عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jun-2019

حرائق المقاومة.. - رشيد حسن

 

الدستور - في الاخبار.. ثماني عائلات اسرائيلية غادرت غلاف مستعمرات قطاع غزة المحتل، خوفا من الحرائق التي تلتهم المزروعات، وباتت تشكل خطرا عليهم، وتشي بأن صيفا حارا، ملتهبا ينتظر هؤلاء الرعاع الفاشيين.
مغادرة هؤلاء الرعاع خبر مفرح حقا، لا بل ومفرح جدا، فللمرة الاولى يقررهؤلاء القتلة الهروب من المستعمرات، والهروب من الارض المحتلة الى اوكارهم في «تل ابيب» خوفا من المقاومة، وخوفا من حرائقها التي باتت تأكل أكبادهم، وهذا في حد ذاته يجيب على عدد من الاسئلة والتساؤلات التي ارتسمت ممهورة بالدم الطاهر في أفق غزة- المقاومة، غزة-العزة، التي لم تنحن ابدا للعدو رغم الجوع والحصار والمرض، وأصرت ان تقاوم، وتقاوم.
هروب المستوطنين، هو النتيجة الاهم،والاكثر أهمية والمؤشر الى ان مسيرات العودة أتت اكلها، بعد ان استطاع شعبنا المقاوم ان يجترح اساليب جديدة لمقاومة العدو ابرزها: البالونات الحرارية والطائرات الورقية المحترقة، والتي استطاعت ان تنشر الرعب في اوصال المستوطنين اينما حلوا، بعد أن عجزت طائرات «اف 16 « من التصدي لهذه البالونات، ومن الحد من الحرائق التي اتت على مئات الالاف من الدونمات المزروعة، فحرقت قلوب رعاع المستوطنين، بعد ان حرقت مزروعاتهم.
هذه الحرائق لم تقف عند حرق المحاصيل الزراعية، بل اقتحمت المستعمرات، ودخلت اوكار المستوطنين، وارعبت شذاذ الافاق بعد أن وجدوا انفسهم غير امنين، وبعد أن وجدوا ان اطفالهم في جامعاتهم ومدارسهم ورياضهم يرتعدون خوفا وهلعا، فقرروا الرحيل الى اوكار بعيدة،على أمل ان يجدوا الامن والامان الذي افتقدوه في مستعمرات غلاف غزة، محملين الارهابي « نتنياهو» مسؤولية عدم توفير الامن والامان لهم ولاطفالهم.
لقد فات هؤلاء الرعاع الفاشيون أن اصحاب الارض الحقيقيين لن يناموا، وسيبقون يدقون جدران الخزان، مذكرين هؤلاء الاغراب، بان هذه الارض من البحر الى النهر ليست لهم، وعليهم العودة من حيث اتوا، ومن حيث اتى اباؤهم واجدادهم.
النتائج المرعبة لحرائق المسيرات الشعبية المباركة هي وراء هرولة الارهابي «نتنياهو» الى مصر وطلب التهدئة، والتي كان اول شروطها وقف ارسال البالونات والطائرات المحترقة مقابل تسهيل وصول دفعات مالية الى القطاع، وفتع معبر «ابو سالم» وتوسيع حدود المياه لصيادي غزة.
هذه التي يسميها البعض «تنازلات» اسرائيلية هي غير مقنعة، ولا تجيب على السؤال الاهم، الذي فجر مسيرات العودة ومضى عليه اليوم «12» عاما بالتمام والكمال، الا وهو رفع الحصار فورا، وفتح كل المعابر، والاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينين، الى مدنهم وقراهم التي طردتهم منها العصابات الصهيوية بالقوة وبالمجازر والمذابح والمحارق.
باختصار..
 لقد نكث العدو بشروط التهدئة، وثبت بان وقف ارسال الطائرات المحترقة لم يؤد الى رفع الحصار، لم يؤد الى فتح المعابر، ما يفرض على القيادة الجماعية لمسيرات العودة، محاسبة العدو، وعدم الاطمئنان الى اكاذيبه، والمباشرة فورا بتصعيد فعاليات المقاومة، وبخاصة ارسال الطائرات الورقية والبالونات المحترقة، والاطارات المشتعلة، والدوريات الليلية، حتى يوافق الارهابي»نتنياهو» على رفع الحصار صاغرا.. بدون لف او دوران.
المجد لشعب الجبارين الذي يثبت كل يوم انه يستحق الحياة..
والموت لشذاذ الافاق..