عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2025

يشعياهو لايفوفيتش أعطى المتطرفين اسما.. "يهود نازيون"

 الغد

هآرتس
 
 
بقلم: ايريس ليعال  16/11/2025
 
بالنسبة للمستوطنين، فإن كل يوم هو "ليلة البلور"، ومسموح أيضا إجراء المقارنة. لفترة طويلة جدا قللوا من شأن التهديد أو قاموا بتجميله. لقد كانوا بالنسبة لنا حفنة من المتطرفين، شبان بحاجة إلى مساعدة اجتماعية، أشخاصا ضالين. ولكن يشعياهو لايفوفيتش أطلق عليهم اسما، وقد حان الوقت لاستخدامه في كل مرة نتعامل فيها معهم: يهود نازيون. قبل أسبوع، قاموا باقتلاع عيون الأغنام الحية، وفي هذا الأسبوع، أرسلوا أغنامهم للرعي في مقبرة في أم الخير كل يوم. الأغنام التي تتغذى على الزهور والنبابات في المقبرة لا تعرف أن تدنيس القبور هو أداة فاشية لنزع الإنسانية والإرهاب السياسي والعنصرية. ولكن في الجيش والشرطة يعرفون دوافع هذا العمل الفظيع. يعرفون أسماء المستوطنين، لكن بدلا من اعتقالهم يراقبون من بعيد في أفضل الحالات.
 
 
خلافا لما يتم تصويره، فإن عنف المستوطنين ليس مجرد سلسلة أحداث استثنائية، بل هو روتين ذا تماس، ويحظى بدعم أيديولوجي من جمهوره، ممثليه في الكنيست وسلطته الدينية. كما يتم تنسيقه مع الجيش والشرطة. والدليل على ذلك، أن الجيش أعلن يوم الجمعة الماضي أن قرية بورين هي منطقة عسكرية مغلقة. وفي تناقض تام مع قرار ينص على أن واجبه هو حماية الفلسطينيين والسماح لهم بفلاحة أراضيهم وقطف زيتونهم، فقد منعهم من دخول أراضيهم واعترض حافلات تحمل مئات النشطاء الذين جاؤوا لمساعدتهم في قطف الزيتون.
انقلاب الوضع هذا، حيث يحظى من يخالفون القانون بحماية الدولة، ويتم تجريد الضحية من إنسانيتها، هو صفة نموذجية للأنظمة التي يطبق فيها القانون بشكل مختلف على فئات مختلفة، حتى داخل حدود سيادتها.
كل الفضاء الإسرائيلي، ليس فقط في الضفة الغربية، مشبع بالعنف القومي، الفاشي واليميني. لقد استبدلت السياسة الحقيقية بالتجمعات والفعاليات العلنية التي تغذيها الكراهية والخوف ونظرية المؤامرة وتحديد ووصم أعداء الشعب. يوم الأربعاء الماضي، عمت الفاشية في جامعة بن غوريون. فقد اقتحم الموغ كوهين، نائب الوزير من حزب "قوة يهودية"، قاعة محاضرات كان يعلم فيها سبستيان بن دانييل، الذي كان يكتب في الشبكات الاجتماعية تحت اسم مستعار هو جون براون، انتقاد ضروري لأفعال الجيش وتم تفجير المحاضرة. لقد عملت الذاكرة التاريخية على أكمل وجه، ففي كثير من قاعات المحاضرات في الجامعات كتب على اللوح "لن يمروا"، وهي شعارات القوات التي قاتلت فاشيي فرانكو في إسبانيا. ولكن للأسف، هؤلاء الطلاب هم أقلية.
مراسل القناة 14، لم يفهم كيف أن رئيس جامعة تل ابيب يدين الدخول الفظ لكوهين إلى الصف، في حين أنه يسمح باحتجاج الطلاب ضد سمحا روتمان. كل شاب درس دروسا عدة، في المدنيات يعرف أنه لا يحق لنائب وزير اقتحام قاعة محاضرات طلاب جامعة، ويمارس عليهم فاشية مواقفه التي لا تروق لهم، الطلاب كانوا مارسوا احتجاجهم على هذا الرجل ضمن الأطر الديمقراطية. ولكن عندما نفحص تدهور البلاد السريع إلى هذا الوضع الذي نعيش فيه، فيجب علينا أن نعرف أن روتمان نفسه وعميت سيغال، وهو صحفي كبير، شاركا تغريدة المراسل في القناة 14. في ضوء ذلك، فإن التهديدات العنيفة ضد زميل سيغال، وهو صحفي في أخبار 12، غاي بيلغ، تبدو منطقية.
مثل كل دولة لها سمات فاشية أصبحت إسرائيل مكانا يقتل فيه الرسول ومعه الحقيقة. مقاتلو القوة 100 المتهمين بالاعتداء الوحشي على الشاب الغزي، يتم استقبالهم في المحكمة أبطالا. وفي شركة الأخبار لسيغال وبيلغ يوجد مراسلون يعتقدون أن نشر الفيلم الذي يظهرون فيه وهم ينكلون بالشاب هو عمل غير وطني. أشخاص مثل بيلغ في وسائل الإعلام أو مثل دانييل في سلك الأكاديميا أو نشطاء السلام، الذين يساعدون المزارعين الفلسطينيين، هم الآن أعداء الدولة. التحذير من الاغتيال السياسي المقبل هو أمر من الماضي. فالحرب الأهلية بين الفاشيين والديمقراطيين أصبحت الآن السيناريو المحتمل تماما.