عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jun-2019

لیبرمان هنا وهناك - بقلم: سیفر بلوتسكر
یدیعوت أحرونوت
یستحق جائزة من یفھم إلى أین كان یسعى النائب افیغدور لیبرمان في الأشھر التي انقضت منذ
الانتخابات الأخیرة. فالتناقضات في أقوالھ، تصریحاتھ وتوقعاتھ لا تسمح بحل لغز نوایاه. فھو ضد
ولكنھ في الواقع مع، وكذا العكس. المھم ان یكون في الأخبار، ان تجرى اللقاءات معھ كل بضع
ساعات وان یكون حاضرا، ولا یھم على ماذا ولماذا.
في الماضي أعلن لیبرمان بانھ اشفي من الفتیل القصیر الذي میز روحھ السیاسیة العاصفة. ولكن
یتبین أنھ استبدل الفتیل الصغیر بفتیل ملتو. الجھد لمتابعتھ یؤدي إلى الدوار.
نذكر ان لیبرمان بدأ طریقھ خارج اللیكود في 1999 كمؤسس لحزب مناھض لشاس ”اسرائیل بیتنا“ ولكنھ لم ینقض وقت طویل حتى وجد لغة مشتركة مع وزراء شاس في الحكومات التي جاءت ورحلت. وضع نفسھ وحزبھ في الطرف الكفاحي للیمین السیاسي والاقتصادي بل ودمجھ مع كتلة أرض إسرائیل الكاملة الاتحاد الوطني، ولكن في 2006 دخل إلى الحكومة برئاسة ایھود اولمرت وبمشاركة العمل. وبكونھ وزیر خارجیة حكومة نتنیاھو في 2009 سار في التلم وامتنع عن ان یستخلص من مواقفھ الوطنیة المبدئیة أي استنتاجات عملیة. ولاعتبارات شخصیة لرئیس حزب إسرائیل بیتنا لم ینضم الحزب إلى ائتلاف نتنیاھو في 2015 ولكنھ انضم إلیھ في أیار 2016 ،حین عین لیبرمان وزیرا للدفاع. ومع مرور سنتین عاد واستقال من منصبھ.
في كل تلك السنین لم یتوقف لیبرمان عن مھاجمة الجمھور العربي في إسرائیل بشكل عام والنواب
العرب بشكل خاص. في إحدى حملات الانتخابات طرح حزبھ الفكرة الشوھاء لإعلان ولاء خاص
لابناء الاقلیة العربیة كشرط لتلقي المواطنة الإسرائیلیة. في حملة اخرى رفع علم تبادل المناطق مع
سكانھا. وإلى الذروة وصلت خیالاتھ ذات نزعة القوة حین ھدد بالوعد بتصفیة قادة حماس في غزة.
ولحظھ ولحظ اسرائیل لم یأخذ أحد على محمل الجد اعلاناتھ الصاخبة.
في سلوكھ السیاسي المتطرف فوت لیبرمان امكانیة أن یجعل اسرائیل بیتنا قوة سیاسیة حقیقیة. في انتخابات 2019 في موعدھا الأول، بعد 21 سنة من اقامة الحزب، فانھ وان اجتاز نسبة الحسم الا
انھ عاد لیكون حزبا ھامشیا صغیرا. ورغم ذلك، وفي ظل تبنیھ لفكرة الفیلم السینمائي ”الفأر الذي
زأر“، یصر لیبرمان منذ تلك الانتخابات على أن یلعب دور الزعیم القوي للقوة العظمى السیاسیة.
وفي الاسابیع الاخیرة توج نفسھ (خیال آخر) كمتوج الملوك وقائد ”كتلة یمینیة لیبرالیة“ (منذ متى
كان لیبرالیا؟)، مصیر الدولة في یده وبوسعھ اجبار الاحزاب الكبرى على اطاعة تعلیماتھ. وفقا لكلمتھ تتحقق الأمور.
لو لم یكن ھذا سخیفا ومغیظا جدا، لكان مضحكا: النائب لیبرمان لیس زعیم قوة عظمى ولیس وفقا
لكلمتھ تتحقق أي أمور. فحتى الفأر الذي زأر یبقى فأرا.