نادي صديقات الكتاب ندوة في اتحاد الكتاب تناقش رواية «حدائـق شائكـة» لصبحـي فحمـاوي
الدستور-نـــضـــــال بـرقـان
عقد «نادي صديقات الكِتاب الأردنيات» ندوة ثقافية صباح يوم السبت الماضي، في اتحاد الكتاب الأردنيين، لمناقشة رواية «حدائق شائكة» للروائي صبحي فحماوي تحدثت فيها الأستاذة آسيا الأنصاري رئيسة النادي، وقالت:
« لقد كتب صبحي فحماوي هذه الرواية بصفته مهندس حدائق، ولهذا جاءت «حدائق شائكة» وذكر فيها قضايا كثيرة تلفت النظر وتفيد القارئات، إذ تجعلنا نتعرف على أثر نكسة عام 1967، التي أفرزت الشتات الفلسطيني ثم لحقه الشتات العربي، إذ أصبح هناك لاجئون ومهجّرون عرب كما هم اللاجئون والمشتتون الفلسطينيون، كما كشفت عن الكثير من خفايا الأثرياء في المجتمع العربي المتأثر بالمأساة الفلسطينية والمآسي العراقية والسو رية والعربية عموماً، كما هو متأثر بأموال النفط التي أفرزت مجتمعاً ثرياً يختلف عن المجتمع التقليدي بسلوكه وتصرفاته الغريبة عن سلوكيات ما قبل النكسة.
وتلتها الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي التي قدمت ورقة تصلح كدراسة نقدية أكثر منها ورقة تعريفية لأبواب الرواية، وقالت إن عتبات الرواية جاءت بشكل مختلف عن أشكال عتبات وإهداءات الروايات الأخرى، التي يأتي معظمها كإهداء إلى الأب أو الأم أو الابن والابنة، أو شيء من هذا القبيل، ولكن إهداء صبحي فحماوي جاء كما يلي:
(الإهداء)
إلى الأشجار التي تتساقطُ أوراقُها الخريفيةُ
دنانيراً ذهبيةً تفرُّ من البَنَانِ.
وهذا يدل على عشق الروائي فحماوي للأشجار ..ليس لأفرعها وأوراقها الخضراء فحسب، وإنما هو يعشق كل شيء في الشجرة، حتى أوراقها الصفراء المتساقطة، والتي يراها الكاتب وكأنها دنانيراً ذهبية تفر من بنان الأغصان..وهذه شعرية جميلة في السرد الروائي تميز به فحماوي.
وأضاف المؤلف توطئة في الصفحة التالية كمدخل للرواية، تقول:
«إن أجمل حديقة نُنْشِئُها،
لا تعدو كونها تدميراً للطبيعة.»
فهو يرى أن الاستعداد للإعمار وبدء البناء بقلع الأعشاب البرية وقطع الصخور والحفريات الملوثة للمكان، وتمديد أنابيب المجاري، والنفايات التي تصدر عن سكان العمارة، والغازات وأبخرة المطابخ..كل هذا المنتج المعماري، لا يعدو كونه تدميراً للبيئة وتخريباً للطبيعة.
وأضاف فحماوي في توطئته سؤالاً يدعو للتأمل بقوله:
«هل الجنائن التي ننشئها على الأرض،هي تجريب للجنة التي نتخيلها في السماء؟»
وفي نهاية الصفحة يتساءل عن المستقبل الذي يداهمنا بقوله:
«طريق الحرير الهادر..هل سيقلب الموازين كلها؟»
ثم تحدث صبحي فحماوي عن روايته فقال:
«حيث أن الفلسفة هي قمة الفكر والثقافة، فلقد رأيت أن هذه الرواية اعتلت إلى سماء الفلسفة وهي تتأمل الكائنات الحية متحركة بشكل قاتل ومقتول..فالكائن الحي هو مقتول وهو قاتل في الوقت نفسه، حيث أن النسناس المحاصر في القفص مع الأفعى التي يراد ذبحها، هما يتحركان في الوقت نفسه ليكون كل منها القاتل والمقتول معاً..وقال إن الرواية لم تعد كما قال نزار قباني:
«الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال»
إذ إن الرواية اليوم أصبحت بحثاً وحفراً فكرياً مقدماً بشكل جمالي ممزوج بالخيال..وليست الرواية تسعى في ختامها لزواج الأبطال، بقدر ما تسعى للمعرفة، ولمناقشة القضايا التي تشغل بال الإنسان العربي المحاصر من جميع الجهات، فلا هو اليوم زارع، ولا هو صانع، ولا هو تاجر، بل هو مرصود برسم الانتظار..
وهذه الرواية صورت لنا الكثير من المشاهد التي كنا نفكر فيها مثل الأطباق الطائرة التي كانت تزورنا في الأيام الغابرة فنخاف منها، ونعتقد أنها ربما جاءت من المجرات البعيدة، إلى أن أوصلتنا هذه الرواية إلى الحروب السيبرانية، والطائرات الدرونية، والإنسان الآلي، وكان محورها طريق الحرير القادم من الصين مروراً بالشرق العربي ، وصولاً إلى منطقة غزة العربية، حيث ترى الرواية أنها صارت منطقة حيوية تنتشر فيها دور العلم والأبحاث والمصانع والمتاجر ومصافي النفط، والبواخر على ميناء غزة العربي...والحديث يطول.