عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2024

وسط تهديدات إيران بالهجوم على الكيان الصهيوني.. ما هو حجم الرد وماذا سيحقق؟

 الغد-زايد الدخيل

 وسط تحذيرات من حرب مدمرة، وتمسك مسؤولين وقادة عسكريين في إيران بخيارات الرد على قصف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، بما يتخطى إستراتيجية الصبر الإستراتيجي، يرى مراقبون أن التحذيرات ترفع من مخاطر توسع نطاق الحرب على قطاع غزة إقليميا، بخاصة في المنطقة العربية.
 
 
ويقول هولاء إن خيارات الرد الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، تنقسم  إلى عدة مسارات، أحدها: تجنب الرد مباشرة، وتوكيل تلك المهمة لحلفاء طهران في المنطقة، على أن يطال الرد كيان الاحتلال فقط، أو القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة أيضا، او استهداف مصالح الاحتلال في الخارج، عن طريق تفجير سفارة له في إحدى الدول.
 
الرئيس الأميركي جو بايدن، توقع في تصريحات صحفية له أول من أمس، أن تحاول طهران توجيه ضربة إلى الاحتلال في المدى القريب، ردا على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، وحض الجمهورية الإسلامية على عدم مهاجمة الاحتلال. 
وقال بايدن، إنه يتوقع أن تهاجم إيران كيان الاحتلال "عاجلا وليس آجلا"، وحذرها من المضي قدما في ذلك، وعندما سأله صحفيون عن رسالته إلى إيران، قال موجها كلامه إلى الإيرانيين "لا تفعلوا"، مؤكدا التزام واشنطن بالدفاع عن الاحتلال.
ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة اليرموك د. محمد خير الجروان، إن الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية لمصالحها العسكرية في سورية "مبنى القنصلية" قد بدأ بالفعل مع الساعات الأولى التي أعقبت التفجير عبر تهديدات من أعلى مستويات صنع القرار الإيرانية، وفي سياق حرب نفسية نجحت ضمنيا بنشر القلق والتوتر والصورة الضبابية لمدى وحجم الرد الذي ستنفذه ايران في الساعات أو الأيام المقبلة، ليس فقط في كيان الاحتلال، بل وفي المنطقة والعالم.
وأضاف الجروان، ويظهر هذا عبر العديد من المؤشرات في التصريحات المضادة والإجراءات العسكرية من حكومتي أميركا والاحتلال، ودعوات ضبط النفس وخفض التصعيد من مختلف القوى الدولية الأخرى، فضلا عن انعكاسات ذلك على الاقتصاد العالمي خاصة الأسهم والبورصات وأسواق الطاقة مدفوعة بارتفاع أسعار النفط. 
وأضاف، وبالتالي يتجاوز تحليل خيارات إيران في ردها على هجمات الاحتلال نطاق الدولتين والمنطقة إلى مستوى عالمي، تتزايد فيه الضغوط على الطرفين، لمحاولة تجنب حرب مباشرة تشتعل معها الجبهات كافة في المنطقة، فضلا عن الضغوط الداخلية التي تتعرض لها حكومتا إيران والاحتلال.
وأشار إلى أن القيادات الإيرانية، أمام خيارات الرد المتاحة عبر الضربات المباشرة أو عبر وكلائها، بخاصة حزب الله في لبنان، إذ تسعى للموازنة بين الضغوط والمطالبات الداخلية برد عسكري سريع ومباشر، وتهديدات الاحتلال وأميركا، إذا ما تطلب ردها تحركات وضربات عسكرية مقابلة، وبالتالي وقوع حرب مباشرة، قد تكلف إيران مكتسبات نفوذها طوال العقدين الماضيين. 
ويرجح الجروان، لجوء إيران إلى إستراتيجية الضربات المحدودة على غرار ما حدث في العراق بعد اغتيال قاسم سليماني، بما يحفظ لها ماء الوجه، ويعزز من قوة ردعها أمام حلفائها وأعدائها على حد سواء. لكن الإشكالية الحقيقية التي تواجه القيادات الإيرانية أمام هذا الخيار، هي اختلاف البيئة الإقليمية والظروف الأمنية في الوقت الحالي عما كان عليه الوضع عند اغتيال سليماني.
وأضاف إن "احتمالية تجاوز الخطوط الحمراء المبهمة لدى الطرفين كبيرة، فافتراض سوء النوايا هو الذي يحكم الموقف العام لكل منها تجاه الآخر، وسواء كان هناك رد إيراني مباشر عبر أراضيها أو عبر وكلائها، فإن رد الاحتلال سيتوقف على مدى نجاح دفاعاتها الجوية في التصدي للهجمات الإيرانية المنتظرة، وتقليل خسائرها بما يحفظ ماء الوجه لإيران وكذلك للاحتلال بعدم الرد على هذه الهجمات".
وتعهدت إيران بالرد على استهداف قنصليتها في دمشق في مستهل نيسان (إبريل)، ما أوقع سبعة قتلى من عناصر الحرس الثوري، بينهم ضابطان رفيعا المستوى.
من جهته، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن الاحتلال كان يعيش قبل قتله مجموعه الضباط الإيرانيين في سورية في وضع صعب على المستوى الداخلي، إذ كانت جبهته الداخلية تشهد مظاهرات ضخمة في مناطقه كافة، بما فيها التظاهر أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو، وكانت تقع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وفجأه قررت قيادة الاحتلال تغيير دفة الأحداث وتوجيهها إلى الخارج، للفت مجتمعها إلى وجود تهديدات تواجهها، فقصفت مجموعة ضباط إيرانيين لتعيد خلط الأوراق على المستوى الإقليمي، وتعيد الاصطفافات العالمية والداخلية، إذ كانت الدول الغربية في البداية، تعارض بشكل كبير اجتياح رفح وضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بدون قيد أو شرط.
وأضاف شنيكات، أن خيارات الرد الإيراني تتمحور في مجموعة من العمليات، أولا: ضربة تستهدف منشآت ومؤسسات للاحتلال، تكون محدودة وذات أهداف محددة أيضا، وكجزء من سياسة الردع، ثانيا: عبر اللاعبين مثل حزب الله أو أنصار الله أو المليشيات العراقية، وتكون مباشرة، وبزيادة في حجم الصواريخ المستخدمة، بهدف إيصال رسالة للاحتلال أن هناك تكلفة لما قد يقوم به من مغامرات معها.
وأوضح "في كل الأحوال، فإن العملية أو الرد الإيراني، سيكون من النوع المحسوب والذي يأخذ بعين الاعتبار الارتدادات بهذه الضربة، وقد يكون من ضمن الردود الإيرانية اعتراض للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والخليج العربي أو غير ذلك، بخاصة وأن إيران لا ترغب بالدخول في مواجهة شاملة مع الدول الغربية التي تعهدت بالدفاع عن الاحتلال في حال تعرضها لهجوم شامل".
وبقلق يترقب الاحتلال هجوما من جانب إيران أو وكلائها، وذلك مع تزايد التحذيرات من رد انتقامي على مقتل قائدين عسكريين كبيرين في قنصليتها بدمشق، في وقت حذرت عدة دول مواطنيها من السفر إلى المنطقة العربية لما يجري فيها من توتر بسبب الحرب الوحشية للاحتلال على قطاع غزة، والتي دخلت شهرها السابع.
بدوره، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة إن طهران سترد على قصف قنصليتها في دمشق بطريقة تردع تل أبيب عن أي عمليات قتل واغتيال مستقبلية، موضحا أن أمامها عدة خيارات للانتقام، لكن المخاطر في كل حالة عالية، إذ تستطيع إطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى على الاحتلال مباشرة من أراضيها، لكن مثل هذا الرد يهدد بإشعال حرب شاملة ومفتوحة معها، ما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مفتوح، وهو السيناريو الذي تجنبته إيران إلى حد كبير منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتابع: يمكن أيضا لطهران، الرد عبر حلفائها ووكلائها في المنطقة، بخاصة حزب الله، ما قد يؤدي أيضا إلى تصعيد الهجمات على طول حدود الاحتلال مع لبنان، وقد تأمر إيران وكلاءها في كل من سورية والعراق واليمن، بشن هجمات على القواعد العسكرية الأميركية للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكبح جماح الاحتلال.
وأتم: إن الرد الإيراني حتمي بالنظر إلى المكانة البارزة التي يتمتع بها أحد الجنرالات الذين قتلوا في سورية، وهو محمد رضا زاهدي، القائد الأعلى في فيلق القدس الإيراني، خاتما حديثه، بأن طهران ستوجه ردها النهائي بحنكة وبعد نظر كالعادة، لافتا إلى أن طهران لديها أهداف كثيرة على جدول الأعمال، ومن المؤكد أنها ستوجه رداً وفقاً لهذه الأهداف.