلل على أهمية الدعوة ورفعتها وضرورة تحقيقها لأسباب موضوعية تستوجب اللقاء لمواجهة التحديات القائمة أردنياً وعربياً، ولأسباب ذاتية دللت نتائج انتخابات النواب في أيلول 2024، ضعف هذه الأحزاب وأنانيتها وفشلها في تحقيق نجاحات الفوز رغم ما حصلت عليه من أصوات انتخابية لم تتجسد في الوصول إلى مجلس النواب، ولو تمكنت من الائتلاف والتحالف، اعتماداً على ما حصلت عليه من أصوات، لفازت بثمانية مقاعد وأكثر.
دوافع إيجابية فيها التقاط للضرورة، من قبل قيادة الحزب المدني الديمقراطي، فرضت الاستجابة أو الخجل من الآخرين كي يكونوا شركاء في متعة توصل الرسالة أن هذا هو قرارهم في شراكة البحث عن صيغة الشراكة مهما كانت: اندماجية من قبل البعض، أو الائتلاف من قبل البعض الآخر، باستثناء من هم وقعوا في مواصلة الانكفاء والعزلة والإغراق في الذاتية «الثورجية» الضيقة المعروفة عنهم، وهي حالة مرضية مكشوفة، مع أن سلوكهم الانتهازي يدلل على استعدادهم للتحالف مع «المؤمنين» أو مع «الشياطين» بهدف الوصول إلى أي موقع نقابي.
نتباهى كأردنيين، وفلسطينيين، بمشاركة قادة العشائر في مواجهة الاستعمار والاستيطان والمشروع الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين، وتقديم الشهداء من مبادرات المدنيين والجيش العربي دفاعاً عن فلسطين وحماية للأردن، وانتخابات ابن الكرك المسيحي الشيوعي يعقوب زيادين وفوزه بمقعد القدس في مجلس النواب، والقائد «نايف حواتمة» أطال الله في عمره، ما زال حياً معطاء مع العشرات من القيادات المماثلة التي رحلت وهي في أوج تفاعلها وقيادتها في صفوف الثورة الفلسطينية.
مع حالة الوضع الاقتصادي الاجتماعي الصعب الذي يجتاح بلدنا، يحتاج لأوسع تفكير وشراكة في وضع الحلول العملية لإخراج بلدنا من أزمة الحاجة والمديونية.
التفاوت والتعارض بين تياري السياسة: 1- أحزاب وتوجهات المحافظة الوسطية التقليدية في مواجهة 2- تيار الإسلام السياسي وانكفاء عن الواقعية ودعم مؤسسات الدولة إلى اختيار طريق المعارضة، يستوجب من قبل أحزاب وشخصيات التيار اليساري القومي ليكونوا في صلب المشهد السياسي كشركاء لهم من القوة والتأثير والحضور والوعي ليكونوا في الموقع الذي يستحقون، وفي الموقع الذي يؤهلهم المشاركة والمساهمة في معالجة المشاكل الاقتصادية وإيجاد الحلول الوطنية الواقعية لها.
نجاح قيادات ميدانية في البلدات محمد عبدالحميد المعايطة في الكرك، وعماد المومني في الزرقاء، وسابقاً عطا الله الحسبان في المفرق، يدلل على توفر قيادات ميدانية يسارية قومية، وانحياز شعبنا لها واحترامه لها، وانحسار دورها أمام تياري المحافظة والإسلام السياسي يعود لهزيمة الأنظمة اليسارية والقومية في الحرب الباردة ونتائجها:
1 - هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي عام 1990.
2 - وهزيمة العراق وسوريا وجنوب اليمن وليبيا على تأثرها.
دعوة الحزب المدني الديمقراطي لوحدة التيار الديمقراطي ليست بديلة عن دعوات مماثلة من قبل الأحزاب اليسارية والقومية واجتماعاتهم المتكررة في مكتب الكاتب الصحفي حمادة فراعنة، بل هي إضافة نوعية، ونقلة علنية مطلوبة، والتجاوب معها دلالة على صواب الفكرة والتوجه.
نعيش في محيط ملتهب، يدفع شعبنا العربي الفلسطيني ثمنه باهظاً بعد مبادرة 7 أكتوبر الكفاحية، وشعبنا في لبنان يعيش حالة من التعارض بين خيارات التمسك بمقاومة الاحتلال، والاستجابة لدعوات تسليم السلاح، وشعبنا في سوريا يتم تمزيقه جهوياً وطائفياً مع تمدد قوات الاحتلال وثلاثتهم فلسطين ولبنان وسوريا في حالة «استباحة» من قبل المستعمرة الإسرائيلية، ويبقى الأردن صامداً معافى مطلوب منا جميعاً أن نعمل من أجل «أمنه واستقراره وتقدمه وديمقراطيته وتعدديته»، وفق شعار المستقلين، ولا بد أن ينصر التيار اليساري القومي ويتقدم خطوة إلى الأمام من أجل حماية بلدنا وشعبنا ونظامنا السياسي وتقويته.